من شعائر الله التي ينبغي إحياؤها و إدراك مقاصدها و استشعار معانيها..
العيدُ.. عيدٌ بمعانيه السامية و أهدافه النبيلة..
هو يوم الأطفال بلبسهم الجديد و هداياهم الوفيرة..
يوم الفقراء بالعطايا و المعونات..
يوم الأقارب بالصلات و الزيارات..
فهو يوم للمسلمين أجمع بالتسامح و التزاور و التواصل..
يوم العيد..
فيه تجتمع النفوس و تتقارب القلوب..
و تُنسى الأضغان و الأكدار..
تتجدد فيه روح المحبة و الألفة و الرحمة و الأنس..
مع الوالدين.. بين الزوجين.. بين الأخوة و الأخوات.. بين الأقارب و الأرحام.. مع الضعفاء و الفقراء.. بين المسلمين جميعًا كأسرة واحدة.
و ليوم العيد.. استعدت الأسرة بشراء الجديد من الثياب، و تنوع الطعام، و تجديد الهدايا..
لكن هل جربنا تنوع المشاعر و الفوائد و الدروس في ذلك اليوم المهيب؟!
قبل العيد بفترة يجتمع أفراد الأسرة جميعًا كبارهم و صغارهم للتخطيط للعيد، و كيفية الاحتفال و الفرح به و تجهيز ما يحتاجونه.. من لباس و هدايا و الوقوف على طلبات كل فرد.. و توجيههم إلى عدم السهر ليلة العيد، و تحديد أوقات زيارات الأقارب، مع مراعاة الوقت المناسب للجميع..
كذلك يجب الاستماع لكل الآراء و مناقشتها معهم بأسلوب راقٍ و هادئ دون استهزاء و سخرية؛ لأن ذلك سبب لتآلف الأسرة مع بعضها، و تجديد لأواصر الأخوة و المحبة بين الأبناء.
كما أن اجتماع الوالدين مع الأبناء في حديث يشمل حاجاتهم و رغباتهم و الاستماع لهم؛ يرمم نفسياتهم و يشعرهم بالاعتبار لشخصياتهم و أهميتهم كأفراد لهم كيانهم بالأسرة.
حريٌّ برب الأسرة أن يجعل ذلك اليوم مختلفًا بالنسبة لأولاده و أفراد أسرته.. بتعزيز أخلاقهم و نفسياتهم.. بتعليمهم بعض معاني العيد و ترسيخها لديهم.. بتذكيرهم بآداب العيد التي جاء بها خير الأنام و سيد البشر ، و خاصة الأطفال فهم في طور التربية و التوجيه..
- فيذكرهم بالتكبير و وقته و صيغته و كيفية إشاعته.
- يشركهم معه في إعداد زكاة الفطر و توزيعها، مع بيان حكمتها لهم و هيئتها.
- اصطحابهم للصلاة و حضور الخطبة؛ ليستشعروا فرح المسلم بذلك اليوم و اجتماعهم و تهنئة بعضهم بعضًا.
- مرافقتهم لزيارة الأقارب و الجيران و تهنئتهم بالعيد، مع توضيح فضل و أجر من يصل رحمه و يهتم بجيرانه؛ ليتحسسوا أهمية أواصر القربى و الرحم و وجوب صلتها.
- تعليمهم التسامح و العفو و رسم البسمة على وجهه؛ فتبسمه بوجه أخيه صدقة.
- مرافقة الأبناء لوالدهم لحضور طعام العيد الجماعي في حيِّهم.
- تربيتهم على أن للمسلم هويته الإسلامية الخاصة و المميزة له عن غيره، فلا يتأثر بعادات الكفار بأعيادهم و هداياهم و لباسهم و هويتهم بشكل عام.
- مشاركتهم اللعب و الفرح و اللهو المباح؛ لأن في ديننا فسحة، و لنا في رسول الله أسوة حسنة.
- تذكيرهم بواجبنا كمسلمين تجاه الفقراء و الأرامل و الأيتام و المرضى.. و مواساتهم و تقديم التهنئة و الهدايا لهم.
و من الرائع أن يشترك الأبوان مع الأبناء في إعدادها بأنفسهم؛ حتى يكون لها أثر بنفسية الطفل.. و تذكيره بأجر من وقف على حاجات أخيه المسلم أو زار مريضًا.
من الواجب علينا كأمة واحدة أن لا يشغلنا فرحنا بعيدنا عن مصائبنا و جراحاتنا.. فلا ننسى إخواننا المنكوبين في أي أرض مسلمة، و لا ننسى المجاهدين لإعلاء كلمة الله في بقاع متفرقة..
و أن يكون عيدنا عيدًا لهم أيضًا بالبذل و العطاء و تفريج الكربة و الدعاء لهم بالنصر و العزة، و أن نعتدل في أفراحنا و أحزاننا فلا فرح يُطغي و لا حزنٌ يُنسي.
و من الواجب أن يستمر البيت المسلم على ما كان عليه في رمضان من العبادة و الطاعة و الاستمرار في بذل الخير.