قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 07 أيلول/سبتمبر 2019 12:23

التربية السليمة هي الحل

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لقد حرصت الشريعة الإسلامية السمحاء على تربية النشء، و اهتمّت ببناء شخصية الأطفال بناء سليماً؛ محصّنة إيّاهم من أشكال الانحراف و أنواع العقد السلوكيّة، و شتّى الأمراض النفسيّة الخطيرة، و العادات السيئة القبيحة، و كل ما هو مضر لهم و مضر لغيرهم..

و على أساس من مبادئها، و قيمها الصالحة، فإنّ بناء شخصيّة الطفل في الإسلام، ما هو في الحقيقة إلاّ عمليّة بناء للمجتمع أخلاقيا بالدرجة الأولى، و تمهيدا لإقامة حياة لها قوانين حضارية، وفقاً للمبادئ الإسلاميّة و تحقيقاً لسعادة الإنسان، و تحصيناً لمقوّمات المجتمع، و حفظاً لسلامة البشرية و خيرها.

لكننا فيما نراه و نلمسه من سلوكنا اليوم، نعجب لمخالفته لانتمائنا الحضاري و الديني، و ذلك يعود إلى أننا نجد أنفسنا خارج هذا الإطار تماما، لا من الناحية الأخلاقية، و لا من الناحية التنظيمية، و لا من الناحية الحضارية، و ذلك في كل علاقاتنا، سواء أكانت أسرية تبدأ من الزوج و الزوجة، أو الأسرة بمفهومها الشامل، في حين أننا لو لجأنا إلى القرآن و السنة، و استلهمنا سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم في معالجة المشاكل الزوجية، و التربية الأسرية ككل لزال ذلك التناقض و حل محله التوافق و الانسجام بين سلوكنا و معاملاتنا مع ما يقتضيه انتماءنا الحضاري و الديني.

فالعلاقة الزوجية أولا بين الرجل و المرأة ليست بالحرب السجال التي ليس لها أول من آخر… علاقة يفترض فيها أن تتأسس على التكامل الذي ينبغي أن يفضي للتعاون، غير أنه يشترط وجود مودة و رحمة تمكن للألفة التي تجعله ممكنا، و هذا يعني ضرورة توفر عناصر أربعة و لعل أهمها: الأمن النفسي للمرأة و الثقة و التقدير للرجل، ثانيها: هو وجود طريقة آمنة للتحاور و لإخراج المشاعر، و كذلك للتعبير عن الغضب، أما إن اختفت أو تزعزعت تلك المقومات فإن الخلاف الأسري سيظهر، و كذلك مع فقدان الوعي الإسلامي في هذه العلاقة و ارتفاع الضغوط النفسية و الاقتصادية و الاجتماعية ستفاقم الخلافات الزوجية يوماً بعد يوم، و هنا قد يصاحبه مع الأسف استخدام العنف، و الذي هو أمر غير مستحب في ديننا الإسلامي، فقد ورد عن الرسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال:”و لا يضرب خياركم” أي إن الأخيار من أمة محمد لا يستخدمون الضرب، و خاصة المبرح منه في حل خلافاتهم الزوجية، إن أغلب الدراسات تؤكد أن الرجل الذي يستخدم الضرب و المرأة التي تستسلم لعملية العنف ضدها من زوجها، فإنها عايشت علاقة أسرية في محيط أسرتها أو أسرته، كان الضرب هو لغة الحوار بين أبويها، على سبيل المثال أو أحد أفراد أسرهم، و من هنا نقول إن عملية التنشئة تلعب الدور الأكبر في سبب حدوث العنف الأسري.

