قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 23 حزيران/يونيو 2016 09:38

بين نار و موج و رجاء

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(1 تصويت)
و ترقّ نسائمك يا رمضان، و تتوالى مواسمك العابقة بالنور و البركات، و يطوف هلالك بمراحله المتتالية على وجه الأمة الإسلامية من مشرقها إلى مغربها، و هو يرقب ما يجري هنا و هناك، و قد أثقلت وجهه البهي سحابات حزن عابق برائحة الشهادة، و قد دوّنت على صفحته الوضيئة، قصص القتل و التشريد و الظلم و الفرقة و الفرار و الهجرة القسرية، لكل أولئك المستضعفين، الذين تطاردهم عصابات الجور و الكفر و الاستعمار الجديد، في محاولة شرسة يائسة لإطفاء نور الله الذي أشرقت له الظلمات، و استكانت لفيضه القلوب، و استقرّت به الخواطر الكسيرة، و اطمأنت اليه النفوس الكليمة، و هي تعلم يقينا (و الله متم نوره و لو كره الكافرون) و تشرق شمس الرحمة فيك يا رمضان، و على طول البلاد الاسلامية و عرضها، محارق و مشانق، و في شعابها تعج دروب الهجرة بالمهاجرين الفارين بدينهم و اعراضهم و ذراريهم، من نار صلاهم حرّها عدوّ لله و لرسوله و للمسلمين، نار تقذفها براميل متفجّرة، و قنابل مغروسة في الأرض، و على الدروب، نار تسلمهم إلى شواطيء الغربة، و بحار الهلكة الهائجة الموج، الهادرة الصاخبة المظلمة، و على الشواطيء الغريبة جسد طفل بريء مسجّى شاهد على ذلّ أمة و عربدة كفرة فجرة، يطاردون أهل التوحيد، و يلجئونهم الى بحار تهدر أعماقها، و تنأى شواطئها، و هم يركبون الفلك المشحون، حالمين بغد أكثر أمنا و أمانا، و قد عزّ الأمان في ديارهم و صارت بيوتهم التي كانوا يأوون اليها، مكدودين مقهورين، صارت أكواما من تراب و حجارة، فلم يعد لديهم خيار الا الرحيل عبر المهاجر المتاحة، فيقصدون البحر علّه يستوعبهم بسعته، غير آبهين لحكايات الغدر التي سمعوها عنه آلاف المرّات، فتغدو اجساد الأطفال طعمة لمخلوقات البحار الغريبة، و تصير الارواح أرخص من ملح البحر الممزوج بماءه العميق
ما بين نار و موج صار حالنا، و رمضانا بعد آخر يذهب و يعود، و الحال هي الحال بين موج هادر يبتلع الأجساد و نار مستعرة تحرقها، و الأمة في وهن و يأس و ذهول و غفلة، و العدو شرس،  و المنافقون يتربصون بالصابرين  الدوائر، و لا خندق يحوطنا بالحماية، و لا مخذّل عنّا يرد الكيد ،فالى قنوت النوازل فليلجأ المستضعفون، و الى الدعاء فليهرع الضعفاء و المغلوبون، و الى ميادين الغفلة و القنوط فليتسابق المتخاذلون، و إلى الله القوي العزيز فلتأوي الارواح و القلوب التي تسعى للتمكين و العزة و الاستخلاف و العدالة. فعنده وحده مفاتيح الغيب، و من فضله يتنزّل النصر و الرحمة و الغيث الربّاني النديّ، المنهلّ بالتثبيت و التسليم و المدد العظيم
فليكن رمضان الأمة هذا بابا مفتوحا الى السماء موصولا بدعاء المضطرين، و سحائب رجاء تنهمر بالسكينة على المهجّرين و المحزونين، و ليتمثّل فيه كل منا تلك الرحلة النبوية الى الطائف، و قد عاد كسير القلب دامي البدن حزين الرّوح، فيمدّ حبل الرجاء بينه و بين ربّه جل و علا، يناجيه بالقلب و اللسان و الوجدان، يناجي ربه الذي جير و لا يجار عليه، و الذي هو معه يسمع و يرى، و الذي إليه الأمر من قبل و من بعد بسكينة و اطمئنان {الّلهم إليك أشكو ضعف قوّتي، و قلّة حيلتي، و هواني على النّاس، يا أرحم الراحمين أنت ربّ المستضعفين و أنت ربّي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدوّ ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، و لكن عافيتك هي أوسع لي، اعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات و صلح عليه أمر الدنيا و الآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحلّ عليّ سخطك،لك العتبى حتّى ترضى، و لا حول و لا قوّة إلاّ بك}.
و حبن ترق ّنسمات الليل الرّمضاني المهيب، و حين تستشعر قلوبنا برد اليقين، و حين تصفو المشاعر و لا تحسّ الّا بالقرب و الودّ و اللطف، حينها لتنطلق منّا التسابيح و الحمد و الدعاء الخالص المقرون باستيقان الإجابة، أن يغيّر الله حالنا و أن يخزي عدوّه و عدوّنا، و أن يجعل ثأرنا على من ظلمنا، و أن يردّنا الى ديننا ردّا جميلا، و أن يأتينا بالفتح من عنده إنّه هو العزيز الحكيم.
 
 
قراءة 1645 مرات آخر تعديل على الجمعة, 24 حزيران/يونيو 2016 08:41

أضف تعليق


كود امني
تحديث