قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 22 كانون1/ديسمبر 2018 07:15

هكذا تكلم ابن باديس

كتبه  الأستاذ عبد العزيز كحيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كانوا يحتفلون بيومِ العِلم - ذكرى وفاة ابن باديسَ - و يُشيعون الجهلَ في طول البلادِ و عرضِها، حتى أصبحَتِ الجزائرُ تُصنَّف في ذيلِ ترتيبِ الجامعاتِ خاصةً، و مستوى التعليم عامةً.

و هم يريدون اليومَ إهالةَ الترابِ - و بالضربة القاضية - على ابن باديس و جهادِه و تُراثه؛ باختراع هُويَّة جديدة للجزائر، تُزعزعُ الثوابتَ في مرحلة أولى؛ للوصول إلى إلغائها كما ترغبُ الأقلِّيَّة الأيديولوجيَّة منذ زمنٍ بعيد.

انتقيتُ من تراثِ عبدِ الحميد بنِ باديسَ نُقولًا تُلخِّص جهادَه الذي بذل في سبيله حياتَه كلَّها إلى آخر يوم منها، من أجل الثلاثيَّة الخالدة: الإسلامُ - العربيَّة - الجزائرُ، و قد تركَنا رحمه الله على المحجَّة البيضاءِ؛ فالتفَّ حولها الشعبُ، حتى إذا مرَّ رَدَحٌ من الزمن، اكتشفَتْ لنا النُّخبة العَلمانيَّة المتنفِّذة هُويَّةً جديدة، تهدف في أبعادها إلى إلغاء ثوابتِ الأمة، فهل من مقارنةٍ بين تراثِ ابنِ باديس و جديدِ التغريبيِّين و البربريست؟

قال الإمامُ للطالب عمار مطاطلة: "قومي هم العربُ أولًا، و المسلمون ثانيًا، فهم شُغْلُ خاطري، و هم مجالُ سرائري، و لا يمكنُ بحالٍ من الأحوال أن نُصبِحَ فرنسيِّين حتى لو أردنا ذلك، و نحن لا نريد ذلك؛ لأننا شعبٌ و أمةٌ لها دينُها و لُغتُها، و مقوماتُها، و تاريخُها الخاص المتميِّز، و الجزائرُ وطنُنا و أرضُنا، و ما فرنسا إلا احتلالٌ و استعمارٌ ابتُلينا به".

بمناسبة المولدِ النبويِّ و بكلية الشعب بقسنطينةَ، و قد غصَّت بالحضور، يَرتَجِلُ الإمامُ قصيدةً عصماءَ يوم 2 مايو 1937، مطلعُها:

حُيِّيتَ يا جمعَ الأدَبْ ♦♦♦ و رَقِيتَ سامِيَةَ الرُّتَبْ

و فيها البيتُ الذي شاع و ذاع، و طَبَقَتْ شهرتُه الآفاقَ، و ما زال غُصةً في حُلوق الاندماجيِّين القُدامى و الحاليِّين:

شعبُ الجزائرِ مسلمٌ ♦♦♦ و إلى العُروبةِ يَنْتَسِبْ

و الذي سيُصبِحُ شعارَ الأمة من جهة، و عقدةَ الأقلِّيَّة التغريبيَّة من جهة أخرى إلى الآن، و بسببه - لأنه يُلخِّصُ فلسفةَ ابنِ باديس - يُكنُّون بُغضًا دفينًا للشيخ رحمه الله، لم يتمكَّنوا من كتمانه؛ حتى أفصحوا عنه أكثرَ من مرة، و اتَّهموه بأنه "الأصوليُّ الأولُ".

و بَقِي الشعبُ وفيًّا للشعار الباديسيِّ، و عندما اندَلَعتْ حربُ التحرير ضمَّنه الشعراءُ نظمَهم، فقال أحدُهم في نشيدٍ كتبه أثناء الثورة:

"نحن أبناءُ العروبة ♦♦♦ كما قال ابنُ باديس".

