قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 02 أيار 2019 12:36

الملل و أسباب انشراح الصدر

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كيف يكون الملل مضرا:

يعتبر الملل أزمة حقيقية تحتاج إلى العلاج الجاد، و إلاّ فإنها ستقود إلى الوقوع في أزمات أكثر خطورة و تعقيدا،  فيجعل الملل صاحبه أكثر عرضة لحالات الاكتئاب و التوتر المستمر، كما يفتح المجال إلى اكتساب العادات السلوكية السيئة و غير السوية، كالعدوانية الشديدة، و الإدمان على التدخين أو المخدرات، و غيرها، بالإضافة إلى لجوء الفرد إلى الانزواء، و الانطوائية في محيطه الذاتي، و تدنّي مستوى مهاراته الاجتماعية، و من الممكن أن يقود الملل صاحبه باضطرابات التغذية و الأكل، حيث يلجأ إلى تناول الطعام بكميات كبيرة، محاولة منه لتخفيف الشعور بالملل و الضجر و يضاف إلى ما سبق أنّ الملل من مسببات انخفاض معدّل الإنتاجية في بيئة العمل، و تدني التحصيل الدراسي، و الأكاديمي في البيئة التعليمية.

انشغل بما هو أنفع لك:

العاقل يعرف قدرته على العمل، و هو العمل الذي ينتفع به، و الإنسان لا ينتفع إلاّ بما يقدر عليه، و يتقنه، فإن دخل في عمل لا يقدر عليه و لا يتقنه سيكون فتنة له و لغيره كما ذكر بن تيمية رحمه الله

سواء كان العمل للدنيا أو للآخرة، يجلس في المجالس التي ينتفع بها، يقرأ الكتب التي ينتفع بها، يعمل الأعمال التي تنفعه، و لا يجاري الناس، فلكل واحد طاقة معيّنة و ميول تختلف عن غيره، على العاقل ان يعرف مقدرته على العمل و ان يأتي من الأعمال ما يطيق، و أن يجد في نفسه الانشراح ذكر أهل العلم ضابطة في هذا الباب، تدل على إتقان العمل من عدمه، فقالوا:" العمل المقبول هو أن ينصرف منه العبد و هو راغب، و إن جاء وقته اشتاقت نفسه إليه" فإن لم يجد هذا فهذا خلل، إمّا أن يكون العمل متكلف لا نطيقه، و إمّا النفس بطبعها لا تقوى عليه.

التكلف يورث الملل، و الملل ينقص الأجر أو يذهب به كما في الحديث:( لا يمل الله حتى تملوا) و الملل هنا هو قطع الأجر من الله تعالى. الاقتصاد في العبادة، و في سائر الأعمال، الصحابة نالوا ما نالوا من الخير ليس بكثرة أعمالهم البدنية، و لكن بسلامة صدورهم، و سيرهم برفق و لين في دين الله عزّ و جل، هذا هو المنهج الصحيح، و لإخلاصهم لله عزّ و جل.

الاشتغال بما يشرح الصدر:

