قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 02 أيار 2019 12:33

استقبال شهر رمضان

كتبه  الأستاذ أحمد محمد شاكر
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لقد أظلَّكم شهر رمضان؛ شهر الصيام، شهر العبادة، شهر سمو الروح و نقائها، و يوشك أن تصبحوا غدًا صائمين... فهل أعددتم العدة لاستقباله؛ فحاسبتم أنفسكم على ما أسلفتم من خير، تحمدون الله عليه، و تسألونه التوفيق إلي المزيد منه، أو شرٍّ تأسفون عليه، و تتوبون و تستغفرون الله منه، و تسألونه أن يحفظكم من العودة إليه.
هكذا يُستقبل شهر رمضان، و أخشى أن يفهم كثير من الناس أن رمضان يُستقبل بالاحتفالات الرسمية، و الاستعداد للتألُّق في المأكل و المشرب، و الاستكثار من ألوان الطعام و الشراب، و الاستعداد لأصناف من اللهو و اللعب في السهرات، ثم لا يفكرون فيما وراء ذلك!

أيُّها الناس: إنَّ الله شرع لكم الصيام تطهيرًا لأرواحكم، و حفظًا لها من طغيان الجسد وشهواته، و لم يشرعه لتقاسوا آلام الجوع و العطش فقط، و لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((من لم يَدَع قول الزور و العمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه)).

شرع الله لنا صيام نهار رمضان، و قيام ليله، فجعله شهر عبادة، بذكر الله و قراءة القرآن، و الإكثار من الصلاة، و خاصة صلاة الليل، و جعل ثوابه أعظم الثواب.
و في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلَّا الصوم؛ فإنَّه لي و أنا أجزي به، يدع شهوته و طعامه من أجلى. للصائم فرحتان : فرحة عند فطره، و فرحة عند لقاء ربه، و لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك)).

أيُّها السادة: إنِّي أرى في كثير مما اتخذنا من العادات في الصوم ما ينافي حقيقته، بل ما يحبط الأجر عليه، بل ما يزيد الإنسان به إثمًا. فَهِمنا أنَّ معنى قيام الليل، سهر الليل، فسرنا نسهر في القهوات و النوادي، لا نفكِّر إلا في اللهو و اللعب، إلي ساعة متأخرة من الليل، ثم نأكل ما شاء الله أن نأكل، ثم نصبح مرهقين متعبين، قد ضاقت صدورنا، و اضطربت أعصابنا، و ساءت أخلاقنا، فلا يكاد اثنان يتحدثان، حتى ينفجر الغضب، و تثور الثائرة، و تتدفَّق الألفاظ النابية، إلي ما ترون من حال، كلُّكم تعرفونها، و قد تعتذرون لصاحبها بأنَّه صائم. و لا استثني من ذلك أحدًا إلا من عصم الله. فانظروا و تفكروا، و قارنوا هذه الحال الشاذة الشائعة في الصوم بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث و لا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم إني صائم)). و ذلك أنَّ الصائم ينبغي أن يكون هادئ النفس، رضي الخلق، يضع نصب عينه أنَّ الصيام جُنَّة له من الآثم، جُنَّة له من سوء الخلق، جُنَّة له مِن المعاصي، جُنَّة له من فحش القول، جُنَّة له من قول الزور و العمل به.

و الذي ينبغي لكم في هذا الشهر المبارك– إن سمعتم لنصحي– أن تتَّبعوا شريعتكم في الصيام ؛ فتقتصدوا في الطعام و الشراب، عند الفطور و عند السحور، و أن تجعلوا سهركم، إن سهرتم، في قراءة القرآن و تدبُّره، و من استطاع منكم أن يقوم الليل فليفعل ؛ و ذلك أن يصلي في بيته أو مسجده ما شاء الله له أن يصلى. و هذه هي صلاة التراويح التى غُيِّرت عن أصلها، فصار المصلون ينقرونها سراعًا في وقت تصير بعد صلاة العشاء، صلاة لا تنفع و لا تقبل، و إنما الصلاة ما كانت في خشوع و طمأنينة، و كلما أخَّرها المصلِّى إلي ما بعد الثلث الأول من الليل كان أفضل. ثم ينام أحدكم ما شاء الله له أن ينام، ثم يقوم قبل الفجر فيطعم طعامًا خفيفًا للسحور، ثم يصلي الفجر، و إن شاء نام بعد ذلك، و إن شاء تصرَّف في شأنه و عمله.

أمَّا الذين يأكلون عند انقضاء سهرتهم، ثم ينامون إلي ما بعد طلوع الشمس- فإنهم يخالفون سنة الإسلام في السحور، و أخشى أن يذهب تركهم صلاة الفجر بثواب صيامهم، فلا هم صاموا و لا هم أفطروا. و ليس لله حاجة في أن يدعوا طعامهم و شرابهم، إذ لم يطيعوا أمره ؛ و لم يأخذوا بسنة نبيه، و إذ أضاعوا صلاة الفجر عن وقتها عمدًا.

أيُّها السادة: إنَّ الأُمَم تُصهر الآن في النيران، عقابًا لها على ما كفرت بأنعم الله، و لعلَّ الله قد صان بلاد الإسلام من كثير مما يلاقي غيرها، لحكمة يعلمها؛ و مأثرة يدَّخرها لهم، أن يعود للإسلام مجده، و أن يعود المسلمون حكام الدنيا كما كانوا. و لكن هذا إذا كانوا مسلمين، و إذا تمسَّكوا بدينهم، و أقاموا شريعته، و اهتدوا بهديه. و النُّذُر من بين أيديكم و من خلفكم، فاعتبروا و اخشوا ربكم، فقد ترى من تهافت المسلمين على المنكرات، ما نخشى أن يعمَّهم الله بالعقاب من أجله، و ها أنتم أولاء ترون المجاهرين بالمعاصي، لا يخافون الله، و لا يستحيون من الناس، و لا يخشون عاقبة ما يصنعون.

و قد كان مما نرى من مجاهرتهم ربهم بالحرب؛ أن يجاهروا بالإفطار في رمضان في الطرقات، و الأماكن العامة، و في دواوين الحكومة، يزعمون أنهم يحتمون بما يدعونه الحرية الشخصية، و ما هكذا كانت الحرية، و ما هكذا تكون الأمم في تمسكها بمقوماتها و عاداتها و شعائر دينها. و كان هذا العمل يؤذي المسلمين الصادقين في شعورهم، و يحرج صدورهم.

و قد وفق الله الرجل الصالح: الزعيم الجليل، صاحب المقام الرفيع مصطفي النحاس، فأصدر بالأمس القريب كتابًا عظيمًا في هذا الشأن؛ حفظ على المسلمين كرامتهم و صان لهم شعورهم، و رفع الحرج عن قلوبهم. فأمر أن لا يجاهر مفطر بفطره؛ مسلمًا كان أو غير مسلم، احترامًا لحق الأمة في الاستمساك بشعائرها و تقاليدها. فكان عمله عمل رجل يعرف ما يريد، و يعرف كيف يضع الأمور مواضعها، مستعينًا متوكلًا عليه.

اختيار موقع الدرر السنية: www.dorar.net

المصدر: كتاب (جمهرة مقالات العلامة الشيخ أحمد محمد شاكر)، اعتنى بها عبد الرحمن بن عبد العزيز العقل - دار الرياض 1426هـ، (1/421) بتصرف.

الرابطhttps://dorar.net/article/1299/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D8%A7%D9%84-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86

قراءة 1139 مرات آخر تعديل على الخميس, 09 أيار 2019 09:20

أضف تعليق


كود امني
تحديث