قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 01 تشرين2/نوفمبر 2018 15:04

لا تلعب بدينك

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

" إذا كنت لاعبا فإياك أن تلعب بدينك"

القرطبي رحمه الله

ليس بعد فوات الله تعالى ربح، و لا فوز و لا فلاح، إذا فزت بربك فلا يضرّك شيء.

هذا العمر، عمر واحد، إمّا أن تقضيه في طاعة، و إمّا أن تقضيه في معصية، و إمّا أن تنتقل بين الطاعة و المعصية، قال بعض أهل العلم " من ترك السنّة أكثر التنقل"، كل يوم له طريقة، كما يجتمع في المرء الواحد المعصية و الطاعة، تجتمع فيه العقوبة و النعيم، هذا هو رأس المال، ليس بعده شيء. الإنسان يحرص على هذا الدّين، ليس له عوض، كل شيء له عوض، العبد يعبد الله بما شرع مثال على ذلك : صلاة المسيء صلاته، فهو صحابي جليل أراد الخير، و لكن ما عرف حقيقة هذه العبادة على الوجه المشروع، فقال  له رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ارجع فصلي فإنّك لم تصل).

 القصور في العلم ترد به العبادة رغم حسن النيّة، هذا يدل على أثر العلم في قبول العمل.

جاء في سورة العصر أمر الله تعالى بالصبر ( و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر)  العصر3، و الصبر يكون على العلم، و على الدعوة، و على العمل، و على كل ذلك، المسلم يصبر على الدين كله، الصبر هو حبس النفس، و يدلّ على القيام عليها، و أخذها بالعزيمة على ما يحقق المصلحة، الصبر يكون على مخالفة  هوى النفس، و يكون على تحقيق مصلحة، فهكذا كل من طلب شيئا عظيما يحتاج إلى صبر لتحقيق تلك المصلحة، و ينقسم إلى ثلاث أنواع : الصبر على طاعة الله، و من لا يصبر على الطاعة مختارا عابدا، صبر على جزائها معاقبا مقهورا، ليس له اختيار في هذه العقوبة قال الله تعالى:( اصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم) 16الطور، و هو في الحقيقة لا صبر له عليها، و هذه حقيقة شرعية على كل مسلم أن يستحضرها.

الثاني: هو الصبر على المحارم و المعاصي : الصبر على لذّة المعصية، و هذه المعاصي زيّنها الشيطان، و من حكمة الله أنّه ما حرّم شيئا إلاّ أحلّ شيئا آخر مكانه، المؤمن ثقته بثواب الله أعظم من ثقته بما في يده، و لهذا لما تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية جمعا لكلمة المسلمين، جاءه رجل يجهل بمراده فقال:" يا مخذّل المؤمنين" فقال الحسن:" خذلان الدنيا و لا خذلان الآخرة"  فأعطاه الله عز الدنيا و الآخرة، كما أخبر جدّه صلى الله عليه و سلم أنّه سيّد شباب الجنة مع أخاه الحسين، أما عز الدنيا فهو ممدوح على لسان كل مؤمن، قال ابن تيمية رحمه الله :" المهدي من نسل الحسن بن علي رضي الله عنه " خليفة في آخر الزمان يملأ الارض عدلا، بعد أن ملأت جورا و ظلما، و في الآخرة يجمعهم الله في الجنة، هكذا من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

الثالث : الصبر على أقدار الله تعالى: الصبر على أقدار الله تعالى و هو غير النوعين الآخرين، المؤمن معرّض لهذه الأنواع الثلاثة، و هي اختبارات، فإذا صبر رفعه الله عزّ و جل، و الذي يصبر في هذه الثلاثة فهو المؤمن الممحّص.

 المؤمن العاقل ينظر إلى ماله عند الله تعالى، لا يلتفت إلى رضا الناس و إلى الدنيا، و إن كان هناك خذلان، فخذلان الدنيا و لا خذلان الآخرة، إذا كانت هناك فضيحة ففي قوم من الأقوام، و عصر من العصور، لكن يوم القيامة تكون على رؤوس الأشهاد ، في ملأ عظيم، يشهد هذا الأولون و الآخرون، و الأنبياء، فضيحة عظيمة، و ينصب لكل غادر لواء  الغدر، يقال هذه غدرة فلان ابن فلان، الرجل إذا عرف الحق يجب أن يصدع به و يردّ الباطل و من جاء به.

 جمع الله بين صفات المفلحين، و صفات الخاسرين في سورة العصر، و من تمسّك بالمسائل المذكورة فيها، و هي الإيمان و العمل الصالح و التواصي بالحق و التواصي بالصبر، نجا من الخسران، على قدر تكميله لهذه الخصال، و كان له الربح، و على قدر تقصيره كان له الخسران.

الأصل في الإنسان الخسران إلا من حقق هذه الخصال، و الأصل في الإنسان الضلال لقوله تعالى في الحديث القدسي ( يا عبادي كلكم ضال ألاّ من هديته فاستهدوني أهدكم).

تتحقق نجاة العبد بامتثال هذه السورة، الإيمان هنا يشمل كل شعب الإيمان، إذا حقق العبد الإيمان و العمل الصالح، و التواصي بالحق، و التواصي بالصبر، تحققت له النجاة و السعادة في الدنيا و الآخرة. اعلم رحمك الله  أن الدين ليس بتكليف، و هذا المصطلح ردّه بعض اهل العلم، قال تعالى ( ما جعل عليكم في الدين من حرج)الحج 78، و قال صلى الله عليه و سلم 5 إنّكم أمة أريد بكم اليسر و لم يرد بكم العسر) و هذا أصل مقرر عظيم و قال صلى الله عليه و سلم : ( أحب العمل إلى الله أدومه و إن قل)  أحب العمل إلى الله تعالى ما كان على وجه الاقتصاد، و التيسير، دون ما كان على وجه التكلّف، و التعنت، و التعمّق. العبادة مبناها على الاقتصاد، و ان يأخذ العبد من العمل ما يطيق، على وجه الاقتصاد و المقاربة.

بالاقتصاد يحصل الدوام، و المشقة سبب للانقطاع، و من انقطع فقد فاته الأجر، التكلّف يورث الملل، و الملل ينقص الأجر، أو يذهب به، كما جاء في الحديث القدسي : ( لا يمل الله حتى تملّوا) و الملل هنا هو قطع الأجر من الله تعالى.

الملل ينافي التنعم بالعبادة، و العبادة هي لذة  و سرور للعبد، و بقدر اللذّة يحصل له الأجر، و إذا كره العبد العبادة نقص أجره، على قدر كرهه للعبادة ينقص الأجر، أو يذهب به بالكلية،.

 قوله صلى الله عليه و سلم:( القصد القصد تبلغوا)أي تبلغوا رضا الله، و ما أردتم من العمل، و الاجر و الثواب.

قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله:"  جميع ما تلقته الأمة من الرسول صلى الله عليه و سلم  حق لا باطل فيه، و هدى لا ضلال فيه، و نور لا ظلمة فيه، و شفاء و نجاة، و الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ".

قراءة 1640 مرات آخر تعديل على الخميس, 08 تشرين2/نوفمبر 2018 09:49

أضف تعليق


كود امني
تحديث