ذكر الإمام بن القيم في كتابه القيم زاد المعاد أنّ أعظم أسباب شرح الصدر التوحيد، و على حسب كماله، و قوّته، و زيادته يكون انشراح الصدر قال تعالى: (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه) الزمر 22 و قال تعالى : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام و من يرد أن يضلّه يجعل صدره ضيّقا حرجا كأنما يصّعد في السماء ) الأنعام 125، فالهدى و التوحيد من أعظم أسباب انشراح الصدر، و الشرك و الضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر و انحراجه، و منها النور الذي يقذفه الله في قلب العبد، و هو نور الإيمان، فإنه يشرح الصدر و يوسّعه و يفرح القلب، فإذا فقد هذا النور من قلب العبد ضاق و حرج، و صار في أضيق سجن و أصعبه. و منها العلم، فإنه يشرح الصدر، و يوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا، و الجهل يورثه الضيق الحصر و الحبس، فكلّما اتسع علم العبد، انشرح صدره و اتسع، و ليس هذا لكل علم، بل للعلم الموروث عن الرسول صلى الله عليه و سلم، و هو العلم النافع، فأهله أشرح الناس صدرا، و أوسعهم قلوبا، و أحسنهم أخلاقا، و أطيبهم عيشا. و منها الإنابة إلى الله سبحانه و تعالى، و محبته من كل القلب، و الإقبال عليه، و التنعم بعبادته، فلا شيء أشرح لصدر العبد من ذلك، و من أعظم أسباب ضيق الصدر الإعراض عن الله تعالى و تعلق القلب بغيره، و الغفلة عن ذكره، و محبة سواه، فإن أحب شيئا غير الله عذّب به، و سجن قلبه في محبة ذلك الغير، فما في الأرض أشقى منه و لا أكسف بالا، و أنكد عيشا، و لا أتعب قلبا، فهما محبتان، محبة هي جنة الدنيا، و سرور النفس، و لذة القلب، و نعيم الروح، و غذاؤها و دواؤها، بل حياتها و قرة عينها، و هي محبة الله وحده بكل القلب، و انجذاب قوى الميل و الإرادة و المحبة كلّها إليه، و محبة هي عذاب الروح، و غم النفس، و سجن القلب، و ضيق الصدر، و هي سبب الألم و النكد و العناء، و هي محبة ما سواه سبحانه.

من أسباب شرح الصدر دوام ذكر الله على كل حال، و في كل موطن فلذكر الله تأثير عجيب في انشراح الصدر، و نعيم القلب، و للغفلة تأثير عجيب في ضيقه و حبسه و عذابه.

و منها الإحسان إلى الخلق و نفعهم بما يمكنه من المال و الجاه و النفع بالبدن، و أنواع الإحسان، فإن الكريم المحسن أشرح الناس صدرا، و أطيبهم نفسا، و أنعمهم قلبا، و البخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدرا و أنكدهم عيشا و أعظمهم هما و غما.

و منها الشجاعة، فإن الشجاع منشرح الصدر واسع البطان متسع القلب، و الجبان أضيق الناس صدرا، فلا فرحة له و لا سرور. و منها إخراج دغل القلب من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه و عذابه، و تحول بينه و بين حصول البرء، فإن الإنسان أتى بالأسباب التي تشرح صدره و لم يخرج تلك الأوصاف المذمومة من قلبه، لم يحظ من انشراح صدره بطائل، وغايته أن يكون له مادتان تعتوران على قلبه، و هو للمادة الغالبة عليه منهما، و منها : ترك فضول النظر، و الكلام، و الاستماع، و المخالطة، و الأكل، و النوم، فهذه الفضول تستحيل ألاما و غموما، وهموما في القلب، تحصره و تحبسه، و تضيقه، و يتعذب بها، بل غالب عذاب الدنيا و الآخرة منها، فلا إله إلا الله ما أضيق صدر من ضرب من كل آفة من هذه الآفات بسهم، و ما أنكد عيشه، و ما أسوأ حاله، و ما أشد حصر قلبه، و لا إله إلا الله ما أسعد عيش من ضرب في كل خصلة من تلك الخصال المحمودة بسهم، و كانت همته دائرة عليها.

من المعلوم المقرر عند كل مسلم أنّ سعادته و نجاته و فلاحه هو قيامه بدينه، خلق الله الجن و الإنس لتحقيق العبادة، و هذه الغاية متى ما أدّاها على وجهها الصحيح استقامت له الأمور في الدنيا و الآخرة، و متى ما فرّط فيها فإنه مبتلى في نفسه و في أهله و ماله بقدر ما فرّط فيها.

قراءة 1246 مرات آخر تعديل على الخميس, 09 أيار 2019 09:20

أضف تعليق


كود امني
تحديث