قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 23 نيسان/أبريل 2017 20:16

كما سرى البدر

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

سيدي يا رسول الله عليك أزكى و أطيب و أكمل صلوات الله، من أمة أحببتها فأحبتك، و أشفقت عليها فاتبعتك، و وثقت بخيريتها فآمنت بك و صدقتك، و ما تزال تحتفي بك و تفتديك و تشتاق إليك كما تشتاق أنت إليها، فصلى عليك الله حتى ترضى.

أيها المبلغ الأمين، و الداعي الشفيق، و الرحمة المهداة من الله للعالمين، أكرم بها ليلة دعاك فيها سبحانه إليه، في رحلة طوفت فيها بين أقدس بقعتين على وجه المعمورة، و عرجت من قدسها إلى السماء، حتى وصلت مكانة لم تكن لأحد قبلك من العالمين.

يا صاحب الإسراء و المعراج، يا سراج الأمة المنير، و هاديها الرؤوف الرحيم، و هل هنالك من كلمات توفيك حقك، و تعبر عن فضلك، و تحمل إليك محبتنا مرسومة على شغاف القلوب، مستقرة في حبات العيون، اقرب من دمانا للوريد، و من الدموع إلى الأحداق، واصفي من ماء السماء حين ينهل طهورا حاملا معه تباشير الحياة.

سريت كما سرى البدر ماحيا أمواج الظلام، مشرقا به الصبح نديا معطر النسائم، ممزوجا رواؤه بأريج الود الذي فاض به قلبك الطاهر، و كما سرى البدر في ليل الحزانى و المكلومين فطل بشعاعه الباسم عليهم يملا مآقيهم بدموع الرجاء و كما سرى البدر لحنا مسبحا يوحي بالغد القادم و في ألقه وهج الحلم البديع، و على أجنحته النورانية الشفيفة قطرات الرهام الواعد بسقيا رحمة، تحيي الموات، و تبعث الدفء في العروق التي أيبست حياة الضنك فيها دماء الحياة، فأحالتها يبابا خواء، يعربد في قفرها الجائرون القساة العتاة، و يحكم في مظالمها البغي، و يتحكم في حرية إنسانها المتجبرون، فأين المفر ؟ و أين انطلاقات الروح تجوب مدى النور، و تسبح للنور، و تحيا بمنهج النور، في جاهلية جيش الظلام و أهل الضلالة أولئك الذين أقاموا لهم منهجا جائرا عابثا، ساحقا لكل طموحات الإنسان، الذي خلق إنسانا حرا طليق المشاعر، عذب المنى آملا بل طويل الأمل، فإذ بالمنى تستحيل محالا، و إذ بالأماني العذاب سرابا، لأن القيود التي كبلت أعناق الضعفاء و اغتالت أحلامهم، و حرمتها عليهم، فرضتها تلك المنظومات، من القيم الجاهلية الخرقاء، التي هزمتها أيها السراج المنير، حين أطلت علينا أولى إرهاصات التماعك، و حين حملت إلينا رسائل رب كريم رحيم، فأنت يا سيدي بهجة الكائنات، و رونق كل الصباحات الوضيئة، من يوم جئت إلينا حاملا مشعل النور، وسط اصطخاب أمواج ظلام الجاهلية، من يوم أوحى إليك الإله العظيم، بخير الرسالات، و جئت يا سيدي بالغيث الهتون بعد طول الظمأ، و جئت بلمسة الحنو الإلهي بعد قسوة الجبروت، و جئت براحة التوحيد، بعد عناء ضلالات الشرك، و غباوات التأليه لمن لا يستحق، فلا هو خلق و لا هو أعطى، و لا هو أمات و لا هو أحيا، و لا هو أغنى و لا هو أقنى، و لا هو حرر الأرواح التي أرهقتها القيود التي حرمتها آدميتها، و بعثرت أحلامها الإنسانية

