لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار
مقدمة من كتاب "جوانب من الشجاعة" للرئيس جون فيتزجيرالد كنيدي بقلم روبرت كنيدي
مدخل لكارولين كنيدي
مقتطف
الفصل الأول الشجاعة و السياسات
اليوم في مقر عملي مثلا كان هناك وفد لمصانع الحياكة بإنجلترا الجديدة صناعة هامة بالنسبة لإزدهارنا، كانوا يريدون أسعار أقل للصوف المستوردة من أستراليا و أسعار مرتفعة للمنتوجات المكتملة من الصوف من إنجلترا و القابلة للتنافس.
أحد زملائي من الجنوب قال لي أن وفد مماثل زاره من مدة ليس بعيدة مع نفس المطلب و أكثر من ذلك بإستعجال وضع مراحل لإنهاء الأجور المنخفضة من اليابان و تحذير مجلس الشيوخ من وضع حد للأجر القاعدي و الإمتيازات المنخفضة للرواتب التي يتمتعون بها و هذا علي خلاف رغبة الناخبين.
فقط البارحة دعتني مجموعتين خارج طابق مجلس الشيوخ، المجموعة الأولي لرجال أعمال يبحثون عن نشاط حكومي محلي يتنافس بطريقة غير شريفة مع المؤسسات الخاصة و المجموعة الأخري ممثلة لموظفين في الإدارة الحكومية و المنشغلين بمناصب شغلهم.
كلنا في مجلس الشيوخ قابلنا عدد لا نهائي من الأمثلة كضغوط النزاعات و التي تصور عدم توافق لا مفر منه في إقتصادنا المعقد. إذا ما تقول لناخبيك بصراحة أنه لا يمكن لك فعل أي شيء، سيشعرون بأننا غير مناسبين و غليظين.
في حالة ما حاولنا و كالعادة فشلنا في مواجهة بعض الشيوخ الممثلين لمصالح أخري سيقال عنا أننا مثل بقية السياسيين، كل ما نستطيع فعله الإنسحاب إلي غرفة الملابس و البكاء في معاطفنا، أو العودة إلي بيوتنا و مناوشة زوجاتنا.
بإمكاننا القول لأنفسنا أن ضغوطات الجماعات و رسائل مراسلينا لا تمثل إلا نسبة ضئيلة من الناخبين- و هذه حقيقة.
لكن هناك أقلية تحسن الحديث لا نستطيع تجاهل وجهات نظرها و التي تتضمن عدد كبير من إتصالاتنا مع الجمهور الواسع حيث لا تعرف أراءهم و علينا كسب تصويتها و المحتمل أن لها فكرة محدودة عما نحاول القيام به.
(شيخ واحد منذ تقاعده قال أنه كان يصوت في كل مرة وفق مصالح معينة، آملا أنه حينما يقترب موعد الإقتراع جميعهم مجمولين سيكونون أغلبية تتذكره إيجابيا، بينما أعضاء آخرين من الجمهور لن يعرفوا ابدا-معظم الوقت سيذكر بقدر أقل-تصويته ضد راحتها.
جميل أن نعرف في الظاهر أن هذه الطريقة الغير القابلة للإنهزام لن تكون مجدية في حالته.)
هذه إذن بعض التحديات التي تقابل صاحب الضمير. ليس بإمكانه تجاوز ضغوطات الجماعات، ناخبيه، حزبه، زمالة نظراءه، إحتياجات عائلته، شرفه الشخصي في العمل، ضرورة التوفيق و أهمية البقاء في منصبه. عليه أن يقرر لنفسه أي درب يسير فيه، هذه المرحلة تساعده أو تعيق مثله الملتزم بها. سيعي في المرة التي سيزن فيها كل خيار بالنسبة لحظوظه في إعادة إنتخابه و في المرة التي سيبدأ فيها بالإبتعاد عن مبادءه من خيار إلي آخر خوفا من فعل الشيء بشكل مغاير سيوقف مسيرته المهنية و يمنع نضاله المستقبلي من أجل المبدأ و هكذا سيفقد حرية الضمير التي تبرر إستمراره في منصبه لكن أن يقرر أي نقطة و أي مخرج يخدم مهنته هو الصعوبة و قرار بمثابة إختبار ضمير.
رابط النص باللغة الإنجليزية :
