قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 28 نيسان/أبريل 2016 07:25

أجب عن رسول الله

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أجب عن رسول الله حين تغدو الأمة قصعة يتداعى الأكلة عليها، و حين تتشرذم الأمة و تغدو نثراً، تتقاذفها رياح الفرقة و تطوح بها في غياهب التخلف و الانقسامات و التناحر، و حين تصبح الأمة بتاريخها و ماضيها و عراقة جذورها، ملكا لغيرها من الأمم توجه مسارها، و تتحكم في مقدراتها و تتدخل في نظام حياتها و تهز أمن منظومتها القيمية العقائدية، فإن ذلك يعني أنها توشك أن تصبح أمة بلا قوام و لا مضمون يبوأها مكاناً مهابا بين الأمم، فيكسرها الضعف و ينخر كيانها سوس الوهن، و تتلاعب بها الأهواء و العصبيات، و تتراخى سلسلة الإخاء و التوحد فيما بينها، و حين تسكت الأصوات الحكيمة التي ترتفع هنا و هناك، محذرة من آثار هذا الاستسلام المخجل، فلا تلقى إلا صداها الممزوج بالاستنكار و التشكيك و التهميش و الإسكات، فلا يبقى للأمة إلا فضاء عدوها المسموم، و سراب الأوهام الخادع، و تنهار مقومات بقاءها و تفردها، فتسقط هامدة جسدا بلا روح خواء من كل أسباب البقاء.

و لأننا أمة متميزة المنهج، ربانية التشريع فإن سنة الله فينا اقتضت ألا تقوم لنا قائمة و ألا تبقى لنا ريح طيبة تملأ رحاب الكون عدلا و رخاء و أمانا، إلا بإقامة شرعه، و التمسك بحبله المتين، و لكي تبقى الصلة بيننا و بين الله - تعالى -موصولة، و لكي لا يخيب رجاؤنا بحسن المآل و المصير، علينا أن ننافح عن عقيدتنا و وجودنا و مقدراتنا و كياننا، فالأمر يقتضي منا تسخير كافة جهودنا و إمكانياتنا، في خدمة ديننا الذي هو عصمة أمرنا و رفعة شاننا و قوام تميزنا، دون أن نستثني باباً واحداً من أبواب الرفعة إلا و طرقناه، و لا طريقنا يوقظ الأمة من غفلتها إلا و سلكناه، و لنا في رسولنا - صلى الله عليه و سلم - و أصحابه رضوان الله عليهم أسوة حسنة، و أنموذجاً مشرقاً، تاتلق سطور مجده و تشرق شمس حضوره أبد الدهر، حتى يرث الله الأرض و من عليها.

لقد فتح النبي القائد - صلى الله عليه و سلم - لأمته أبواب العمل، و خاض بهم لجج التميز، و حلق بهم على أشرعة التقوى و النيات الخالصة، و حط بهم في ساحات الدفاع عن دين الله، و إرساء دعائم التوحيد، و لم تكن المسيرة سهلة، و لا الدرب مفروش بالزهر و الريحان، و لكن الإخلاص القيادي، و التفاني في روح الفكرة التغييرية الجادة الرحيمة، و وضوح القصد، كل ذلك جعل من ذلك الجيل الفريد مثلا على الإبداع الرسالي، الذي قام بإرسائه جيل الصحابة رضوان الله عليهم، بحب خالص للفكرة، و إخلاص و همة عالية، من أجل إنجاح المشروع المتكامل الحكيم، الهادف إلى نزع مسحة الشقاء و المذلة عن وجه البشرية المبتلاة بعبادة غير الله في ذلك الزمان، و ما جره عليها ذلك النسق القاصر الظالم الجاهلي، القائم على العقائد الفاسدة و المؤلهة لغير الله جل شانه، و عبادة سواه من الخلق بكل أطياف المخلوقات و ألوانها، و لأن الرسالة شاملة، و الدرب صعب شاق، و العدو عنيد مكابر، و الفكر السائد فرعوني الوجه و اليد و العقيدة، فقد أطلق القائد المعصوم من الزلل العنان لأمته، كي تسخّر كل إمكانياتها في إرساء قواعد دينها الحنيف، و الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الحق دون قيد او شرط، اللهم إلا ما كان مخالفا لثوابت الشرع باعثا للفتن مركسا للعمل و العاملين. فمن ميادين السيف و النزال، إلى مجالس الإقناع و الجدال، إلى آفاق الشعر الجزلة الندية المؤثرة، و عبر أعنّة البلاغة الساحرة، ركب الدعاة إلى الله أجنحة التبليغ بكل مجالاتها المتاحة، في ذلك الزمان، آخذين بزمام ما أتيح لهم من وسائل الإعلام و التأثير، ليكون ذلك درساً للأمة أن لا تدع مجالاً يخدم دينها، و ينصر فكرتها، و يقيم أمرها، و يقوي و يوضح حجتها، إلا و أخذته بقوة و التزام و جد و اصطبار.

