قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 24 أيار 2019 14:35

أوقاف النساء و إشراقاتها الحضارية

كتبه  الدكتور عيسى صوفان القدومي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

شجرة الأوقاف، شجرة ممتدة الجذور، زرعت بتشريع رباني، و نمت بتطبيق نبوي، و انتشرت بامتثال خيري، و توسعت باجتهاد فقهي، فكان للنساء نصيب من الوقف كما كان للرجال، و أوقاف النساء على وجه الخصوص كثيرة وفيرة، تعود شجرة الإسهامات الوقفية النسائية الأولى إلى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، فهن أول من أوقف من النساء، بل و تؤول أول إدارة نسائية للوقف إلى أم المؤمنين السيدة حفصة رضي الله عنها، التي عهد إليها الخليفة عمر بن الخطاب بمهمة الإشراف على أوقافه بعد وفاته. و من أوقاف الصحابيات رضوان الله عليهم، و النساء من بعدهم، و التي وثقها التاريخ: وقف عائشة رضي الله عنها، فقد اشترت داراً، و كتبت في شرائها: إني اشتريت داراً، و جعلتها لما اشتريتها له، فمنها مسكن .. ثم يرد بعد ذلك إلى آل أبي بكر. و وقفت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها دارها صدقة، حبس لا تباع و لا توهب و لا تورث. و وقفت أم سلمة رضي الله عنها صدقة حبساً لا تباع و لا توهب. و وقفت أم حبيبة، و صفية رضي الله عنهن. ثم توالت الأوقاف ففي العهد العباسي كان وقف عين زبيدة، أشهر الأوقاف؛ حيث أوقفت زبيدة بنت جعفر المنصور، زوجة هارون الرشيد، و سبلت الماء من بغداد إلى مكة، و حوى وقفها آبار و برك و منازل لاستراحة حجاج بيت الله الحرام، و توفير الماء خلال مسيرهم، و ما زالت آثار تلك الوقف ماثلة للعيان. و وقفت (خاصكي سلطان) زوجة السلطان العثماني سليمان القانوني، في القدس بجوار المسجد الأقصى المبارك (تكية خاصكي سلطان)،  لتقديم الوجبات المجانية للفقراء، و ما زالت التكية تعمل و تقدم خدماتها للأسر الفقيرة إلى الآن. و جامع القرويين في فاس من أقدم أوقاف نساء الغرب الإسلامي، بنته فاطمة بنت محمد عبد الله الفهري؛ أصبح فيما بعد جامعا و جامعة. و أنشأت أختها مريم بنت محمد الفهري، جامع الأندلس بفاس، و كان له دور تاريخي كبير في نشر الدين و العلم و الحفاظ على الهوية الإسلامية، الذي ما زال إلى الآن تراثاً ينظر. و في الجزائر العاصمة مسجد بنته سيدة محسنة، و أطلق عليه مسمى "مسجد السيدة" و كان أعظم جامع في الجزائر، في العهد العثماني. و مسجد الخفافين في بغداد من إنشاء السيدة زمرد خاتون، زوجة الخليفة العباسي المستضيء في بغداد، الذي تعتبر منارته أقدم منارة معروفة في بغداد. و أنشأت المدرسة العذراوية و أوقفتها الست العذراء بنت أخي صلاح الدين الأيوبي، و درس بها كبار العلماء منهم و خرجت عشرات طلبة العلم و الفقهاء, و المحدثين. و كان التنافس لعمل الخير بين النساء فاعلاً،  ففي السجلات العثمانية أكثر من 2500 وثيقة وقف لنساء فاضلات. و سأسرد بعضاً من روائع الأوقاف في العهود الإسلامية، و التي أوقفت و خَصت النساء بمنافع تلك الأوقاف: وقف تزويج الشباب و الفتيات: ليصرف من ريعه لتزويج الشباب و الفتيان العزَّاب ممَّن تضيق أيديهم أو أيدي أوليائهم عن نفقات الزواج و تقديم المهور. وقف إعارة الحلي: لإعارة الحُلي و الزينة في الأعراس و الأفراح، يستعير الفقراء منه ما يلزمهم في أفراحهم و أعراسهم، حتى يكتمل الشعور بالفرح، و تنجبر الخواطر المكسورة. وقف الغاضبات: في مراكش مؤسسة اسمها – دار الدقة – و هو ملجأ تذهب إليه النساء اللاتي يقع نفور بينهن و بين بعولتهن، فلهن أن يقمن به، آكلات شاربات، إلى أن يزول ما بينهن و بين أزواجهن من النفور. وقف الآنية: كان هذا الوقف جبراً لقلوب المملوكين و الإماء الذين يتسببون بكسر الآنية، فيعطون بديلاً عنها، ليتجنبوا الضرب أو النهر من سيدهم. وقف متنزه الفقراء: عمره في ربوع الشام دمشق نور الدين محمود زنكي، فإنه لما رأى ذلك المتنزه مقصور على الأغنياء، عز عليه ألا يستمتع الفقراء مثلهم بالحياة، فعمر القصر و وقف عليه قرية (داريّا) و هي أعظم ضياع الغوطة و أغناها. وقف الحليب للمرضعات: و هو وقف من مَبَرَّات صلاح الدين الذي جعل في أحد أبواب القلعة - الباقية حتى الآن في دمشق - ميزابًا يسيل منه الحليب، و ميزابًا آخر يسيل منه الماء المذاب فيه السكر، تأتي الأمهات يومين في كلِّ أسبوع ليأخذن لأطفالهن ما يحتاجون إليه من الحليب و السكر. وقف تعريس المكفوفين: و هو وقف في فاس يحمل اسم (دار الشيوخ)، و كانت معدة لتعريس المكفوفين الذين لا سكن لهم، فكلما اقترن كفيف بنظيرته أقاما بهذه الدار مراسيم الزفاف، و سوعد بالمصاريف. وقف المرابطات: و هو وقف في القدس، خصص للنساء اللاتي شددن الرحال للمسجد الأقصى و توفي من كان برفقتهن من محارمهن، فيبقين في الوقف إلى أن يأتي من محارمهن من يأخذهن لديارهن أو أن تعيش معززة مكرمة في دارٍ تأويها و تطعمها. وقف تجهيز العروس: و هذا الوقف خصص لتوفير جهاز للعروس الفقيرة التي تريد الزواج، و لا تجد ما يجعلها كمثيلاتها من النساء، فتأخذ ما تريد من باب الإعارة من كساء و مجوهرات و أدوات للتزين. وقف تدريب النساء على الحرف و العمل: لأن المساعدات بلا مقابل تأثر في النفوس السوية، فهذا الوقف يدرب النساء، ثم يساعدهن في امتهان صنعة و حرفة من الحرف، و تعمل في هذا المجال.

رابط المادة: http://iswy.co/e16l9t

قراءة 1963 مرات آخر تعديل على الخميس, 30 أيار 2019 09:17

أضف تعليق


كود امني
تحديث