و سيرًا ضدَّ تيار الشعب؛ يرفضون اليومَ الانتماءَ العربيَّ الإسلاميَّ، و يخترعون لغطًا سخيفًا يُسمُّونه لغةً و هُويَّةً وطنيَّة.

و لا بدَّ من التذكير بأن تلك القصيدةَ الباديسيَّة أصبحت نشيدَ المدارسِ و المعاهد التابعةِ لجمعية العلماء، يَفتَتِحُ التلاميذُ يومَهم الدراسيَّ بالشعار الخالدِ: الإسلام دينُنا، و العربيَّة لغتُنا، و الجزائرُ وطنُنا، ثم ينشدون: "شعبُ الجزائرِ مسلمٌ = و إلى العُروبةِ يَنتسِبْ".

و في 23 سبتمبر 1937 يَرتجِلُ الإمام قصيدةً بمناسبة انعقاد المؤتمر الثاني للجمعية بقاعة الماجستيك بالعاصمة، مطلعُها:

أشعبَ الجزائرِ روحي الفِدا 
لما فيك من عِزَّةٍ عربيَّهْ 
بنيتَ على الدينِ أركانَها 
فكانت سلامًا على البشريَّهْ 

و ها هم اليوم يُهيلون الترابَ على كلِّ هذا باسم هُويَّة جديدة مصطنعةٍ، لم يَنتبِهْ إليها قادةُ الأمَّة منذ الفتح الإسلامي، و منهم ابن باديسَ رغم أنه صنهاجيٌّ من سُكَّان الجزائر الأصليِّين.

و في أحدِ الأيام يأتي ضابطُ شرطة فرنسيٌّ يُبلِّغ الإمام فحوى قانون أصدرَتْه الحكومة يقضي بمنع تعليم اللغة العربيَّة، و استعمالها في المدارس، و اعتبارها لغةً أجنبيَّة.

فيقول له الشيخ: "إنكم لا تقدرون أبدًا على تطبيق هذا القانون الجائرِ؛ لسبب بسيطٍ هو أن هذا الشعبَ له لغتُه؛ و هي العربية، و دينُه؛ و هو الإسلام، و وطنُه؛ و هو الجزائرُ... إنكم لا تعرفون شيئًا عن هذا الشعب، و تُريدون كلَّ مرة و بجَرَّةِ قلمٍ أن تستبدلوا بحضارتِه حضارةً أخرى، و مقوِّماته بمقومات أخرى، و تاريخِه بتاريخ آخرَ، و هذا أمرٌ مستحيلٌ لو أنكم فكرتم قليلًا".

سبحان الله، كأنَّ ابنَ باديسَ يتكلَّم في أيامنا هذه! بالفعل لم يَقدِرِ الاحتلالُ الفرنسي على فعل ذلك، فهل يقدر غيرُه؟!

و هناك مسألة مهمة طالما عَمِل التغريبيُّون على طَمْس معالمها، هي وجود جمعية العلماءِ بمنطقة القبائل منذ أيَّامها الأولى، ففي عام 1938 زار الإمامُ ابن باديس تيزي وزو رفقة الفضيل الورتلاني و باعزيز بنِ عمر و آخرين، و نزل ضيفًا على شُعبة الجمعيَّة بالمدينة،  و ألقى درسًا بالمسجد، و بينَ يديه ألقى الشيخُ ابنُ عمرَ كلمةً جاء فيها: "إن هذه المنطقةَ منطقةٌ مسلمةٌ، محافظةٌ على الدين و اللغة - أي: العربية - عبر التاريخ، بل إنها عَمِلت على المحافظة على الدين و اللغةِ و القيم الأخلاقيَّة  و نشرها عبرَ الزَّوايا و مدارس القرآن بإيمانٍ و عزيمةٍ إلى أن جاء الاستعمارُ و وحشيَّتُه؛ فأصبحتِ المنطقةُ تعاني من مشكلٍ كبير وحادٍّ، هو عملٌ شيطاني لا يقوم به إلا الاستعمارُ البغيضُ الذي يدَّعي كذبًا و افتراء المحافظةَ على هُويَّة الشعوب و مقوِّماتها، في الوقت الذي يعمل فيه بلا هوادةٍ من أجل تنصيرِها و تمسيحِها، و إبعادِها عن دينها".

