قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 08 كانون2/يناير 2015 17:34

«استوصوا بالنساء خيرا»

كتبه  الأستاذة أمال السائحي,ح
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لا خلاف على أن العنف صار ظاهرة عامة في حياتنا، فأنى تلفتنا نصادفها، إذ نشاهدها في البيت و في الشارع و في المدرسة، و هي ليست محصورة في مجال دون آخر، أو مقصورة على فيئة دون أخرى، أو خاصة بمجتمع دون غيره، الأمر الذي استدعى اختصاصها بيوم عالمي لمناهضتها في إحدى تجلياتها و هو العنف الموجه للمرأة، و تنبيه الناس إليها، و تعريفهم بما تتسبب فيه من أضرار بالغة للفرد و المجتمع، بغية حملهم على تكثيف جهودهم للتصدي لها و مواجهتها حتى تتم محاصرتها و القضاء عليها، لكن ما هو العنف؟ و ما المقصود به؟

العنف عند ابن منظور يعني الخرق و التعدي: فنقول عنف أي خرق و لم يرفق، و هو ضد الرفق :عنف به و عليه يعنف عنفا و عنافة أي قسا عليه، و هو عنيف إن لم يكن رفيقا في أمره، و نقول اعتنف الأمر أي أخذه بعنف، و عنف الشيء أخذه بشدة و قسوة.
أما جميل صليبا في المعجم الفلسفي فيعتبر العنف هو استخدام القوة استخداما غير مشروع أو مطابق للقانون.
بينما بربرا ويتمر فتعرف العنف " بأنه هو خطاب أو فعل مؤذ أو مدمر يقوم به فرد أو جماعة ضد أخرى".
مما سبق يمكن تحديد العنف بأنه:" الخرق و التعدي و القسوة و استخدام القوة كيفما كانت بشكل غير مشروع أو غير مطابق للقانون" هذا الفعل أو السلوك الموجه للأخر الذي قد يسبب أو يسبب له أذى نفسيا أو جسديا أو اقتصاديا أو اجتماعيا. و الضعفاء هم من يكونون في الغالب موضوعا للعنف سواء كانوا ضعفاء من الناحية الجسدية كالأطفال، أو من الناحية المادية كالعبيد أو الخدم أو النساء.

في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذى تجري فعالياته ابتداء من 25 نوفمبر إلى 20 ديسمبر  و ما رافقه من مؤتمرات و فعاليات و حملات إعلامية محلية و دولية، لمناهضة كل أشكال العنف ضد المرأة، و لعلماء الدين آراء صريحة و واضحة في الشرق و الغرب، و قد كان للشريعة الإسلامية السبق في حفظ حقوق المرأة و صيانتها من أي اعتداء يمس كرامتها أو جسدها.
و إذا كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة و الهيئات المحلية و الدولية المعنية بحقوق المرأة، قد حذرت من تنامى مظاهر العنف ضد النساء في المجتمع عامة، و في الأسرة خاصة، منها العمل القسري، و التحرش الجنسي، و الاتجار بالنساء، و جرائم الشرف، و غير ذلك من الممارسات العنيفة بحق الفتيات و النساء، في مختلف دول العالم، فان علماء العالم الإسلامي يؤكدون أن العودة إلى منهج الإسلام هو الذي يكفل حفظ كرامة و حقوق المرأة.

و قد فند علماء الدين الشبهات المثارة من بعض الأقلام الغربية، و حتى العربية الإسلامية حول آيات القرآن الكريم التي ورد فيها ضرب النساء، مؤكدين أن تلك الآيات ليست على إطلاقها، و أنها فهمت خطأ من بعض الاجتهادات الخاطئة، و الكتابات المغرضة.
و أكد علماء العالم الإسلامي أن العنف يمثل انتهاكا للقيم الثقافية و الدينية، بجانب كونه في الأصل انتهاكا للحقوق الإنسانية للمرأة، و أن النساء على امتداد العالم تعانين من العنف الواقع عليهن، بغض النظر عن العرق، أو الجنسية، أو الدين، أو السن، أو الطبقة الاجتماعية اللاتي ينتمين إليها.

لأن التشريع الإسلامي ككل ساوى بين الرجل و المرأة، و أن تلك الجرائم التي تحاك ضدها بعيدة كل البعد عن مبادئ الإسلام و تعاليمه.

و من هنا نستطيع أن نقول أن العنف قد تولد من تلك الأسس العنيفة في التربية التي نشأ عليها الفرد، فهي التي ولّدت لديه العنف، و جعلته ضحيّة له، و تشكّلت لديه شخصية ضعيفة و تائهة و غير واثقة، و هذا ما أدى بهذا الشخص إلى أن يكون عنيفا مع والدته و أخته، زوجته و ابنته، أو أخته.
أو تلك التقاليد الخاطئة ، التي تحول دون تنامي دور المرأة و إبداعها، حيث هناك أفكار و تقاليد متجذّرة في ثقافات الكثيرين، و الّتي تحمل في طيّاتها الرّؤية الجاهلية التي تميز الذَّكر عن الأنثى؛ مما يؤدّي إلى تصغير الأنثى و دورها، حيث يعطى الحق دائمًا للمجتمع الذكوري في الهيمنة و السلطنة و ممارسة العنف على الأنثى منذ الصغر، و تعويد الأنثى على تقبّل ذلك و تحمّله و الرّضوخ إليه، مهما كانت مكانتها، و مهما كان سنها، و مهما كانت مرتبتها بين إخوتها، بالإضافة إلى الخلل المادي الّذي يواجهه الفرد و الأسرة، و ضعف الخدمات الاجتماعية من مشكلة العمل، إلى السكن، إلى المشاكل الاقتصادية برمتها، الّتي تضغط على الآخر و تدفعه إلى أن يكون عنيفًا، و يصبّ جام غضبه على المرأة، أضف إلى ذلك النّفقة الاقتصادية الّتي تكون للرّجل على المرأة، إذ أنّ مَن يعول المرأة، يظنّ بأنّ له الحقّ في تعنيفها، و ذلك عبر إذلالها و تصغيرها لأبسط الأمور.
أما الإسلام فينظر للمرأة على أنها كالرجل تماما، و الغاية الأسمى تكمن في توزيع الأدوار بينهما في الحياة، ول ا تعني أبدا خصوصية لأحد على الآخر، و لا تمييز لجنس على جنس.

و يؤكد القرآن الكريم هذا المعنى في العديد من آياته، و التي منها قوله  تعالى «فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض»، و الله تعالى حينما يذكر مناقب الصالحين من عباده يساوى بين الرجال و النساء فيقول تعالى «إن المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات و القانتين و القانتات و الصادقين والصادقات و الصابرين و الصابرات و الخاشعين و الخاشعات و المتصدقين و المتصدقات و الصائمين و الصائمات و الحافظين فروجهم و الحافظات و الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات أعد الله لهم مغفرة و أجرا عظيما» الآية 35 سورة الأحزاب، فأي تفريق هنا؟ و الإسلام أكد في هذه الآيات أنه لا فرق مطلقا بين الذكر و الأنثى كما أكدت ذلك السنة النبوية حيث ثبت عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال: «... النساء شقائق الرجال» كما ثبت عنه صلى الله عليه و سلم، أنه في حجة الوداع لم يغفل عن أن يستوصي بالنساء حيث قال صلى الله عليه و سلم: «استوصوا بالنساء خيرا».

قراءة 3037 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 14:24

أضف تعليق


كود امني
تحديث