و رفضت مبادئ رسالتك كل العقول المعطلة، و كل القلوب التي احتمت وراء أقفالها، و أرغت قطعان الشرك و أزبدت، و أطلقت أفاعي البيد نفثاتها السامة في وجوه أتباعك، الذين وجدوا أخيرا شواطئ الإنسانية بعدما طال سفرهم إليها، عبر بحار الظلمات التي امتدت قرونا قاسية عجاف، و جاءت المشاعل الرسالية على يديك مبدوءة بكلمة الرقي الأولى [إقرأ باسم ربك الذي خلق]
إقرأ و ابحث و استنتج و فكر و تأمل، و أطلق لروحك العنان تحلق في فضاءات الحرية، بحثا عن حقائق الوجود و يقينياته، دون أن يملي عليك بشر مثلك ما تفعله و تعتقده و تسعى إليه، و لا تنس أن تعبد الإله الذي باسمه العظيم حررت روحك من الخرافة و الجهل، و طهر قلبك من الشرك و القسوة، و برحمته سكبت في حناياك مشاعر العزة و السمو، فأنت بشر كرمك الإله الواحد، الذي خلقك و علمك ما لم تكن تعلم، فلا تعد أبدا إلى قيعان الوحل، بعد أن ارتقيت قمم الحياة الصارخة بنداء الوحدانية البهيج.

يا صاحب الإسراء و المعراج من دون الخلائق، إذ أنت أكرمهم على ربهم، سريت في رحلة تعجز الكلمات البليغة عن وصف حسنها، و جلاء معناها، و رسم مواطن بهاءها، و نظل عاجزين أمام هذه المعجزة العظيمة، التي اختصك بها ربك سبحانه، عاجزين عن الإحاطة بنورها، عاجزين عن شكر الله على ما أهدى إليك و إلى أمتك، من الكرامة و التقريب و الفضل، و كيف نوفيه جل و علا الشكر، على أنه سبحانه قد مد إلينا معراج الفلاح خمس مرات كل يوم و ليله، تاركا بابه مفتوحا للمستزيد، خمس صلوات هن هدية الخالق الرحيم لخلقه الضعفاء، حبال قوة، و معراج سكينة، و حالات وجد عابق بأنسام الجنان

أيها البشير المبشر، أي عزاء لمكلوم، و أي راحة لمتعب، و أي مكافأة لمخلص محبوب أرفع و أبهج مما آتاك ربك و أعطاك، أي رحلة تسرية و حنو و تشريع و رحمة، أجل من رحلتك من حرم الله الآمن إلى المسجد الأقصى المبارك بأمر الله، من مكة المسرى، و من القدس المعراج، و في الأقصى سلم إليك لواء الإمامة بالأنبياء عليهم صلوات الله، فأنت الإمام و الشهيد و أمتك شهيدة على الناس، فأي فخر نلته و أية منزلة أوتيت و أي مرقا عزيز كريم ارتقيت.

الإسراء و المعراج، لمسة حنان و عزاء لك من رب العالمين، العالم بحالك، فالفقد كان كبيرا للزوجة الداعمة المحبة الحانية الكريمة المصدقة المعززة، و للعم المشفق المنافح في وجه الثورة الجاهلية العاتية المستميتة في الدفاع عن مصالحها الطاغوتية، و الإيذاء و الرد كان قاسيا من طواغيت الطائف، الذين قصدتهم و عندك بعض الأمل أن يكون فيهم رجل رشيد، و الرحلة المليئة بالتوقعات و الآمال، توجت برد أحمق جاهل جاهلي، ظالم ظلامي، و تنهال عليك الحجارة و الشتائم و السفاهات، و أنت راض مخبت منيب، لا تلجا إلا لمن بيده مقاليد الأمور، و إليه ترحل روحك الطيبة الراضية كل حين، طالبة الرضى و الرضى وحده، لا تبالي بمن سواه [ان لم يكن بك علي غضب فلا أبالي و لك العتبى حتى ترضى و لا حول و لا قوة الا بك].

و يرضى عنك مولاك فوق الرضى، و يسري بك إليه سبحانه، لتعرف معنى رضاه سبحانه، و تغسل عن قلبك الطهور أحزانه، و يطوف بك الوحي الأمين ضفاف أنهار الجنة و وارف أفياءها، و يريك منازلها، و يفيض عليك ربك من آياته الكبرى، فأوحى إليك ما أوحى، من خير و بر و رشاد و سداد، و حملك لخلقه الصلوات و الطيبات و البركات، و تظل ذكرى الإسراء و المعراج فينا متجددة، مذكرة بأن الأقصى إرثنا الرباني المحمدي، و انه معراج نبينا إلى السماء، و أن الصلوات الخمس أمانة الله لدينا، و هديته الكريمة إلينا، و نظل نرتل أبدا[سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير]

الرابط: http://sindyan.net/news/view/15260

قراءة 1713 مرات آخر تعديل على الخميس, 04 أيار 2017 09:48

أضف تعليق


كود امني
تحديث