لنا أن نسألَ قبل الاستطراد: هل كان الشيخُ ابنُ عمر يصفُ حال الجزائر في 1939 أم في 2016؟ و ما الفرقُ بين التاريخَيْنِ سوى خروجِ الاستعمار العسكري؟

و يعقِّبُ الإمام على زميلِه و على كلامِ بعض الحاضرين الذين اشتكوا من العمل التنصيريِّ الذي تقوم به فرنسا في المنطقة، فيقولُ: "نعرف جيدًا أن الحملةَ على بلادنا كانت بدافعٍ دينيٍّ في أذهان المستعمرين، فقد وعد العقيدُ كلرمون تونير الملكَ شارل العاشر أن الحملةَ على الجزائر ستُحقِّقُ انتصارَ الكنيسة الكاثوليكيَّة على الإسلام، و استعادة المسيحيَّة إلى الجزائر كما كانت قبلَ الإسلام".

بعد مغادرةِ بلادِ القبائل كلَّف الإمامُ أحدَ طلبته النُّجباء بإعداد بحثٍ وافٍ عن النشاط التنصيريِّ في الجزائر منذ احتلالِها، ففعل ذلك، و ألقى عرضًا بالجامع الأخضر بقسنطينةَ، و في ختامه علَّق الإمامُ بما يلي: "الاحتلالُ الفرنسي لبلادِنا لم يكن لغايةٍ اقتصاديَّة، أو عسكريَّة، أو سياسيَّة فحسب، بل إن أهمَّ غاياتِه غايةٌ ثقافيَّة حضاريَّة، فيترتَّب عنها أن نكون دائمًا يَقِظين واعين وعيًا كاملًا بالتهديد الذي يترصَّدُنا في ثقافتنا و حضارتِنا".

فأينَ ما أوصى به من يقظةٍ و وعيٍ، و فينا مَن يَبتهِجُ بهُويَّة جديدة للجزائر على أنقاض الإسلام و العربية؟!

و بعد وفاة الإمام المُصلح بأربعين يومًا، قال الشيخ العربي التبسيُّ في اجتماع بإخوانه بقسنطينة: "الأهمُّ أن نتعاهَد جميعًا على الوفاء لمبادئ ابنِ باديسَ في التمسُّك بالدين و اللغة العربيَّة، و التضحية من أجل الجزائر".

و قد وفوا و لقُوا اللهَ جميعًا على ما عاهدوا عليه، لكنْ خلَف من بعدهم بعضُ الخلوف ما وفَّوْا؛ لأنهم ببساطة لا يؤمنون بتلك المبادئ و الثوابت، بل بعكسِها من تغريبٍ و تنصيرٍ، و عُجمة لُغويَّةٍ، و خدمةٍ للمشروع التغريبيِّ الفرنكفوني، يسندُهم بعضُ السُّذَّجِ الذين لم يُبصِروا نُذُرَ الحملةِ على الثوابت، و معاول هدمِها؛ فأحسنوا الظنَّ بها و ساعَدوها، لكنها ضائقةٌ و تنجلي بالتفافِ الشعب حولَ هُويَّته، و وفائه لإرث ابن باديسَ.

********ملاحظة من المشرفة العامة السيدة عفاف عنيبة علي محتوي هذه المقالة القيمة للأستاذ كحيل :
لا يجب أن نربط بين الأمازيغية و حركة التنصير و أما الإسلام فلا يضره تعدد اللغات كما يصره التخلي عنه كدين و تعتقد أنه كان يتوجب الإعتراف بالأمازيغية كلغة رسمية إلي جنب العربية في 1962 لأن البعد الأمازيغي في هوية الجزائري عامل ثبات و إثراء للشخصية و هذا ضمن قيم الإسلام و الإنتماء إليه  و شكرا.
قراءة 1424 مرات آخر تعديل على الخميس, 27 كانون1/ديسمبر 2018 13:05

أضف تعليق


كود امني
تحديث