قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 28 آب/أغسطس 2014 16:21

أماه بك أقتدي....2/2

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ذكرت في الجزء الأول من مقال "أماه بك أقتدي"، قصة الفتاة التي تألمت لحال والدتها كما جاء على لسانها: إن والدتي لم تحسن معي سوى شيئا واحدا، هو الغيبة و النميمة على كل من هب و دب، و لم أعد بوسعي السماع اليوم لكل هذا... لأنني بكل بساطة أريد أن أرضي ربي، و أن أبوح لأمي بمشاكلي، و تعينني عليها بخبرتها التي اكتسبتها طوال هذه السنين، أريد أن أستشريها فيما أريد القيام به، أريد النصيحة، أريدها أن تملأ هذا القلب بحب كبير، لكل من أحسن أو العكس"...

ثم استرسلت قائلة:"إن التربية الأسرية تلعب دورا كبيرا في تنشئة من سيصبحون غدا أمهات و أباء في المستقبل، و ما يحملونه معهم من أخلاق عقائدية دينية، و من أخلاق تقليدية بحتة ...نعم إن الأم تعتبر الركيزة الأساسية في أسرتها، من خلالها يتعرف ذاك الطفل الذي ما زال لم يعرف عن الحياة شيئا، على العالم و ما فيه، من ضوابط أخلاقية، و ضوابط تربوية، و ضوابط اجتماعية، و ضوابط نفسية، إزاء المسائل و الوقائع التي يواجهونها مستقبلا...  إن حضن الأم يعتبر بمثابة مدرسة هامة، ينهل منها الطفل الأصول و الضوابط الأولية التي يحتاجها في حياته الاجتماعية ككل، بحيث تبقى آثارها إلى آخر العمر".

و اليوم لدينا كذلك قصة واقعية تعيشها الفتاة الجزائرية مع أمهات جاهلات بالدين و بالأخلاق، و بالعرف، و بالعادات و التقاليد، تروي إحداهن أنها تكون مجبرة عند الذهاب للتسوق مع والدتها أن تكشف عن ساقيها، أو عن القليل من شعرها و وضع المساحيق على وجهها، أو عدم لبس الحجاب بتاتا بغرض جلب نظر الشباب، حتى يتقدموا للزواج منها...

ان سعادة البنت و شقاءها لها علاقة - إلى حد كبير- بعمل و سلوك الأم، و تأثير هذه الأم على أبناءها بالسلب أو بالإيجاب لا ينكر، يجب أن تعلم أن أقل عمل تعمله يكون بمثابة بذر تزرعه في أذهانهم، و كل أعمالها تؤثر على أوضاع أبنائها، و بالأخص منهم البنات، فإذا الأم المربية هي على هذه الشاكلة فماذا ننتظر من البنت مستقبلا، فهي أكيد ترى أن ما تفعله والدتها هو الأصح تربويا ...

 و نحن هنا نوجه حديثنا للأم المسلمة التي تدرك رسالتها التربوية في الحياة، و تدرك مسؤوليتها في تربية الأولاد و تكوين شخصياتهم، و هي لا شك مسؤولية أكبر من مسؤولية الأب؛ لقرب الأولاد من الأم، و لطول الوقت الذي يقضونه معها، و هذه المسؤولية قد عبَّر عنها القرآن بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجَارَةُ".(التحريم:6)

من خصائص الشخصية السليمة، التي تتمتع بالصحة النفسية قدرة الوالدين على تحمل المسؤولية، فالتي تستطيع أن تتحمل  مسؤولية تربية أبناءها هي شخصية تتمتع بقدر كبير من الصحة النفسية، لأن الهروب من المسؤولية دليل على عدم النضج، و عدم السواء النفسي و الشخصي.

و لهذا عليك أن تحددي مرجعيتك  في تربية أطفالك؟ وما الوسائل التي تساعدك على تربيتهم، تربية أخلاقية دينية ؟

للشيخ الدويش مرجعية جميلة جدا إن صح التعبير في احتواء الأم لابنتها و البنت لأمها حيث يقول:" و لعل من أسباب ما نعانيه اليوم من مشكلات لدى الفتيات يعود إلى تخلف دور الأم التربوي، و نذكر هنا أن تلك الحملات التحسيسية من جمعيات و منظمات التي كان لها الدور الكبير في محو الأمية بحيث أصبحت اليوم الجزائر صاحبة اللقب الأول و صاحبة الجائزة الأولى لمحو الأمية، و ما قامت به جمعية "إقرأ" من جهود كبيرة، تمنينا أن تكون التوعية متوازية مع ما يخص التربية الأخلاقية و الدينية للبنات و البنين ....

و يضيف قائلا الشيخ الدويش:" فالفتاة تعيش مرحلة المراهقة و الفتن و الشهوات و المجتمع من حولها يدعوها إلى الفساد، و تشعر بفراغ عاطفي لديه، و قد لا يشبع هذا الفراغ إلا في الأجواء المنحرفة، أما أمها فهي مشغولة عنها بشؤونها الخاصة، أو بالجلوس مع جاراتها و زميلاتها، فالفتاة في عالم، و الأم في عالم آخر، أو هي مشغولة بتدبير كل الوسائل الناجعة حتى تزوج ابنتها، بأي طريقة كانت و كيفما كانت"... 
إنه من المهم أن تعيش الأم مع بناتها و تكون قريبة منهن؛ ذلك أن الفتاة تجرؤ أن تصارح الأم أكثر من أن تصارح الأب، و أن تقترب منها، حتى تملأ الفراغ العاطفي لديها، و الفراغ الوجداني، و الفراغ الاجتماعي، و الفراغ الديني، فإن هي تخلت عنها فبما تملأ هذه الفتاة هذه الفراغات كلها؟: بالقراءة؟ ليتها تفعل ذلك، لكننا لم نغرس حب القراءة لدى أولادنا
و لو فرضنا أنها تحب القراءة و تقدر عليها فإن الفتاة ستشعر بهوة سحيقة بينها و بين أمها، و ترى الفتاة أن أمها لا توافقها في ثقافتها و توجهاتها، و لا في تفكيرها، و تحس بفجوة ثقافية و فجوة حضارية بينهما، فتجد البنت ضالتها في مجلة تتحدث عن الأزياء و عن تنظيم المنزل، و تتحدث عن الحب و الغرام، و كيف تكسب الآخرين فتثير عندها هذه العاطفة، و قد تجد حاجتها في أفلام الفيديو، أو قد تجد ضالتها من خلال الاتصال مع الشباب في الهاتف، و إن عدمت هذا وذاك، ففي المدرسة تتعلم من بعض زميلاتها مثل هذا السلوك، و ذلك مما يعرضها لمواقف قد لا تحمد عقباها، إذ قد تتسبب لها في مشاكل يعسر عليها التخلص منها، بل قد تتعرض لما يدمر حياتها و يقضي على مستقبلها قضاء مبرما، فيا أيتها الأم الفاضلة أتحبذين ذلك لابنتك...؟

إن ذلك ما كان ليقع لابنتك لو أنك منحتها جزءا من وقتك، و تقربت منها، و لو فعلت لفتحت لك قلبها، و باحت لك بأسرارها، و عرفتك بمشاكلها، و حينها كنت قد تمكنت من إسداء النصح لها، و بصرتها بما يصلح لها، ولكان في ذلك ما يقيها العثرات، و يجنبها الزلات، و لجنبك ذلك الأحزان، و الافتضاح بين الجيران ... 

قراءة 2969 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 30 أيار 2017 08:31

من أحدث الأستاذة أمال السائحي

أضف تعليق


كود امني
تحديث