قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 28 كانون2/يناير 2016 04:55

إن بيوتنا أحوج للأخلاق منها للأرزاق....

كتبه  أمال السائحي.ح
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بداية لا بد لنا أن نعرف الأخلاق لغة و اصطلاحا، الخلق لغة: بسكون اللام أو ضمها: السجية، و الخليقة هي الطبيعة و الخلقة هي الفطرة. سواء كانت خيرا أو شرا. . و أما اصطلاحا: فهو الصورة الباطنة للإنسان و التي يمكن أن تظهر للآخرين بأشكال مختلفة على جوارحه الظاهرة للناس. و عرَّفه ابن المبارك فقال: هو طلاقة الوجه و بذل المعروف و كف الأذى. و قيل: هو صلاح القلب مع صلاح الجوارح. لا يختلف اثنان فيما وصل اليه مجتمعنا من تدني كبير أخلاقيا، في بيوتنا و شوارعنا و مؤسساتنا، من بذاءة لسان، و من بذاءة أفكار، و من بذاءة تعاملات و على كل الأصعدة، إذ اليوم المواطن لا يصبح أو يمسي إلا على شكل رهيب و غريب من الجرائم التي لم نكن في الماضي القريب نسمع بها و ما كانت بمثل هذا الشيوع و الانتشار، و قد كانت من الندرة بحيث لم نكن نوليها اهتمامنا مثلما أصبحت عليه اليوم، حيث جعلت المجتمع كله يتوخى الحذر و الحيطة على نفسه و على عائلته و أولاده... ما ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم خيرًا إلا دل أمته عليه، و لا علم شرًا إلا حذر أمته منه، و من جملة الشر الذي حذر النبي صلى الله عليه و سلم منه: سوء الخلق. يقول ابن القيم –رحمه الله – عن منشأ سوء الخلق: "و منشأ جميع الأخلاق السافلة و بناؤها على أربعة أركان: الجهل و الظلم و الشهوة و الغضب. فالجهل يريه الحسن في صورة القبيح، و القبيح في صورة الحسن. و الكمال نقصا و النقص كمالا. و الظلم يحمله على وضع الشيء في غير موضعه فيغضب في موضع الرضا، و يرضى في موضع الغضب، و يجهل في موضع الأناة، و يبخل في موضع البذل و يبذل في موضع البخل، و يحجم في موضع الإقدام، و يقدم في موضع الإحجام، و يلين في موضع الشدة، و يشتد في موضع اللين، و يتواضع في موضع العزة، و يتكبر في موضع التواضع. و الشهوة: تحمله على الحرص و الشح و البخل، و عدم العفة و النهمة و الجشع و الذل و الدناءات كلها. و الغضب يحمله على الكبر و الحقد، و الحسد و العدوان و السفه. و يتركب من بين كل خلقين من هذه الأخلاق: أخلاق مذمومة. و ملاك هذه الأربعة أصلان: إفراط النفس في الضعف، و إفراطها في القوة. فيتولد من إفراطها في الضعف: المهانة و البخل و الخسة و اللؤم و الذل و الحرص و الشح و سفساف الأمور. و يتولد من إفراطها في القوة: الظلم و الغضب و الحدة و الفحش و الطيش. و يتولد من تزاوج أحد الخلقين بالآخر: أولاد غية كثيرون (أي أخلاق سيئة كثيرة). فإن النفس قد تجمع قوة و ضعفا. فيكون صاحبها أجبر الناس إذا قدر، و أذلهم إذا قُهر، ظالم عنوف جبار، فإذا قهر صار أضعف من امرأة. جبانا عن القوي، جريئا على الضعيف. فالأخلاق الذميمة يولد بعضها بعضا، كما أن الأخلاق الحميدة يولد بعضها بعضًا. و إن ما نعاينه اليوم من سوء الأخلاق سببه أن النفوس أصبحت مريضة، فمرض المجتمع لمرضها، و أصبح لزاما على كل هيئة رسمية أن تتصدى لذلك، و تقوم بدورها الأساسي في المجتمع الذي ينتظر منها الكثير كالمدرسة، و جمعيات عامة، و مساجد، و دور سينما، و مسرح ...أين دورهم في حماية هذا النشء الصاعد، الذي تربى على أخبث ما في التكنولوجيا الحديثة، و التي لم يأخذ منها سوى العنف، و الكلمات البذيئة، و كل ما هو ذميم من الأخلاق... لا بد أن يعي أئمتنا أن الجيل القادم لا يحتاج إلى فقه في الصيام و القيام، أكثر مما يحتاج اليه من حسن الخلق...و أن يعي القائمين على دور السينما و المسرح و التلفاز "الإعلام المسموع و المقروء و المريء ككل" و أن هذا الجيل لا يحتاج أن يروح عن نفسه، بقدر ما هو محتاج إلى تقويم أخلاقه و تنزيه للسانه... و أخيرا لا بد أن تتفطن الأم و الأب إلى أن هذا الابن، أو تلك البنت احتياجهم إلى تطهير اللسان، من تلك الألفاظ النابية، و تقويم الأخلاق ككل من كل مرذول شائن، ليعود عليهم ذلك و على مجتمعهم بما يقيـــهم السيئات، و يرتفع بهم في الأخلاق أعلى الدرجات... فنضمن لبيوتنا الاستقرار، و تتطهر شوارعنا من الأوباش و الأشرار، و مؤسساتنا من الانحرافات المقيتة، بذلك نضمن لمجتمعنا الرقي و الازدهار، فنحن اليوم في الجزائر نحتاج لطيب الأخلاق أكثر من حاجاتنا لفائض الأرزاق.

قراءة 1748 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 08:11

أضف تعليق


كود امني
تحديث