قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 11 نيسان/أبريل 2019 18:06

التوبة فتح من الله تعالى

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

عن أنس بن مالك رضي الله   عنه قال: قال رسول لله صلى الله عليه و سلم : ( الله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه و شرابه، فأيس منها، فأتى شجرة، فاضطجع في ظلها – قد ايس من راحلته - فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثمّ قال من شدّة الفرح : اللهم أنت عبدي و أنا ربك، أخطأ من شدّة الفرح) رواه البخاري و مسلم.

الفرح صفة لله عزّ وجل، هذا الحديث فيه فوائد سلوكية عظيمة، نقف على التوبة، علم النبي صلى الله عليه و سلم وحي، و الحديث يدل على شدّة فرح الله عزّ و جل.

نحن بشدة الحاجة إلى معرفة التوبة لمّا كان الإنسان معرّض للذنوب، أتى هذا الباب العظيم، باب التوبة، وهو فتح من الله تعالى.

عمل الإنسان محفوف بالخلل و النقص، خير الناس التوابون، إذا كانت التوبة بهذه المنزلة لا بدّ أن تعرف.

التوبة هي ترك الذنب لقبحه و الإقلاع عنه، و الندم لفعله، و عقد العزم على عدم العودة إليه أو لمثله، و لها شروط ثلاثة :

1 – ترك الذنب.

2 – الندم على فعله.

3 – عقد العزم على عدم العودة إليه.

4 – رد المظالم.

هناك توبة عامة و توبة خاصة، التوبة الخاصة هي التوبة من الذنب الخاص، و التوبة العامة هي التوبة النصوح من جميع الذنوب، و هي نوعين :

النوع الأول : التوبة من التقصير في الواجبات.

النوع الثاني: توبة في ترك المحرمات.

المظالم نوعين، حسية و معنوية، المعنوية الطعن في الأديان، و الأنساب، و الأعراض.

أثر التوبة على العبد:

لها أثر عظيم على العبد، إمّا أن تكون مقبولة أو مردودة، إن كان كانت مقبولة نفعت صاحبها، التوبة مقبولة من كل مسلم حتى الكافر تقبل توبته من الكفر و الشرك، التوبة فعل العبد، كما جاء في النصوص، قال العلماء : " تكون من الرّب لعبده ثم من العبد لربه".

قال تعالى : ( ثم تاب عليهم ليتوبوا) يحتاج العبد إلى توبة الله تعالى، يلبّس الشيطان على العبد بتأجيل التوبة، مخاطر هذا التأجيل خطيرة، منها أنّه لا يدري متى يموت، وهل يضمن أن لا تتغيّر النية، لا بدّ من المبادرة إلى التوبة، لن يبلغ أحد التوبة حتى يأذن الله بها، قد يجاهد نفسه عشرين سنة حتى يوفق للتوبة، كما أنّ التوبة أثرها عظيم فحصولها عظيم، يسبقها ألم القلب و المرارة و الانكسار، كعب بن مالك متى تاب الله عليه، حتى ضاقت عليه الارض بما رحبت، كيف يبلغها عاص مصّر على الذنوب، لا تظن أنّها كلمة أستغفر الله، بل هي منزلة و جهد، و تضرّع إلى الله، يدعوا في صلاته، و في سجوده، و في قيامه حتى يمنّ الله عليه بالتوبة.

إذا كان الله عزّ و جل يفرح بالتوبة فما ظنّك بقبولها، لكن أي توبة ؟ التوبة الصحيحة.

الناس بحاجة إلى التوبة و المبادرة إليها، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" إنّ الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع ال شمس من مغربها "رواه مسلم.

حتى لا تتراكم الذنوب فتهلك صاحبها، هذا دليل على أن الذنوب تكون عقوبتها في الدنيا أيضا، فإما أن تسبق التوبة العقوبة، أو العكس، و هذه العقوبات نوعين، عقوبات كونية قدرية، و عقوبات شرعية، الأولى تصيب النفس و الأموال و الحرث و النسل، تنزل على الناس بسبب الذنوب، و لا يغتر العاقل بحلم الله تعالى، كما روي عن أحد السلف أنّه إذا كانت معصية في مجلس خرج مسرعا و هو يقول : أخشى أن يسقط علينا السقف، هذه العقوبات التي تصيب الناس بسبب الذنوب، و المظالم ( فمن آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب) كما جاء في الحديث القدسي، حرب من الله تعالى على الظالم. وما يجده الإنسان من التعسير في بعض الأمور، و غلاء المهور، و عدم الطاعة من الزوجة و الأولاد بسبب الذنوب، و التقصير في تربيتهم، و من العقوبات أن يحرم المسلم من التوفيق إلى الدين، و إلى الفقه ( و اتقوا الله و يعلمكم الله )أي أن تقوى الله هي شرط لتعليم الله تعالى ( احفظ الله يحفظك) و هذا الحفظ في الدين و الدنيا، وفقه الله للعصمة، و الثبات على الدين، رجل معصوم أي لما أحبه الله عصمه عزّ و جل، بيّن الله كيف بلغ الرجل هذه المنزلة أي العصمة في الحديث العظيم، حديث الأولياء، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله عليه الصلاة و السلام :( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، و بصره الذي يبصر به، و يده الذي يبطش بها، و رجله التي يمشي بها، و لئن سألني لأعطينّه، و لئن استعاذني لا عيذنه) رواه البخاري.

أدّى الفرائض، ثمّ انتقل إلى النوافل حتى بلغ هذه المنزلة، و هي العصمة من الله.

هذه الذنوب لها أثر في قيام الليل لها أثر في العمل، سبب عدم الخشوع في الصلاة هي الذنوب، " قال بن مسعود رضي الله عنه:" إنكم لتعملون أعمالا هي في أعينكم أدّق من الشعر كنّا نعدها في عهد النبي صلى الله عليه و سلم من الموبقات"، قال سفيان الثوري "أوتيت العلم فأخذت السرّة فحرمته" لأنه قبل سرة فيها مال، قال أحد السلف : " حرمت قيام الليل بذنب أصبته"، كانوا يرون أنّ هذه المعاصي مؤثرة في طاعاتهم لله عزّ و جل، لا يمكن أن يبلغ الإنسان منزلة الخاشعين و هو مسرف في الذنوب، هذا خلاف حكمة الله، الكثير من الناس لا يدرك خطورة الذنوب على الدين. قد يذنب الرجل في الليل فيتوب في الليل فيشهد صلة الفجر، المعصية شأنها خطير، بل هناك من يعصي و يظن أنّه يحسن مثال : من يغني و يشتغل بالمزامير و يظن أنّه يسعد البشرية، عمى البصيرة بالران الذي علا قلبه، يبتدع و يظن أنّه يتقرّب إلى الله تعالى، لا يبصر الأمور ( لما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) وهذه القلوب لا يملكها إلاّ الله، قد يحرم العبد التوفيق بعد دقائق من المعصية إن لم يتب.

التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها، و هذا الرفع للتوبة عام، و هناك رفع خاص و هو الغرغرة.

قراءة 1179 مرات آخر تعديل على الخميس, 18 نيسان/أبريل 2019 07:42

أضف تعليق


كود امني
تحديث