قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 01 أيلول/سبتمبر 2018 09:57

التغيير الواعي فريضة إسلامية

كتبه  الأستاذ كمال أبو سنة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لقد أفرز لنا حصار أو إضعاف العمل الدعوي التربوي الحكيم الذي لا يطمح إلى سلطة مهلكة أو إلى شهرة زائفة، و يؤمن بالتعاون بين كل العاملين في هذا الحقل الشريف تحت ظل قاعدة: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [سورة النحل الآية:125].قلت: أفرز لنا واقعا مريضا بأدواء ما كانت في آبائنا الأوائل و انحطاط أخلاقي خطير…
لقد ضرب الفساد في مجتمعنا أطنابه و الغريب أن الناس يشتكون منه في كل مكان و لكنهم لا يتحركون إيجابا لمحاصرته و التخلص منه، أو الأخذ على أيدي الفاسدين المفسدين، حتى صار مثلهم كمثل قوم يركبون سفينة في وسط بحر لجيّ يتسرب إليها الماء بسبب خرق أحدثه بعض ركابها الفاسدين، و هي توشك على الغرق و باقي الركاب يتعجبون و يضربون أخماسا في أسداس، فما أخذوا على أيدي الفاعلين من قبل، و لا أنقذوا السفينة من الغرق..!
روى الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في كتاب الشركة من صحيحه: (باب هل يقرع في القسمة و الاستهام فيه) من حديث النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: “مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَ الْوَاقِعِ فِيهَا-و في رواية المدهن أي المداهن-، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَ لَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَ مَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَ إِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَ نَجَوْا جَمِيعًا”.
قال ابن القيم -رحمه الله-:”و ليس الدين بمجرد ترك المحرمات الظاهرة، بل بالقيام مع ذلك بالأمور المحبوبة لله، و أكثر الديَّانين لا يعبئون منها إلا بما شاركهم في عموم الناس، و أما الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و النصيحة لله و رسوله و عباده، و نصرة الله و رسوله و كتابه و دينه، فهذه الواجبات لا يخطرن ببالهم، فضلًا عن أن يريدوا فعلها، فضلًا عن أن يفعلوها، و أقل الناس دينًا، و أمقتهم إلى الله مَنْ ترك هذه الواجبات و إن زهد في الدنيا جميعًا، و قلّ أن يرى منهم من يحمرّ وجهه، و يتمعَّر في الله، و يغضب لحرماته، و يبذل عرضه في نصرة دينه، و أصحاب الكبائر أحسن حالًا عند الله من هؤلاء”.
و يقول الدكتور عبد الرحمن البر أستاذ الحديث و علومه بالأزهر: “إذا علم المسلمُ المعروفَ و المنكرَ ثم قعد عن الأمر و النهي مراعاةً لجاه ذلك الشخص أو خوفًا منه أو استحياءً منه، فإنه عندئذٍ يدخل في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد و غيره عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم: “لاَ يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ: أَنْ يَرَى أَمْرًا للَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالٌ ثُمَّ لاَ يَقُولُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ خَشِيتُ النَّاسَ. فَيَقُولُ: وَ أَنَا أَحَقُّ أَنْ تَخْشَى”، و في رواية “إِنِّي كُنْتُ أَحَقُّ أَنْ تَخَافَنِي”.
يقول الإمام أحمد: هذا الحديث فيمن يترك قولَ الحق خشيةَ ملامةِ الناس، و هو قادرٌ على القيام به و الأمر و النهي.
و لهذا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كما في حديث أبي سعيد الخدري عند الترمذي: “أَلاَ لاَ يَمْنَعَنَّ رَجُلاً هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا عَلِمَهُ”. فَبَكَى أَبُو سَعِيدٍ فَقَالَ: قَدْ وَ اللَّهِ رَأَيْنَا أَشْيَاءَ فَهِبْنَا. و إذا كان أبو سعيد يبكي خوفًا ألا يحقق هذا الكلام، فما بالنا نحن أيها الإخوة.
بل يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث في رواية أحمد و الطبراني في الأوسط: “أَلاَ لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ؛ فَإِنَّهُ لاَ يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ، وَ لاَ يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ، أَوْ يُذَكِّرَ بِعَظِيمٍ” إذا قامت الأمة بهذا الأمر فإنها بذلك تستحق رحمة الله تبارك و تعالى.
هذا فيما إذا لم يخشَ الإنسان على نفسه، إذا تعرَّض لسطوة ظالم لا يستطيع دفعها، أو يخشى حصول ضرر أكبر.
أما إذا كان مجرد خوف من بعض الإيذاء أو خوف من بعض الابتلاءات أو طمع في بعض ما في أيدي هؤلاء الناس؛ عندئذٍ يكون ترك الأمر بالمعروف سببًا من أسباب الفساد الكبير الذي نهى الله تبارك و تعالى عنه”.
يتحمل الحكام مسؤولية كبيرة في محاربة الفساد باليد فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، و يتحمل معهم العلماء مسؤولية النصيحة و بيان الحق باللسان، لأنهم ورثة الأنبياء، و الساكت عن الحق شيطان أخرس، فقد روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ:” مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَ ذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ”.

الرابط : http://elbassair.org/3535/

قراءة 1308 مرات آخر تعديل على السبت, 08 أيلول/سبتمبر 2018 15:12

أضف تعليق


كود امني
تحديث