قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 03 كانون1/ديسمبر 2017 13:11

المرأة بين الواقع والخيال الإعلامي

كتبه  أمال السائحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الكثيرات من بناتنا و أخواتنا و حتى أمهاتنا، أصبحن اليوم شغلهن الشاغل ذلك المربع الصغير الضيق، الذي يحمل في طياته الكثير من الخرافات التي لا يحاكيها الواقع الذي يعشنه على أرض الواقع، مع ظروفهن، و حياتهن الاجتماعية ككل، و إنما تصنعه تلك البهرجة السينمائية، و هو ذلك الإعلام بشقيه المسموع و المقروء الذي استثمر فيه الكثير من الخيال، و خاصة عبر تلك المسلسلات المدبلجة ذات الحلقات اللانهائية، و التي حتى و إن انتهت لها فصول أخرى لا تنتهي بل تبقى تتولد عن تفاعلهن مع تلك المسلسلات فينجم عنها تغير ملحوظ في سلوكهن و تغير نظرتهن إلى الحياة داخل الأسرة و خارجها

من السائد في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية، أن الأسرة بالذات لا تهتم كثيرا بالجانب العاطفي الذي يعبر للطفل عن الحب، بالقبلة، و بث المشاعر التي تجنبه الكثير من الفتن و الزلات الموجودة خارج إطار هذه الأسرة الأم، التي تسعى جاهدة أن توفر كل أنواع الراحة له و لسائر أبنائها، و لكنها و للأسف الشديد لا تنتبه كثيرا إلى الجانب التربوي النفسي، و الذي يتمثل في تلك المشاعر الفياضة من الحب، لتصطدم بعد ذلك بواقع مرير، يجعلها تخسر في لحظة من لحظات المراهقة هذه البنت أو ذاك الشاب، الذي لا يجد هاته النفحة من المشاعر، أو هاته الصداقة المرجوة من الأم أو الأب، أو حتى من بعض أفراد العائلة، فتجدهم يعيشون في عزلة عاطفية عن والديهم، فتجد الفتاة يتعلق قلبها بذلك البطل في مسلسل “ما”، أو أنها تنساق إلى أحلام اليقظة بتأثير من لقطات المسلسل الذي تتابعه، و التي تعرض لقطة حب بين أب و ابنته، أو أم و ابنتها

فإذا أصبحت هذه المقاييس اليوم، التي فجرتها التكنولوجيا الصارخة الإعلامية و غيرها هي السائدة و المتحكمة في الكثير من أمورنا، فكيف توازن فتاة اليوم بين شعورها الذي تثيره فيها لقطات تراها، و تتمنى أن تكون هي واقعها اليومي بدءا من لبس البطلة، و طريقة الكلام، و حسن المعاملة، و الصداقة التي تراها بين الأم و ابنتها، أو بين الأب و ابنته، و الحب المتدفق بين الأهل و الأصدقاء، و لا نتحدث عن لقطة ذلك الحبيب أو الزوج المنتظر، و كل تلك الرومانسية التي ليس لها آخر، من سيارة آخر طراز، و الكلمات المعسولة، إلى ذلك البيت الذي لا تراه إلا في السينما

ثم تستيقظ بعدها على الكثير من المشاعر السلبية، التي تزيدها ألما و حسرة، و لعلها تؤدي بها إلى الانفجار، أو الهروب مع من تراهم أنسب لها…أو أنها تصبح تعيش في عالمها الخاص، و لا دخل لها بالعالم المحيط بها، و لعلها تطمس مستقبلها مع من جاءها خاطبا، لأنه لا يشبه بطل ذلك المسلسل، أو أنه لا يقدم كل ما لديه، أو أكثر ما لديه، من أموال و يضعها تحت قدميها، حتى توافق أن تكون زوجة له

أليس هذا ما نعيشه اليوم؟ حتى الأمهات أصبحن لا يرضين عيشتهن، إلا لأنها رأت العجوز الفلانية في اللقطة الفلانية تعيش حياة خيالية…و تتمنى عيشتها و لو لساعة هنية

إن النفس البشرية عندما تفقد البوصلة مع الله، لا تعرف كيف تستقبل القبلة إليه، أليس الزواج هو تجارة مع الله أولا، هو استثمار في هؤلاء الأطفال، أليست هي محاولة شيقة أن تغدق على هذه العائلة التي كونتها بإسعادك لنفسك و تحصينها و أن تسعد غيرك و من معك بتلك المشاعر الدافئة، التي تجعل من هذا البيت الحبيب و الصديق، عندما تصل الأسرة إلى هذا المستوى من النضج، تعلم جيدا أن تلك اللقطة من تلك البطلة، هي مجرد عبور لا تعيشه حتى تلك التي تقمصت ذلك الدور، فالكثير من الأحيان نقرأ عن الفنانة الفلانية أو البطلة العلانية تعاني من ألم الوحدة، أو من أزمة عاطفية…أو أنها تتعاطى من الحبوب ما تسكن به آلامها

فعلى أمهاتنا اليوم، و الأم المربية بالخصوص، لعلها من الأريح لها أن تعود إلى الواقع، و تحاول أن تغرس هذه الأفكار بطريقة جميلة جدا، و بكل حب و وعي منها، مدركة أنها أولا أمام مشروع تستثمر فيه لترضي ربها أولا، و ترضي نفسها، حتى يكون زرعها نافعا لوطنها، نافعا لأسرتها، و تقدم نموذجا صحيحا حيا و نافعا لتلك الشابة أو ذلك الشاب عما ينبغي أن تكون عليه الحياة الزوجية، لأنهم سيؤسسون بيتا يوما ما، و سيكون لهم شأن في الحياة الاجتماعية، و عليه من حقهم علينا تهيئتهم نفسيا و عقليا لذلك، و لن يتسنى لنا ذلك إلا بتحريرهم من تأثير تلك المسلسلات، التي تقدم لهم صورا غير مطابقة لما هي عليه حياة الناس في الواقع الحي.

قراءة 1786 مرات آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 13:23

أضف تعليق


كود امني
تحديث