قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 04 شباط/فبراير 2019 15:53

المزاح

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)
 
امتنّ الله على هذه الأمة بنعم كثيرة، أعظمها إتمام هذا الدين ( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا) المائدة 3، هذا الدين أكمله الله عزّ جل لهذه الأمة هذه نعمة عظيمة  نعمة إكمال الدين، جاءت هذه الشريعة وحي من الله أوحاه الله عزّ و جل لرسوله صلى الله عليه و سلم  شرّف هذه الأمة بها، بأن أرسل إليها أعظم رسله، و أنزل عليها أعظم كتبه، فيه من السور ما لم ينزل في التوراة و الإنجيل مثلها، الكتاب و السنة فيهما كفاية لكل مسلم في عبادته، في معاملته، و تربيته لأبنائه، و معاملة كافة المخلوقات، الدين قد كمل، و ما كمّله  الله ليس بعده إلاّ النقص، و تتبع الآراء، شرع الله لنا كل خير، و نبهنا عن كل شر.
هناك مسائل قلّ من ينبه عليها، و يتوسع الناس فيها، و يترتب على ذلك الكثير من  المفاسد، مثل مسألة المزاح، ترتب على المزاح تجاوز عن حدود الشرع، و مخالفات، و هو موضوع مهم.
 هل المزاح مشروع أم محرّم؟
المزاح ليس من الأمور المشروعة على وجه الوجوب أو الاستحباب، كما أنّه ليس محرم، فهو كلام  منه ما هو محرّم و منه ما هو مباح، بحث هذا الموضوع يرجع إلى هدي النبي صلى الله عليه و سلم، هل كان يمزح أم لا؟ جاء في حديث أنس رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه و سلم كان يدعوه فيقول:(  يا ذا الأذنين) على سبيل الملاطفة و الممازحة، و قال لأخ له صغير :( يا عمير ما فعل النغير؟) . و مما جاء من مزاح النبي صلى الله عليه و سلم ما رواه أبو هريرة و صححه الألباني، قال الصحابة للنبي صلى الله عليه و سلم: " إنك تمازحنا " فقال صلى الله عليه و سلم :( نعم إلاّ أنّي لا أقول إلا حقا) و غيرها من الأحاديث التي يستفاد منها أنّ المزاح أصله مباح ليس محرم، و قد استخدمه صلى الله عليه و سلم مع أصحابه لكن لم يشتمل على كذب أو محرم أو باطل، و ليس فيه مفسدة.
مواقف الناس من المزاح: 
قال عمر رضي الله عنه :" من كثر ضحكه قلّت هيبته، و من مزح استخف به "لكن نقل أنّ سفيان الثوري و الأعمش كانا يكثران المزاح : أما الإمام أحمد كان يكره المزاح في مجالس العلم.
المزاح له ثلاث أركان، الركن الأول  المُمازح :  الممازحة ينبغي أن تكون من ذوي الشرف و الفضل على من هم دونهم، أو أقرانهم، الصحابة لم يمازحوا النبي صلى الله عليه و سلم، و النبي صلى الله عليه و سلم لم يمازح كل أحد، بل كان يمازح أصحابه الذين لهم خلطة به، و لم يمازح الأشراف، جاء في كتب التاريخ أنّ ممازحة الأشراف غير مستحسنة، و كذلك الملوك، و إنما قد أدت ببعضهم  إلى السجن أو القتل، أو التأديب لأنّ من الملوك من يكره هذا، ربما أغضبهم لأنّه كان في ساعة شغل و تفكير في أمر عظيم فيرى أن هذا ليس في موطنه، و أنّه جرأة عليه و تُذهب هيبته، لا تنبغي أيضا ممازحة الوضيع فيتجرأ عليك. 
الركن الثاني: المُمَازح : فهذا ينظر فيه، أنّ الذي يمَازَح أن يكون من الأقران، أو من هو دون الرجل  و لا يخاطب بهذا الشريف أو الدنيء ( الدنيء و الوضيع ليس في الدنيا، و لكن الذين ليس لهم أخلاق، و ليست لهم مروءة، فيتجرؤون على من يمازحهم)
الركن الثالث: موضوع الممازحة : أن لا يتضمن المزاح على شيء من الباطل، من صور الباطل الكذب، الكذب لا يبيحه شيء، إلاّ الأحوال التي بيّنها النبي صلى الله عليه و سلم، أيضا السخرية و الاستهزاء، و هذا لا يجوز، كأن يصف الرجل بصفة يكرهها مثل قوله يا جاهل فيها أذية للمؤمن سواء كان مازحا أو جادا، أيضا من صور المزاح المحرم أن يختلط الحق بالباطل، كأن يتكلم بالكلمة و يتوهم الناس أنّها حق و هي مزاح، و خاصة في مقام التعليم و التلقي،لهذا كره  الإمام أحمد  المزاح في حلقة العلم حتى لا يختلط الحق بالباطل، و لا يليق المزاح بالعالم، و هناك صورة قد تقرب من المحرم و هي مكروهة عند عامة أهل العلم و هي كثرة المزاح، و منها ما قد يجلب الضحك الكثير و هذا سبب لموت القلب، و هناك فرق بين إدخال السرور على رجل و كثرة الضحك فهذا غير ممدوح من الصور صناعة القصص التي تنسب إلى شخصيات وهمية كجحا و غيره، و هذه الأمور قد تجاوز الناس فيها الحق، و قد يجتمع فيها الكثير من الباطل، و قد تكون فيها السخرية بالرسل و الملائكة، و خلق الله تعالى، و السخرية من بعض القبائل و البلدان، التي تورث البغضاء و الضغينة، و التطاول على أعراض المسلمين، فكل هذه الصور محرمة.
كل ما  أدّى المزاح إلى شيء محرم كالتنقّص و السخرية فهذا محرّم، كلّ ما أدّى إليه المزاح  إلى غضب مسلم، أو كان سببا للخصومة، أو سببا لضياع الأوقات، فكل هذه الصور ممنوعة. 
بعضهم يظن أنّه يسوغ له أن يقول ما شاء الله، و يتكلم بما شاء، ربما يظن أنّه قد رفع عنه القلم، كلاّ فإن المسلم مؤاخذ بما يقول في الجد و المزاح.
  و قد يكون المزاح مستحبا كإضفاء السرور، كممازحة صاحب الشرف لمن حوله، يتواضع لهم، و يلين لهم،  كما كان النبي صلى الله عليه و سلم مع أصحابه، كذلك إذا كانت خصومة بين رجلين، فلربما أدّى المزاح إلى إنهاء القطيعة، و إزالة الشحناء من النفوس، هنا يكون المزاح واجبا.
  من الصور الممنوعة هو أن يعلق على المزاح الأحكام الشرعية كالطلاق و البيع و الشراء و الهبة و الزواج، لأنّ هذه عقود و معاملات بين الناس، لو أطلق الأمر فيها لقال البائع كنت مازحا، و قال الذي زوّج كنت مازحا، كذلك الذي يطلّق يقول كنت مازحا.
 استحسن بعض أهل العلم ممازحة الزوجات و الأولاد لأنهم يحتاجون إلى هذا، و يترتب على هذا الكثير من المصالح، لكن لا يكون غالب وقته المزاح  كما قال الشاعر: 
 للجدّ أوقات و للهزل مثلها        و لكن أوقاتي للجدّ أقرب 
قراءة 1145 مرات آخر تعديل على الجمعة, 08 شباط/فبراير 2019 14:39

أضف تعليق


كود امني
تحديث