قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 15 نيسان/أبريل 2018 10:02

بين الصدّيق و الفاروق

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)
الصديق رضي الله عنه  يشتدَّ عليه المرض، و يوقن بلقاء الله تعالى، و لا يحمله الم المرض على نسيان أمة محمد صلى الله عليه و سلم، و يبذل قصارى جهده في النصح لله و لرسوله و للمسلمين، و ينظر الصديق حوله فيرى خيرة اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من مهاجرين و أنصار، و لا يرى فيهم خير من عمر بن الخطاب للخلافة، و الصديق يعرف حق المعرفة تكاليف الأمر و مشقته، فيدعو اليه  عبد الرحمن بن عوف، و يسأله عن عمر بن الخطاب فيقول له عبد الرحمن بن عوف : (هو و الله أفضل من رأيك فيه)، ثم طلب عثمان بن عفان ليسأله عن عمر كذلك، فقال: (اللهم علمي به أن سريرته خير من علانيته، و أنه ليس فينا مثله
و يخشى بعض الصحابة على الأمّة من شدة عمر رضي الله عنه فيقول أحدهم لأبي بكر :ما أنت قائلٌ لربك إذا سألك عن استخلافك عمر علينا و قد ترى غلظته؟ فقال أبو بكر: بالله تخوفني؟ أقول: اللهم إني استخلفت عليهم خير أهلك، أبلغ عني ما قلت من ورائك .

و دعا الصدّيق اليه عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال: أكتب {بسم الله الرحمن الرحيم}، هذا ما عهد ابو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها، و عند أول عهده بالآخرة داخلا إليها، حيث يؤمن الكافر و يوقن الفاجر و يصدّق الكاذب، إنّي استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطّاب، فاسمعوا و أطيعوا، و إنّي لم آلو الله و رسوله و ديني و نفسي و إيّاكم خيرا، فإن عدل فذلك علمي به و ظنّي فيه، و إن بدّل فلكل امريء ما اكتسب، و الخير أردت، و لا أعلم الغيب، و سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و يلي عمر الخلافة في الثاني و العشرين من جمادى الآخرة في السنة الثالثة عشرة للهجرة
و لم تخب فراسة الصدّيق فيه، فقد و الله استقام على أمر الله و اتّقاه في رعيته، و في نفسه، اختطّ البكاء في وجهه خطّين أسودين، و كيف لا يبكي من حمّل أمانة العباد، فحملها مشفقا {لو أنّ دابّة عثرت في العراق لسئلني الله عنها لم لم أسوّ لها الطريق لم يقتل عمر شعبه بيده، و لم يكنز مال الأمة في مخباته، و لم يصمّ اذنيه عن حاجاتهم و ضراعتهم، بل وجد نفسه مسؤولا حتى عن عثرات الدواب!!
مناجاته لنفسه {ليتني لم أكن شيئا، ليتني كنت نسيا منسيا} و نقش خاتمه {كفى بالموت واعظا يا عمر}
 سئل عمر لأي شيء سميت الفاروق فذكر قصة اسلامه، {قلت يا رسول الله ألسنا على الحق قال: بلى قلت: ففيم الإخفاء؟ فخرجنا صفّين أنا في أحدهما و حمزة في الآخر، حتّى دخلنا المسجد، فنظرت قريش إلي و إلى حمزة فاصابتهم كآبة شديدة لم يصابوا بمثلها، فسمّاني رسول الله صلى الله عليه و سلّم {الفاروق
و في حادثة الإفك و قد طعن المنافقون في عرض عائشة ام المؤمنين، و الرسول صلى الله عليه و سلم كليم الفؤاد يستشير اصحابه في الأمر العظيم الذي ابتلي و زوجه الطاهرة به، يقف عمر قائلا: من زوّجكها يا رسول الله؟ قال الله، فقال الفاروق: أفتظنّ أن ربّك قد دلّس عليك فيها؟ سبحانك هذا بهتان عظيم، فنزلت كذلك، يعني آية البراءة للطاهرة ام المؤمنين عائشة
و لقد كان مثلا لا يتكرر في عفّة اليد عن مال المسلمين فهو يقول: {إنّي أنزلت نفسي من مال الله منزلة و الي اليتيم، إن أيسرت استعففت، و إن افتقرت أكلت بالمعروف، فإن أيسرت قضيت،}
بين كتفيه ثلاث رقاع في ثوبه، تقول له ابنته حفصة ام المؤمنين رضي الله عنها {يا امير المؤمنين لو اكتسيت ثوبا الين من ثوبك، و أكلت طعاما هو أطيب من طعامك، فقد وسّع الله من الرزق، و أكثر من الخير، فقال: إنّي سأخاصمك إلى نفسك، أما تذكرين ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلّم يلقى من شدّة العيش، و كذلك أبو بكر؟ فما زال يذكّرها حتّى أبكاها، فقال لها: أما و الله لاشاركنهما في مثل عيشهما الشديد، لعلّي أدرك عيشهما الرّخي}
كان عهد عمر مليء بالفتوحات، و الإزدهار، فتح الفتوح، و كتب التّاريخ للمسلمين، و جمع القرآن في المصحف، و دوّن الدواوين، فقفز بالدولة الإسلامية قفزة حضارية نوعيّة فامتدت أوردة الحضارة الإسلامية تغذّي الأرض من مشرقها إلى مغربها، و يرقب أعداء الله امتداد دينه القويم، و مناعة حصن الإسلام الحصين و عمر الفاروق، يقف حارسا امينا على مكتسبات الأمة، كما هو حارس أمين على حرمات الله، فتمتد يد الغدر الآثمة المثقلة بأحقاد المجوسية البائدة، فتغمد خنجرها الحاقد في خاصرة الخليفة الطاهر العادل، و يعلم أن قاتله كافر مجوسيّ فيقول {الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدّعي الإسلام}
و يرسل ولده عبد الله إلى عائشة أم المؤمنين يطلب أن يدفن إلى جانب صاحبيه في حجرتها، فيجدها تبكي عمر، و تستجيب عائشة لطلبه و قد كانت تريد المكان لنفسها الى جوار زوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم و لكنّها تؤثر عمر به قائلة {لقد كنت أريده لنفسي و لأؤثرنه به اليوم على نفسي}
 فيدفن إلى جوار صاحبيه غير مغيّر و لا مبدّل رضي الله عنه و أرضاه.
قراءة 1520 مرات آخر تعديل على الأحد, 22 نيسان/أبريل 2018 09:29

أضف تعليق


كود امني
تحديث