قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 28 كانون1/ديسمبر 2016 07:06

بين الرحمة والنفعية

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

حين تصبح الأمم مزيجاً واحداً من العلاقات المتشابكة، و الثقافات المتداولة المتداخلة دون أن تستطيع اية مؤثرات و أصوات رافضة أو محذرة إيقاف المد التأثري و التأثيري في آن معاً.

و حين يسود مفهوم يحتمل عدة وجوه تأويلية، و يتشكل بعدة أشكال احتوائية تسعى في مجملها إلى صهر الأمم و الشعوب و الحضارات في بوتقة واحدة تدعى العولمة لينتج عنها أيديولوجيا مادية راديكالية تتجاهل المقومات البشرية و الآدمية للانسان، وفق منظومة إقتصادية و اجتماعية و أخلاقية تتماشى و تتطابق مع ذلك الشعار المصلحي (دعه يعمل دعه يمر).

حينها يتطلب الأمر من الأمة التي لاتنسجم معتقداتها و اخلاقياتها و حضارتها العريقة، بشكل  متطابق مع كل رواسب و معطيات ذلك المد - لارتكاز مقومات وجودها على الدين الحق و الشريعة العصماء و العقيدة ذات الثوابت التي لايمكن تغييرها - أن ترتب أوراقها، و أن تعيد النظر في تحصيناتها الاجتماعية و الثقافية و الحضارية بكل دقائقها و مجالاتها.

و أن تدقق بوعي موضوعي في المصادر المعاصرة التي تدخلها الوسائل المشتركة مع الآخر و تنساب في عمق بنيانها المتميز دون أن تحس.

و عليها أن تدرس بعمق و إنصاف كيفية الاستفادة من حضارة و فكر و منجزات الآخر، دون أن تتشرب سموم و شوائب تلك الثقافات الوافدة، بكل تدفقها السريع الرتيب الجارف المؤثر، لكي تبقى مميزاتها الإنسانية و الفكرية، و قبل ذلك العقدية في أمان و تميز و ديمومة.

و عليه فإنه و في ظل إفلاس الحضارات المادية في إيجاد حلول لمشكلات الإنسان بكل جوانبها، بل ربما ساهمت تلك البهرجة الحضارية الخاوية من الروح، بتعقيد تلك المشاكل و تفاقمها، و تدهور القيمة الإنسانية، و سيطرة اليأس و الشقاء و الضنك و العدائية، و انحسار القيم الأخلاقية المرتبطة بالدين كباعث و موجد لتلك القيم و المعاني.

فقد صار لزاماً علينا كأمة مسلمة أن نساهم و بفاعلية عظيمة بمستوى ديننا العظيم على إحياء مفهوم العولمة الانسانية الرحيمة العادلة، تلك العولمة " العالمية " التي نادى بها الإسلام بوضوح  و صراحة مقرراً و بكل ثقة أنه دين عالمي برسالة عالمية، تؤكد على وحدانية الخالق و ميزة الكمال للشريعة تميز الرسول الحريص على تحقيق العدالة و الرحمة، و الهداية و المصلحة النافعة للعالمين كافة، دون تمييز بين جنس و لون و طبقة.

يقول سبحانه مخاطباً رسوله الكريم حامل الرسالة العالمية الرشيدة " و ما أرسلناك الا كافة للناس " و يقول في صفة الرسول و الرسالة " و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ).

فالرسالة عالمية و الرسول للناس كافة، و الرحمة و العدالة لم تستثن أحداً من البشر أياً كان موقعهم و مهما كان واقعهم، و كيفما اختلفت مرجعياتهم و محتكماتهم و شرائعهم.

و إذا كان الآخريروج لعولمة منهجه و فكره و حضارته على اعتبار أنها حتمية عصرية و أيديولوجيا لا مفر من اجتياحها للعالم  من مشرقه إلى مغربه، و على أنها تغيرات و تطورات تصب في مصلحة الأمم دون تمييز، حسب زعمه فإننا مكلفون و بحسب تكليف شريعتنا العالمية العادلة المتميزة أن نطرح أفكارنا و مبادئنا.