تلك هي مكة و رمالها اللاهبة و ترابها الطاهر العابق بمسك الشهداء من آل ياسر و إخوانهم، ممن أطعموا دعوة الله لحومهم، و رووها بدمائهم، فأينعت جنان الرحمة بعد سنين معدودة، لتقول لكل مجاهد في سبيل الله، دمك امتداد دمائنا و عطر روحك مداد جراحنا، نحن شهداء الرأي و العقيدة، و الحرية المصادرة، و الإرهاب الفكري في زمن الفراعنة الممتد من أول الزمان إلى آخره، و لكن البشارة حية مستمرة (( صبرا يا آل ياسر فان موعدكم الجنة))، و تلك هي بدر ملحمة البطولة و الطعان، و التعبير الواضح عن الانتصار بالقوة على من بدأ بالاعتداء، فوجد الرد الرادع القوي، و أصبح الانتصار قصائد يترنم بها المغلوبون في انتظار سعة الإنصاف، و ها هو المنبر النبوي في المدينة، تنطلق من عليه أنوار الهداية و تسير من خلاله أمور الدولة، و في ساحته ينشد كبار الشعراء أبلغ القصائد، توحيداً و تمجيداً لله، و توضيحاً لأدق و أوسع مجالات الحياة الجديدة، و منه تنطلق جيوش الفتح، مؤتة و تبوك بوابة الشام و طريق بيت المقدس، و ترسل الرسائل الطيبة من محمد رسول الله إلى الملوك و الأمراء، و القائمين على أمور العباد، يدعوهم إلى ما أمره الله به، أن يخرج الناس من عبادة العباد، إلى عبادة رب العباد، و يفوض الدعاة من فقهاء الصحابة بالسير مع الوفود إلى ديارهم لتفقيههم في الدين، كي لا تكون جزئية صغيرة إلا واضحة، و لا حكما إلا مجلواً، إنها الأمانة يبلغها الأمين لأمته، وفق الأمر الذي لا يعرف احتمالات التأويل ( يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك) إنه باب آخر يطرقه الإسلام، حريصاً على أن تبقى كلمة الله مسموعة عليا مطاعة، محفوظة جيلاً بعد جيل، و تمتد الألسن الحاقدة تشحنها العقول الخرقاء، تمتد بالهجاء و الحط من شأن التغيير الجديد، و الفكر الوليد، و الصفحة الإنسانية الجديدة المشرقة، فيقوم الخطباء بدورهم و يتألق الشعر لآلئ في عقود منظومة بحبل الله، إنه سحر البيان، و جميل المعنى، إنها العقيدة التي أطاحت بما سواها من المعتقدات، و أحالتها رماداً لا أثر له في القلوب التي زكاها أهلها بالتوحيد، و صقلوها بالحب الخالص لرسولهم الحبيب، فانطلقت الألسن الذاكرة تمتدح الرسول - صلى الله عليه و سلم - بما هو له أهل، و تمجد الدين الحنيف بما يحمله من قيم و رحمات، و تخرس تلك الألسن الأفعوانية الحاقدة، و يسر الرسول - صلى الله عليه و سلم - و هو يرى البلغاء من أصحابه و الشعراء المبدعين يستخدمون موهبتهم بذكاء في الذب عن عرض رسولهم - صلى الله عليه و سلم -، و يدافعون عن عقيدتهم، و يقر هذا المنهج في أصحابه، بل و يدعوهم إلى التوسع في استخدامه، و ها هو حسان بن ثابت يقف طوداً أدبياً و بلاغياً شامخاً، ينافح عن الله و رسوله و يحظى، بوسام قل نظيره (( إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله و رسوله))، و يستمر التكريم حتى ينيبه الرسول - صلى الله عليه و سلم - في اجابة اهل الضلالة عنه فيقول له: (( اجب عن رسول الله)) و يكون التكليف الرفيع وقوداً لإبداعات ظلت على مر الأيام محطات دفاع عن رسولنا و ديننا و عقيدتنا، (( أنا لها يا رسول الله و الله ما يسرني به مقول بين بصرى و صنعاء)) و يبدع الشعراء من قلوبهم و تتألق كلماتهم دراً و لألاء و نور، إنه الأخذ بكل مجالات التبليغ و النصرة، و الطرق على كل أبواب الارتقاء كلها معاً، و كلها بنفس الأهمية، و كلها بذات التأثير، فإذا أردنا أن نتخلص من حالة الشرذمة و الضعف و التمزق الفكري، و حالة الاتهامات المتبادلة و إسقاط الخطأ أحدنا على الآخر، فانه لابد لنا من إعادة النظر في منهجية الرد و الإجابة عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم -، و تمحيص الوقائع و دراسة المنهج التبليغي التوحيدي الجامع الموحد في ذلك العهد الزاهر المشرق، الذي حسن تبليغه و بدع أداؤه، و خلص لوجه الله عمله و جهاده، و حتى صار الواحد فيه يحمل لواء الإجابة الشافية عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم -، و لكي يصبح كل منا أهل للرد و الإجابة و الدفاع عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - علينا أن ترتقي مراقي الهدى و نحث الخطأ إلى ذروات الجهاد بنوعيه الأصغر و الأكبر ( محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله و رضواناً).

الرابط: http://islamselect.net/mat/94773

قراءة 1835 مرات آخر تعديل على الجمعة, 29 نيسان/أبريل 2016 06:06

أضف تعليق


كود امني
تحديث