قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 03 كانون2/يناير 2013 15:04

أبكي عليك بلدي

كتبه  الأستاذة أم محمد الأخضر
قيم الموضوع
(0 أصوات)

جزائرنا الحبيبة لما كل ما أعطيناك حبا زدتنا شقاء وألما وعذابا؟و زدتنا بعدا وحرمانا من عطفك وحنانك..وألقيت بنا في سراديب لا نعرف للخروج منها سبيلا...؟

يوم 19 ديسمبر 2012م، يوم مشهود، بالنسبة للشعب الجزائري، وأقول لكم لماذا؟

منذ أسبوعين خلت، لاحظنا حملة النظافة التي قامت ولم تقعد من ترقيع وتنظيف وطلاء للجدران في كل نواحي الجزائر، و رفع للزبالة – أكرمكم الله -  والمهملات من الطرقات، وتصفيف جيد للأرصفة، وإلى ما شابه ذلك من تزيين وتنظيم جيد ومحكم...

لقد فرحت كثيرا، وقلت في نفسي الحمد لله لقد آن الأوان أن يعي بلدي مقولة الرسول صلى الله عليه وسلم:" النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان".بما أن بلدنا بلد عربي مسلم.

وعدت إلى نفسي أحادثها فقلت لها أن الظاهرة ستعُم جميع بلديات الجزائر الحبيبة، لأن هذا هو أملنا، أن نعيش في جو نظيف، منظم، ومُرتب...

وتوجهت إلى عملي كالعادة في ذلك اليوم المشهود، فإذا بالطرقات تتزين بأعلام أعرفها جيدا من لونها ومن رائحتها، لونها الغربي ورائحتها التي تفوح دما، دم شهداءنا، الذين سقطوا في ساحة الجهاد طيلة اثنتين وثلاين ومائة سنة، ودم معوقينا، ودم من عُذب في الثورة المجيدة الخالدة ...ودم من لا يزال يعيش الثورة..بالرغم أنني من جيل الاستقلال...

ورأيت أعجب من ذلك، عندما وصلت إلى محطتي المعتادة التي أتوجه إليها كل صباح للذهاب إلى عملي، لأسمع تلك الأصوات العالية الصاخبة تتعالى، بين الحافلات، وذلك الشعب المسكين الذي يجري هنا وهناك، ليجد ضالته ويعود إلى بيته سالما غانما...أو يذهب إلى عمله، أو إلى غاية يقصدها...

ولكنني بكل بساطة لم أجد أحدا...فظننت أنني أحلم، وأنني مازلت لم أستيقظ، ولم أخرج من بيتي...ونظرت إلى ساعتي، فعرفت بأنه وقتي المعتاد...ماذا جرى إذن؟ فلاحظت مكانا بعيدا عن محطة ( التافورة) التي اعتدت الركوب منها إلى عملي، حيث كدست الحافلات فإذا بالناس تلعن هذا القادم وتلعن هذا البلد...

آه ...هنا فهمت بأن الرئيس الفرنسي "فرنسوا هولند" قادم، وأن حُلمي الصغير، ذهب وتلاشى، وأن الطلاء والترقيع والتزيين ليس لبلدي، وليس لي، وأنه ليس من حقي، ولكنه حق لهذا القادم..

هذا القادم الذي قتل أجداده أجدادي بأبشع الصور، ونكلوا بالجثث أبشع تنكيل ...و....و....و.....

فعرفت أننا لا نعرف للنظافة طريقا، ولا للنظام سبيلا، ولا للجمال حقه...وعرفت بأننا مثل ذلك البيت الذي يشرب أهله في إناء الحديد، ويخبئون إناء الكريستال للضيف القادم، ولا ينظفون بيوتهم ولا يُحسنون من هندامهم إلا لملاقاة العزيز القادم ..

هذه وللأسف هي المأساة التي  نعيشها، ولاشك أننا إذا أردنا أن نكون شعبا متحضرا ودولة متطورة، فليست هذه هي الطريقة المناسبة والأسلوب الملائم لذلك ...

قد تجدي هذه الطريقة بعض الجدوى في إظهار الاهتمام الذي نوليه للزائر، ولكنها لا تفيد في شيء في فرض احترامه لنا، وحسن تقديره إيانا، بل قد تتسبب في دفعه إلى احتقارنا واستهانته بنا، لعلمه المسبق بحالة مدننا وشوارعنا وساحاتنا،إذ أن الفرنسيين الذين لا يفتأون يترددون على الجزائر من الساسة والأمن والإعلام، قد نقلوا إليه كل صغيرة وكبيرة، وكل شاردة وواردة، عن حقيقة الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في بلدنا، ومن ثمة قد يحمل اجتهادنا في التجمل له، على محمل الغش والخداع، لا على محمل التكريم والتقدير...

ثم أنا أستغرب تماما اتباعنا إياهم، وتقليدنا لهم في كل شيء، في مشيتهم، في هندامهم، في طريقة كلامهم، في تقمص شخصيتهم، فلماذا لا نُكمل المشوار ونتبعهم في نظامهم ونظافتهم لا أعني البدنية بل البلدية...لأنهم ليسوا أنظف من المسلم مهما كان وكيفما كان، فتحرص بلدياتنا ودوائرنا وولاياتنا على العناية بنظافة مددننا وشوارعنا وساحاتنا على مدار الأيام والأعوام، ولا تقتصر على المناسبات، أو قدوم ضيف هام...؟

 

 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

 

قراءة 2357 مرات آخر تعديل على الإثنين, 12 تشرين2/نوفمبر 2018 15:09

أضف تعليق


كود امني
تحديث