و قبل ذلك معتقداتنا و شرعنا للناس بكل ثقة و اطمئنان إلى تقبل الأمم لها و احترامهم لمبادئها و سيادتها، كفكر يصب حقاً في مصلحة البشرية.

و لكي نخرج الإسلام من إشكالية الفرق بين العولمة كحركة ملموسة مؤثرة سلباً و ايجاباً و بين العالمية كفكر و أيديولوجيا، يطرح عبر نظريات و خطابات بليغة، و نظريات مثالية غاية في الجمال  و الروعة و حب الخير للناس جميعاً دون تمييز.

أقول : إن هذه الصورة الجميلة يجب أن تدب فيها الحياة، و أن تخرج من إطار التنظير إلى بحر الإبداع و الحركة و التطبيق و العمل الفاعل، لصالح البشرية، و أن تتفاعل مع حضارة الآخر، وفق شروطها هي لا شروطه هو، و أن تثبت قدرتها و صلاحيتها هذه، لكل أولئك الذين يراهنون على نجاحها، في تغيير وجه العالم البائس المثقل بآلام الحضارات المادية التي تتجاهل الروح الانسانية، و الأثر الإيجابي الدافع للدين في حياة الشعوب.

و إذا كانت الديانات الأخرى قد فقدت فاعليتها و تأثيرها في حياة معتنقيها لأسباب يطول شرحها، فإن ديننا ما زال هو القوة المحركة الدافعة للرقي في حياتنا، و لكننا قصرنا كثيراً في جلاء و إيضاح هذه الحقيقة عملياً بل و انساقت الأمة في كثير من مناحي حياتها سياسياً و اجتماعياً و اقتصادياً و ثقافياً في ركاب ما يسمى بالعولمة.

و لو أن هذه العولمة كانت انسانية النزعة رحيمة النظام عادلة القوانين، لكنا التمسنا عذراً لأولئك المتحمسين لها ، و لو أنها أخذت بعين الإعتبار على الأقل مصلحة الإنسان كإنسان، و ليس كآلة  صماء عجماء كباقي الآلات التي صممت لخدمة رؤوس الأموال، و إنتاج السلع دون مراعاة لاضمحلال القيم و اندحار الاخلاق، و تلاشي تأثير الدين كتعاليم رحيمة، أنزلت لمصلحة البشرية لغضضنا الطرف عن نقائصها، و لكنها تسعى لإثبات جدارتها بالسيطرة العالمية على مقدرات الكون و أساسيات بقاء البشر.

مما أسفر عن ما نراه من مآسي و كوارث أخلاقية و اقتصادية و اجتماعية و كونية تهدد بانهيارات أكبر و أعظم في حياة الإنسان و أجيالها المتعاقبة في منهجية نفعية منظمة تكرس الباطل و الظلم و النفعية البشعة.

أيتها البشرية المعذبة المهزوزة التائهة، المادة خلق من خلق الله، و الانتفاع بها هبة و منحة لك من الله، فاحتكمي في انطلاقتك الإنسانية الإنتاجية، [العالمية أو العولمية ] من شرعه وحده و إلا بقيتي  في دائرة الضنك و العمى و الضلالة، و التخبط العشوائي.

و إن ما نراه اليوم من مأساة التضاؤل القيمي و إندحار المشاعر الإنسانية و تحكيم الشرائع الغابية التي عادت أكثر ما تكون جلاء، و أشد ماتكون شراسة و استعداء من الإنسان على أخيه الإنسان، و غير ذلك مما يضيق المجال عن الاستفاضة في بيانه، لهو اكبر دليل على وصول الحضارات المفلسة إلى غاية الإعراض عن الله و شرعه و منهجه العادل الحكيم، فاستحقت بذلك إقامة سنة الله في الظالمين عليها (( و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً و نحشره يوم القيامة أعمى )).

الرابط : http://www.denana.com/main/articles.aspx?article_no=15459&pgtyp=66

قراءة 1573 مرات آخر تعديل على الخميس, 05 كانون2/يناير 2017 18:37

أضف تعليق


كود امني
تحديث