و من الأسباب الأخرى للعنف الأسري، طريقة التربية التي تربى الفرد عليها، فالزوج الذي كان أهله عنيفين معه، عند احتدام الخلاف معه، نجده يسقط ذلك على زوجته، و كذلك الزوجة التي كانت لغة الصراخ و السب و الشتائم في أسرتها هي المهيمنة، نجدها تثير الزوج، الأمر الذي قد يدفعه إلى استخدام الضرب لتأكيد سلطته، إذن نستطيع أن نقول أن الأجواء الفكرية و النفسية و العاطفية، التي ينشأ في إطارها هذا الإنسان ذكرا كان أم أنثى، هي التي تؤثر في الأسلوب الذي يعتمده للتكيف مع نفسه و أسرته و مجتمعه، و هي التي تحدد له الخطوط الحمراء التي لا يجب أن يصل إليها مهما كان …

فإذن رجل اليوم هو نتاج تلك التربية الخاطئة، تلك التربية القاسية التي بلورته، و دفعته إلى أن يكون هو السيد صاحب الأخلاق العنيفة الشديدة  … و كذلك بالنسبة للمرأة فهي منذ وعت إلا و هي تسمع تنبيهات من قبيل إنه رجل و أنت امرأة، و ليس لك أن تناقشيه و لو بالحسنى، و له أن يتصرف كما يحلو له، فإن كان جيد المزاج فلها أن تحمد الله و إن كان غير ذلك ستتضخم المشاكل التي لن يكون لها من حل سوى العنف الذي  يقابله العنف من الطرف الآخر…و هذه الظاهرة التي من الممكن أن نسميها بالتربية غير الأخلاقية، أو التربية التي لا على منهج العدل و التساوي و الأخوة …

فإذن اليوم لا نستطيع أن نواجه العنف الأسري الموجه ضد المرأة و الطفل بالقانون وحده فحسب، خاصة إذا اعتبرنا رفع المشاكل الأسرية إلى القضاء قد يترتب عليه تفكك الأسرة و ذلك يفاقم من ظاهرة الطلاق، و يزيد من ظاهرة تشرد الأطفال، كما أن ذلك قد يعزز من ظاهرة العزوف عن الزواج لدى الرجال، بسبب التخوف من العقوبات التي تطالهم إذا ما اضطروا إلى تعنيف زوجاتهم لفظيا أو ماديا.

بإمكاننا أن نقول أنه لا يوجد أفضل من إعادة النظر في التربية المعتمدة التي أخرجت لنا هذه النماذج البشرية، التي تغلب أسلوب العنف على سواه من الأساليب في تعاملاتها مع الآخر، و استبدالها بتربية تقوم على المنهج الإسلامي، فهو منهج رباني من قبل الله تعالى المهيمن على الحياة بأسرها، المحيط بكل دقائق الأمور، و تعقيدات الحياة، و هو منسجم مع الفطرة الإنسانية، و إلى جانب هذا و ذاك، فإنه يلقى القَبول من طرف الأسرة المسلمة و لا تعترض عليه، فضلا عن أن هذا المنهج وضع قواعد كلية في التعامل و العلاقات و الأدوار و السلوك، فقط لابد أن تكون هناك توعية تحسيسية، من طرف المسجد و الجمعيات و دور الكشافة، و كل هيئة رسمية، ممكن أن تخدم هذه الشريحة بالتوعية الحقّة، و التي تكون مستنبطة من القرآن و السنة المطهرة، لتعيها النفوس المريضة فتَبلى من مرضها و تصح و تتحسن معاملاتها داخل الأسرة و خارجها، ذلك هو الحل الأنسب للحفاظ على وحدة الأسرة و تماسكها و هو السبيل الأمثل لحماية مجتمعنا من التفكك و التفسخ و الانهيار لا قدر الله… و هو على أية حال أقل ضررا من أحكام قانونية تؤلب المرأة الزوجة على الرجل الزوج، و الأبناء على الآباء، و ذاك لعمري تكون نتيجته تقويض لأركان المجتمع ذاته و هو أمر يرفضه العقل السليم، و يأباه كل الإباء المنطق القويم…

الرابط :

http://elbassair.org/5611/

قراءة 1247 مرات آخر تعديل على الخميس, 19 أيلول/سبتمبر 2019 11:53

أضف تعليق


كود امني
تحديث