قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 24 كانون1/ديسمبر 2015 07:39

في مرمي قرن و حياة

كتبه  الأستاذ رجاء غارودي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

1-أن تعيش قرنا محترقا:

لعله حظ أن تولد مرتين في النار، أن تولد في 1913 غداة الحرب العالمية الأولي. أن يكون لنا عشرين سنة في 1933 عندما إجتاحت الأزمة الكبري أوروبا و وصل إلي الحكم هتلر. كان لا بد لنا من إيجاد طريقة في العيش في توقيت عاصف، في أدغال ما نسميه بإحتراز: حرية السوق، نزاع الإرادات حول القوة و التنمية و متعة الأفراد، الجماعات و الدول، الحرية، تلك التي تسمح للقوي بأن يبتلع الضعيف.

المشكلة كانت سياسية و دينية في آن: دينية لأنه كان يتعين علي المرء أن يقرر حياته بناءا علي خياره فيما يخص النهايات الأخيرة و سياسية لأنه لم يكن فقط خلاصنا الفردي في الميزان و لكن مجموع البشر و أنه كان لا بد  من مكان في الكفاح، فنختار معسكرنا و تحديد منهجية مبادرة تاريخية و التي تمكننا من وسائل لتلافي تناقضات الفوضي.

في هذه المرحلة الأولي، من مسيرتي، كان يظهر لي أن الأمر الأكثر إستعجالا سيكون وفق ثقافتي الفلسفية لعشرين سنة، سني، أي أن أعيش كيركيغارد و كارل ماركس. كيركيغارد لأنه في تأملاتي ل"مخاوف و رجفات" علي تضحية إبراهيم ، إقترح أنه ابعد من تخميناتنا الأخلاقية الصغيرة و ثوابتنا الصغيرة، بإمكان أن تبرز شروط نهائية. و قد وجدت هناك المضاد للفرديات الباهتة ، تتعامل مع كل أحد علي أنه المركز و قياس كل شيء و التي تؤدي بنا إلي المواجهة الدائمة و هذا علي مستوي الأفراد و الدول معا، بين إرادات التطور و إرادات القوة.

لأول مرة اكتشفت الضرورة الحية للقيم المطلقة، لإله لا يوجد خارج ذاتي، في السماء في النجوم و الآلهة المزيفة بل تنبع حاجتي إليه من نفسي : و هو مبدأ جوهري و أول، وحده قادر علي إعطاء حياتي و عملي معني، إذ لم يكن بالمشاركة في حركة تاريخية حقيقية، فاعلة. عند ماركس، الذي كنت اقرأه بشغف لكن إلي ذلك الحين بشغف معرفي خالص، لم أجد تصور جديد للعالم لا دينية و لا ميتافيزيقية و لا إيجابية إنما ضرورة أخري : و هي أن لا نزعم بأننا وحدنا نحل  و فقط معنويا المشاكل التي نتجت عن الفوضي الكونية لكن بالانضمام إلي قوة مقاومة الفوضي، النضال فيها، و لو أدي الأمر إلي مقاسمتها فكرة الصراع بين الخير و الشر بأخطائه و تجاوزاته و لعل حتي جرائمه في عالم يعتبر الجريمة ظاهرة كونية.

هكذا أصبحت مناضلا لأربعين سنة في حزب تاريخيا كان يعلن بأنه يتبني منهجية ماركس و التي كانت تتجاوب مع الوضع التاريخي، و التي عمليا من ميونيخ إلي المقاومة، من الكفاح ضد استعباد أوروبا لأولئك من كلفتهم الحرب القدر الأقل فجعلتهم سادة العالم، بدي لي أنه الأقل سوءا لأن لا وجود لحزب طيب.  

أن تعيش في حياة واحدة، ماركس و كيركيغارد كانت مشكلة فترة زمنية، لأنني سمعت سارتر يقول بنفسه أنه كان هذا طموحه . (في الحقيقة قد استنتجنا خلاصات مغايرة تماما: سارتر إنطلاقا من المقابلة الكيركيغاردية الدرامية للذاتية و التجاوز حاول فكريا الانضمام إلي ماركسية نظرها بنفسه، و الذي كان يري فيها " الفلسفة التي لا يسبقها زمننا".

مسيرتي كانت في الاتجاه المعاكس تماما: فالأولوية بالنسبة لي كانت تكمن في التجسيد. لا نستطيع قلب العالم برأسه و إن لوثنا أيدينا. في المعارك المحتومة التي  تمزق العالم، لا يمكن أن نجلس علي السقف  و إعلان في كل المرة الخير، بل علينا أن ننحاز إلي الأقل سوءا.

لا أدري إن كسبت رهاني الأول إلا أنني لست نادما عليه و قد حافظت علي هذا الرهان لأربعين سنة و أنا في حزب صرت أحد قادته. و لم أستقيل منه أبدا : طردت منه، (في 1970) لأنني صرحت بأن الاتحاد السوفياتي لم يعد دولة اشتراكية.  

ترجمة : عفاف عنيبة

قراءة 2099 مرات آخر تعديل على الخميس, 31 كانون1/ديسمبر 2015 18:52

أضف تعليق


كود امني
تحديث