قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 25 آب/أغسطس 2016 06:34

الزموا صبغة الله

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

نحن نعلم أيها الأحبة أنّ الصبغة هو ما يصبغ به  الشيء ، أو يطلى به الجدار ، أو يصبغ به الثوب، أو نطلى به الأشياء، فالصبغة هنا هي الحالة و الهيئة التي يطبع عليها الصبغ، عامة أهل العلم يقولون أن الصبغة المقصودة في هذه الآية هي الدين، هو صبغة الله تعالى كما قال قادة و الضحاك  و أبو العالية  و عكرمة، و النخعي و السدّي، و اختاره الحافظ ابن كثير. و قال به طوائف كثيرة من أهل العلم و جمع من المفسرين منهم ابن السعدي رحمهم الله تعالى جميعا.

لماذا قيل للدين صبغة بأي اعتبار ؟ بعض أهل العلم قالوا : قيل عن الدين صبغة باعتبار أن بعض النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمى المعمودية، عمّدوه بمعنى أنهم غمسوه بهذا الماء الأصفر، و يزعمون أنه إذا فعل الوالد ذلك بولده صار نصرانيا، و قال بعض أهل العلم أن اليهود أيضا يصبغون أولادهم بأن يعلّمونهم دينهم فيشرب هذا الدين، كما أن النصارى يشربون أولادهم تعاليم هذا الدين النصراني و يلقونهم إيّاه، كما جاء عن قتادة يقال في كلام العرب : (فلانا يصبغ فلانا الشيء يعني يدخله فيه و يلزمه إيّاه، كما يجعل الصبغ لازما للثوب)

قال بعض أهل العلم أن الدين صبغة يظهر على صاحبه، يظهر على المتديّن، فتشاهد عليه من أثر الطهارة، و الصلاة و العبادة، فالله تبارك و تعالى قال :(سماهم في وجوههم من أثر السجود) قال عامة المفسرين أن معنى هذه السيمة التي جعلها الله لأهل الإيمان ليس المقصود تلك العلامة التي تبدوا لونا مغايرا للون الجبهة، و إنما هي ذلك الإشراق الذي يكون في الوجه، فإذا رآه الناس عرف أنّه من أهل الصلاح، ما كان في بواطن الناس لا بد أن يظهر على وجوههم، ما  أسرّ أحد سريرة إلاّ أظهرها تعالى  على صفحة وجهه و فلتات لسانه، لأن نفسه قد صبغت بذلك، فلا بد أن يظهر أثر هذا الصبغ في لسانه فيصدر عنه كل قول جميل، و يظهر ذلك على جوارحه فترى منه كل فعل جميل، ثم ما يلبت أن يقوى حتى يستنير الوجه و يشرق القلب، و هذا أمر لا يستطيع أن يخفيه أحد، وجوه الناس  تظهر ما في بواطنهم، فوجوه أهل السنّة فيها من النور و الإشراق و الوضاءة بحسب ما  يكون في قلوبهم من الإيمان و الصدق، فتتميز وجوه الأخيار و وجوه الأشرار، فمن ابتلي ببلية من عمل فاسد إلا| ظهر على وجهه ، يميّزه أهل الفراسة، فإذا قوي ميّزه كل من نظر إليه، الذين وقعوا في الأعمال الشنيعة و الجرائم الفظيعة كمروجي المخدرات مثلا فينشرونها في الناس فإنّ ذلك يظهر في وجوههم ، كما يظهر ذلك في أصحاب الفواحش و البدع، و إن كان ظاهره التديّن الفاسد المدخول فيظهر ذلك ظلمة في وجوه أصحاب الأهواء و البدع، و هنا تظهر أثار الإيمان و الأنوار التي يكون في قلب العبد و على وجهه، و يظهر ذلك على لسانه و جوارحه، فتلك صبغة الله تعالى.

قال بعض أهل العلم :(يقال لهذا الدين صبغة لتظهر  المباينة بين أهل هذا الدين و بين أهل الباطل كما يظهر الصبغ فيتميّز المصبوغ من غيره و يظهر و ينكشف و لا يكون ملتبسا) فيسمى الدين صبغة أيها الأحبة من حيث أن أعماله و سمته و هديه و دلّه يظهر على أصحابه، كما يظهر أثر الصبغ على الثوب. هذه الصبغة هي التي صبغت القلوب بمعرفة الله تعالى فاصطبغت هذه القلوب بمحبته الإخلاص له و عبادته وحده لا شريك له، و صبغت الأبدان بخصال الفطرة من الختان و الاستحداد، و قص الشارب، و الاستنشاق و المضمضة، و السواك، و الاستنجاء، و ظهرت فطرة الله في قلوب الحنفاء و على أبدانهم و ألسنتهم، مع الكف عما لا يليق مما يخالف أمر الله و شرعه، و بذلك ينصبغ فكر الإنسان، و عقله و مشاعره، و تصوراته و آماله و أهدافه، و أعماله بالصبغة الإلهية، ذلك هو مفهوم العبودية بمفهومها الواسع، و هو أن يكون الإنسان عبدا لله بظاهره و باطنه، و ذلك لا يكون إلاّ بمعرفة الإسلام الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم معرفة صحيحة مستمدّة من كتاب الله و سنة نبيّه صلى الله عليه و سلم على فهو السلف الصالح، لا يكون ذلك إلاّ بتحقيق التوحيد ظاهرا و باطنا. لا يكون ذلك إلاّ بتوحيد مصدر الهداية و التلقي، و النظر و الاستدلال، لا يكون ذلك لإلاّ بالعمل بشرائع الدين، أما دعوى الإيمان وحدها فإنها لا تكفي، و لكن لا بد من إيمان راسخ، و عمل ظاهر، كذلك أن تكون تربية يتربى عليها أهل الإيمان، و تزكية لنفوسهم، إن ّ الله عزّ و جل قد أقسم إحدى عشر قسما في كتابه و هو أطول قسم في القرآن في سورة الشمس ( و الشمس و ضحاها. و القمر إذا تلاها. و النهار إذا جلّها. و الّيل إذا يغشاها. و السماء  و ما بناها. و الأرض و ما طحاها. و نفس و ما سوّاها. فألهمها فجورها و تقواها. قد أفلح من زكّاها. و قد خاب من دسّاها) هذا القسم على فلاح من زكى نفسه، و خيبة من  عمل على تدسيتها .

 كيف تكون تزكية هذه النفس ؟ بلزومها صبغة الله ظاهرا و باطنا، هذا الذي يناط به الفلاح، الفلاح هو تحصيل المطلوب و النجاة من المرهوب.

قراءة 1837 مرات آخر تعديل على الجمعة, 26 آب/أغسطس 2016 12:06

التعليقات   

0 #1 Amira yasmine 2016-08-26 10:46
مقال رائع بارك الله فيكم
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث