قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 23 أيار 2020 20:17

إدارة الأزمــــــــات في زمــــن الأوبئــــــة

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يقول الله -عز و جل -: ((وَ إِذا أَذَقنَا النّاسَ رَحمَةً فَرِحوا بِها وَ إِن تُصِبهُم سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَت أَيديهِم إِذا هُم يَقنَطونَ، أَوَ لَم يَرَوا أَنَّ اللَّهَ يَبسُطُ الرِّزقَ لِمَن يَشاءُ وَ يَقدِرُ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يُؤمِنونَ)) الروم 36-37.
و يرى ابن كثير -رحمه الله- في قوله سبحانه: ((وَ إِذا أَذَقنَا النّاسَ رَحمَةً فَرِحوا بِها وَ إِن تُصِبهُم سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَت أَيديهِم إِذا هُم يَقنَطونَ))، إن هذا إنكار على الإنسان من حيث هو، إلا من عصمه الله و وفقه؛ فإن الإنسان إذا أصابته نعمة بطر و قال: (ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور). أي: يفرح في نفسه و يفخر على غيره، و إذا أصابته شدة قنط و آيس أن يحصل له بعد ذلك خير بالكلية؛ قال الله: ((إلا الذين صبروا عملوا الصالحات)). أي: صبروا في الضراء، و عملوا الصالحات في الرخاء، كما ثبت في الصحيح: «عجبا للمؤمن، لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا له، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» و أنه عند ذكر النعمة من الله على عباده لم يذكر سببا لها لتفضله بها عليهم و هذا إحسان منه ((وَ إِذَا أَذَقْنَا النّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا)). و عند ذكر العذاب و السيئة ذكر سببًا ((وَ إِن تُصِبهُم سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَت أَيديهِم))، تحقيقا للعدل. قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: «لا يزيد في العمر إلا البر، و لا يرد القدر إلا الدعاء، و إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه». رواه أحمد و غيره وقال ابن القيم لا بأس بإسناده.
إنّ لله سبحانه -عز و جل – الحكمة البالغة فيما عرضنا له اليوم من هذه الجائحة، التي قد يراها البعض أنها أيام عصيبة و يراها البعض الآخر أنها العكس، و شتان ما بين الرؤيتين، شتان بين الرؤية السلبية و الرؤية الايجابية..و خاصة اللذين أنعم الله عليهم بالحجر المنزلي، لا الحجر الصحي، فرق بين أن تبقى سليما معافى بين أبناءك و أهلك و عائلتك، هذا الحجر المنزلي الذي بفضله، الذي قرب الزوج من زوجته، و الأبناء من آباءهم، فلماذا لا نغتنم أوقات هذا الحجر المنزلي بجلسات حوار مع أبنائنا؟ خاصة في أيام رمضان المباركة هذه، و التي كانت فيما مضى ننشغل فيها بالامتحانات؟ و نتشتت فيها بين الأبناء و بين مستلزمات البيت، و نضطر فيها إلى الخروج الطارئ للعمل، مما جعلنا في الكثير من الأحيان إلى نسمات الخير و البركة في الشهر الفضيل خاصة.
من الجميل أن يستغل المسلم هذه الأيام ببرامج واضحة المعالم، مع الأبناء و الزوجة و الإخوة و الجد و الجدة، يتضمن نشاطات خفيفة على النفس، و يتخللها بعض اللعب و المرح، و قراءة القصص الهادفة، و الحوار المتزن، مع الأبناء اللذين لا طالما بعدت المسافات بينهم و بين أوليائهم، بسبب ضيق الوقت والتعب، و باستطاعتنا تحويل منصات شبكات التواصل إلى جلسات عائلية عبر الفايبر أو السكايب للعائلات الموجود ذويهم في دول أخرى، و لنجعل ذلك الوقت المكرس لهم فرصة لنعزز انتماءهم لحضارتهم، عن طريق تذكيرهم بأمجادها، و ما تميزت به من قيم، و نساعدهم على تفقههم في الدين على سبيل المثال لا الحصر..
كما يمكن للشباب التفاعل مع مختلف الأنشطة في هذه الظروف بالتحديد، و ذلك من خلال الجمعيات الخيرية، الكافلة لليتيم، أو الكشافة الإسلامية، أو مع دور المسنين، يقول الأستاذ خالد سعد النجار في مقالته التي تحت عنوان « من تجاوزت أعمالهم أعمارهم»: ((من الفطناء من يعيشون بأعمالهم الصالحة مرَّات و كرات.. يعيشون في مصرهم و غير مصرهم، و يحيون في عصرهم و في غير عصرهم، و كلما مرَّ الزمان عليهم، طال عمرهم في الخير و الثواب أكثر، و غنموا مزيدا من الأعمال المباركة التي يتعاظم ثوابها و يتبارك فضلها)).
إنّ الآية التي افتتحنا مقالنا هذا بها و ما ورد في سورة سيدنا يوسف من حديث عن رؤيا الملك و تأوليه لها و تكليف الملك له بتولي زمام الشؤون التموينية تتآلف و تتآزر جميعها لتستوقفنا عند قضية هامة و هي:
إنّ الإنسان عامة و المسلم خاصة مدعو في الظروف الصعبة التي تفرضها الأوبئة الطارئة أو الكوارث الطبيعية المفاجئة، أو الحروب المدمرة، أن لا يستسلم للأمر الواقع، بل عليه أن يقدح ذهنه في البحث عن وسائل تساعده على التأقلم مع الظروف الطارئة، و تكفل له حمايته من الأخطار، و تساعده على تلافي ما يتوقع من أضرار، و تضمن له بعد جلائها مواصلة المشوار، و هذا بالضبط ما نعنيه بإدارة الأزمات، و ليست الدول وحدها المطالبة بإتقان هذا الفن، بل على الأفراد أن يتعلموه حتى يتمكنوا من حسن التصرف في الأوقات العصيبة فيحفظون أنفسهم و يحمون مصالحهم…

الرابط : https://elbassair.org/9294/

قراءة 1048 مرات آخر تعديل على الإثنين, 01 حزيران/يونيو 2020 12:28

أضف تعليق


كود امني
تحديث