قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 09 شباط/فبراير 2019 10:16

"و لا تفرطوا في جنب الله"

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في طيبة الطيبة ترتقب القلوب حديث نبيها و توجيهاته، و ترنو العيون إليه صلى الله عليه و سلم، و هو يتلو كلمات الله و قرآنه العظيم، تلك الكلمات التي لأجلها استشهدوا و لأجلها أوذوا و لأجلها حاربوا الدنيا بأسرها، و بها انتصروا على عدوّهم و نفوسهم، و بها ارتقوا على سفاسف الأمور و بائدات الحياة و فانيات اللوامع. و ها هي أول جمعة بالمدينة يجمّعها النبي صلى الله عليه و سلم و يقف في أصحابه خطيباً قائلاً: «اتقوا الله في عاجل أمركم و آجله في السر و العلانية، فإنه من يتق الله يكفّر عنه سيئاته، و يعظم له أجراً، و من يتّق الله فقد فاز فوزاً عظيماً، و إن تقوى الله يوقي مقته، و يوقي عقوبته، و يوقي سخطه، و إن تقوى الله يبيّض الوجوه، و يرضي الربّ، و يرفع الدرجة، خذوا بحظكم و لا تفرطوا في جنب الله، قد علّمكم الله كتابه، و نهج لكم سبيله، ليعلم الذين صدقوا و يعلم الكاذبين، فأحسنوا كما أحسن الله إليكم، و عادوا أعداءه، و جاهدوا في الله حق جهاده، هو اجتباكم و سمّاكم المسلمين من قبل، ليهلك من هلك عن بينة، و يحيا من حيّ عن بينة و لا قوة إلا بالله، فأكثروا من ذكر الله، و اعملوا لما بعد اليوم، فإنه من يصلح ما بينه و بين الله يكفه الله ما بينه و بين الناس، ذلك بأن الله يقضي على الناس، و لا يقضون عليه، و يملك من الناس و لا يملكون منه، الله أكبر و لا قوة إلا بالله العظيم». إنّها حقاً بلاغة النبوة، و فصاحة الحق، و قوة المتمسّك بحبل الله المتين، و هي و الله جوامع الكلم الذي لا ينطق عن الهوى، بل هو وحي يوحى، يرسم للأمة نهجها، و يقرّ فيها شرعتها و منهاجها، و يدعها فيه على المحجّة البيضاء، حبل متين و شرع قويم لا يضل من استمسك به و لا يشقى. إنها التقوى ذلك الميزان الذي توزن به مقادير النّاس و مقاماتهم عند الله، {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: من الآية 13]، و هي التقوى تلك الكلمة التي ألزم بها الربّ الجليل أهل عبادته و خلصاءه من خلقه، فجعلهم أحق بها و أهلها، و النّبي الكريم الحكيم ينتقل من موطن طاعة إلى آخر، و هو يوقظ في النفوس زكاتها و في القلوب رقتها، و في العقول رجاحتها، فالدنيا خلقت للإنسان دار بلاء و امتحان، و عمل بلا حساب، و لكنها أعقبت بالآخرة حيث حساب و لا عمل، و ليأخذ المرء من دنياه ما يحتاجه، و ليستمتع بالطيبات من الرزق الحلال، و ليبتغِ فيما آتاه الله الدار الآخرة و لا يفرط في جنب الله، و لا يعصيه، و لا يجعل من الدنيا التي وهبها له خالقها وسيلة للتنكّر للواهب و عقوقه و عصيانه، و التفريط في جنابه العظيم، و لا تقعدهم زينتها الزائلة، و زهرتها الذابلة، و كينونتها الفانية، عن الدّفاع عن الحق و نصرة المظلوم، و النّفرة في سبيل الله في المنشط و المكره. و لا يدعوهم حبّ الدنيا و كراهة الموت إلى ترك الجهاد في سبيل الله؛ لأن الجهاد في سبيل الله نصرة لله، حياة عن بينة، و تركه هلكة عن بيّنة، و القيام به في سبيل الله، نصرة للمظلومين، من أعلى مراتب الإحسان، و تركه مجلبة للذل و العذاب و المهانة. و الأمة التي تريد الحياة و تسعى لأعلى مراتبها الكريمة، مكلفة بحراسة مكتسباتها و عقيدتها و أبناءها بالقوة، و الذود عن حماها المقدس بالروح و النفس و النفيس، و يحلّق النبي المشفق بصحبه و أمته في ذرى الروح المخبتة و يرفعهم إلى مصافّ الذاكرين، حين يوجّههم إلى الذّكر الدائم للذي يعلم السرّ و أخفى، و هو المطلع على القلوب المنيبة، يسمع نحيب اشتياقها، و أنين لهفتها، و خوفها من عذابه، و يسمع طرقها اللحوح على بابه، و يرى ارتماءها الذليل على أعتابه، فيرحمها، و يرفعها، و يفتح لها بابه المشرق، و ينزّل عليها السكينة، و يمسح بلطفه حزنها، فيصلح ما بينه و بينها، و يكفيها الأذى و أهله و الشر و مصادره، و يبدلها بالصبر ذخراً من الكنوز الربانيّة، لا يعلمها إلا هو، فهو المجير و لا يجار عليه، القاضي و لا يقضى عليه، و المالك المتفرد بملكه و عظمته، مالك الملك ذو الجلال و الإكرام، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا و بين معصيتك. 

رابط المادة: http://iswy.co/e14r0h

قراءة 1329 مرات آخر تعديل على الجمعة, 15 شباط/فبراير 2019 09:58
المزيد في هذه الفئة : « المزاح الإجتهاد الزائف »

أضف تعليق


كود امني
تحديث