قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 26 أيار 2018 09:55

أحبّوا الله من كل قلوبكم

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(1 تصويت)
في شهر القرآن و ليالي القيام و نهارات الصيام، نستذكر وصية الرسول صلى الله عليه و سلم لأصحابه و هو يوصيهم بحب الله و رسوله و تلاوة كتابه آناء الليل و أطراف النهار.
 في أول خطبة له بالمدينة، خطب المصطفى صلى الله عليه و سلم في أصحابه فقال فيما قال: إن أحسن الحديث كتاب الله، قد أفلح من زيّنه الله في قلبه، و أدخله في الإسلام بعد الكفر، و اختاره على ما سواه من أحاديث النّاس، إنّه أحسن الحديث و أبلغه، أحبّوا من أحبّ الله، أحبّوا الله من كل قلوبكم، و لا تملّوا كلام الله و ذكره و لا تقس عنه قلوبكم، فإنه من يختار الله و يصطفي، فقد سمّاه خيرته من الأعمال، و خيرته من العباد، والصالح من الحديث، و من كل ما أوتي النّاس من الحلال و الحرام، فاعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا، و اتقوه حق تقاته، و اصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم، و تحابّوا بروح الله بينكم فإنّ الله يغضب أن ينكث عهده، و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
 كانت الكلمات البليغة تستكين لها القلوب المؤمنة، و تترقبها لتعمل بمضمونها و تبادر إلى إنفاذها، و الصحابة يدركون أنه صلّى الله عليه و سلم لا ينطق عن الهوى، و يؤمنون حق الإيمان أن هذا الهدي هدي الله، و أنّه سبيل النجاة، و مبعث رضى الله و رسوله، و يدركون ان كلام الله هو من انتزعهم من ربقة الجهل و الجاهلية، و تلامس كلمات الحبيب قلوبهم الوجلى المخبته، أن يحبّوا الله؟ و أن يحبّوه من كل قلوبهم ؟ و أي شيء أحب إليهم من الله ؟ و هل بقي في قلوبهم الطيبة الطاهرة موضع لم يملأه حبّ الله و رسوله ؟  و أي هول تحمّلته أبدانهم و نفوسهم لأجل هذا الحب؟
 إذن فالمطلوب أن لا تبقى في قلبك مساحة إلا و ملأتها بمحبة الله، و أن يحّبوا من أحبّ الله ؟ و هل ائتلفت قلوبهم، و توثقت أخوّتهم، و افتدى أحدهم أخاه، و قاسمه ماله دون منّة و لا استكثار بهذا الحب ؟ لقد فاضت قلوبهم بحب الله و رسوله و المؤمنين، بفضل الله سبحانه، و ها هو رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤكد لهم في أول خطبة له في المدينة أن ما هم عليه من حب الله و رسوله و من أحب الله هو طريق المؤمنين الأصفياء، أولئك اللذين باعوا لله أرواحا تعلّقت به و أبدانا أرهقوها في سبيله، و جعلوا من مشاعرهم مشاعل تهديهم إلى كل خير و تنير لهم الدرب الذي اختاروه بصدق منهجا و معاشا و معادا، و لتكون هذه الكلمات رسالة منه صلى الله عليه و سلم إلى أمته الباقية التي ستتلو هؤلاء الأطهار و تخلفهم على عهد الله و شرعه، و أن يتلوا كتاب الله ؟ و هل استقامت حياتهم و اطمأنّت قلوبهم إلّا بهذه الكلمات الطاهرة؟
 إنهم يصغون إلى الرسول صلى الله عليه و سلم بتصديق و إنابة و استسلام، و يدركون معنى كل كلمة يقولها و يلمسون أثرها في حياتهم، و كيف لا يختار المؤمن كلام الله على ما دونه من كلام النّاس ؟ فكلام البشر غثّه و سمينه، يظل كلاما بشريا، قابلا للخطأ و الصواب، و أحاديث الناس لا تعدوا ان تكون أحد أمرين صدق أو كذب، لغو أو مفيد، موزون بميزان الحسنات أو بميزان السيئات، فكيف لا ينبّه و يذكّر الرسول صلى الله عليه و سلم أمته، بأن تأخذ بخير الكلام و تدع ما سواه، و أن تتخذ من القرآن منهج حياة و طمأنينة قلوب، و شفاء أبدان، و تزكية نفوس، و جلاء همّ، و منجاة من النّار، و هو حق كلّه و هدى و خير [لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه].
و يحلّق بهم المختار صلى الله عليه و سلم في آفاق العمل الصالح و القربات الطيبة، يحبب إليهم تلاوة كتاب الله ليعرفوا من خلال آياته الكريمة حدود الحلال و الحرام، فيأخذوا الطيبات و ينتهوا عن الحرام، و يستبرؤا لدينهم و أعراضهم و مشاعرهم، فلا يقربوا ما حرم الله، و لا يحرّموا ما أحلّه لهم، و هم في هذا لا يمنحوا أنفسهم حق الخيرة من أمرهم إّذا ما قضى الله و رسوله أمرا، فحب الله و رسوله متمكن من مجامع القلوب، مقيم في أعماق النفوس، يحرس المشاعر و ينقيها و يطهّرها، فتسمو و ترتقي و تحلّق في عالم الطهر و اليقين و الرضى الكامل و التقوى هي المعيار الذي يقيسون به مقدار قربهم من الله، و محبتهم الخالصة له، فيعبدونه بغاية الإحسان و كأنهم يرونه، و يستشعرون معيته و يستحيون منه سبحانه حق الحياء، و هذا هو الحب الذي أراده لهم الله و رسوله، لكي يكونوا أهلا لحب الله و رضاه و عطاءه و فضله و جنته.
 و تمتد المعاني الطيّبة في الكلمات البليغة، لتشكّل منظومة من الحب المتصل، فحب الله و رسوله عقيدة مستقرّها سويداء الأفئدة، و نتائجها جميلة رائعة، فالحب يولّد الحب، فأحبوا الله و اصدقوه القول و العمل، و لا تكن المشاعر متناقضة مع الألسنة، و لتتوحد لغة القلوب و الأفواه، في حروف صيغة من الصدق و جبلت بالإخلاص و انطلقت بالطيّب من القول و الجميل من الفعل، و لتستشعروا روح الله في قلوبكم و لتتحابّوا بهذه الروح المباركة، و يظل خطاب الرسول صلى الله عليه و سلم، منارا لأمته، تهتدي به، كلما حلك ليل أيامها، و تشرذمت حلقاتها، فتعود لتتوحّد على حب الله و رسوله، و تجتمع على كلمته الطيبة، {كتاب الله} و تهتدي بخير الهدي{سنّة محمّد } صلى الله عليه و سلم، و تتوثّق عرى لحمتها على عهده و وعده ما استطاعت إلى ذلك سبيلا دون نقض لعهده و لا خلف لوعده، لتستحق امة الإسلام وسام المحبة و التآلف و التوادّ و التعاطف، فيما بينها، و ما حولها، فهي أمة المحبة و الرحمة و الخير الذي يتسع لكل بني البشر و يمتد ليحوط جميع الخلائق، و ليسمّى نبيها صلى الله عليه و سلم.{نبي الرحمة}.
[الّلهم ارزقنا حبّك و حبّ من أحبّك و شفّع فينا نبيّك يا رب العالمين] 
قراءة 2557 مرات آخر تعديل على الخميس, 07 حزيران/يونيو 2018 12:00

أضف تعليق


كود امني
تحديث