قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 31 أيار 2019 17:31

متى نعود إلى الله تائبين ؟

كتبه  الأستاذ عبد العزيز كحيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)
لا أتحدث عن الآخرين، عن أولئك الذين نسمّيهم المفسدين والعصاة والفاسقين، لا، إني أتحدث عني وعنك وعنكِ، متى نعود إلى الله ؟ نحن لا نشرب الخمر لكن لعلّ خمر تزكية النفس والمناداة عليها بالبراءة قد أسكرتنا و نحن لا ندري، و هي من غير شكّ أخطر من عصير العنب.
هل فعلا أنا أفضل من السياسيين الكذبة ؟ و هل أنت أحسن حالا من التجار الغشاشين ؟ و هل أنتِ أقوم قيلا من المنحرفات ؟ لقد عصمنا الله تعالى من الكبائر و المعاصي الحسية و الحمد لله، فكيف حال قلوبنا ؟ تركنا ظاهر الإثم فهل تركنا باطنه ؟ تُرى هل نحن متاحبّون في الله ؟ هل أحيينا معاني الأخوة في نفوسنا و عملنا بها في حياتنا ؟ هل نحسن الظن ببعضنا كما أُمرنا ؟ هل نحبّ لبعضنا من الخير و التوفيق و السموّ مثل ما نحبّ لأنفسنا ؟ هل تركنا التقاطع و التدابر و الحسد فيما بيننا ؟ هل نحن أذلة على المؤمنين نعاملهم بالمسامحة و العفو و التنازل، و لا شدّة عندنا إلا على الكافرين المعتدين و الظَلمة المستبدين ؟
هل نُشفق على العاصي حتى يتوب أم أننا نلعنُه و نحن لا ندري لعلّه يبيت يبكي على ذنبه بينما نبيت مُدلّين فرحين بعبادتنا و كأننا ضمنا لأنفسنا القبول ؟
إني لا أتكلم عن الدروس المسجدية و الخطب المنبرية و المواعظ الجميلة، لا، أقصد سلوكي أنا و أنت و أنتِ، سلوكنا مع أزواجنا و أبنائنا بعيدا عن أعين الناس، سلوكنا مع الجيران و الزملاء و الأقارب خاصة في حال التنازع و أوقات الانفعال، سلوكنا إذا مارسنا النشاط السياسي و التجاري و النقابي، سلوكنا في أماكن العمل مع ضغط الواقع و متطلبات الحضور الفاعل و الإتقان في كل أداء عضلي أو ذهني أو تنظيمي، هل كانت الأخلاق الرفيعة معنا هناك ؟ هل التزمنا أحكام الشرع و خصال الأتقياء و آداب المؤمنين فيما بينهم ؟
نظرت في قلبي فخشيت أن ييبس إذا خلا من ذكر الله و أصابته حظوظ النفس و أصبح ملاذا للشهوات، إذ هناك تمتنع الأركان عن الطاعة، مثل الشجرة التي مُنعت الماء فيبست أعضاؤها، فما أقبح هذا الوضع، و هل من معنى لحياتي إذا فسد القلب ؟ فهل تعاني  مثل معاناتي أيها الأخ المسلم ؟ و صحة القلب ليست في الادعاء – و لو كانت الأمور بالمزاعم لادعى الخليّ حرقة الشجيّ – و لكن في الصلة الدائمة المتجددة بالله تعالى، ذكرا و أخلاقا و امتثالا للأمر و ابتعادا عن النهي و إقبالا بعد إدبار و استغفارا و تضرعا و توبة نصوحا، و الله تعالى لا يغترّ بمظهر أو شكل أو طقوس، لذلك " قل للمتبهرجين لا تتبهرجوا فإن الناقد بصير " كما أوصى العارف بالله.
ما بال عيني جافة لا تتغرغر بدمع و ما بال قلبي لا يتألم إلا قليلا رغم تقصيري في جنب الله و رغم قلة الزاد و طول السفر ؟ أجل، المدرسة الحديثة أعطتني معلومات نافعة لكنها لم تعلّم قلبي الخشوع و لا عيني الدموع، فيسّر ذلك سطو الدنيا عليّ و استسلامي لتبرّجها و زخرفها، و إني لأنظر يمنة و يسرة أتحسس أصحاب القلوب الرقيقة و المُقَل الدامعة فأجدني غريبا غربة صالح في ثمود، فهل تحسّ بذلك مثلي ؟  و ما بال الدموع تسيل في غير محلّها على مطرب مات أو فريق فاز في مباراة أو أخفق ؟ إذا لم يخشع القلب لذكر الله و لم تنزل عَبرة من خشية الله، و لا باتت عين ساهرة في سبيل الله فماذا بقي للدنيا من حلاوة ؟ إذا غاب القلب الخاشع و الطرف الدامع فقد انتصرت العولمة و استعلى شأن المادة و لم يبق للدنيا المذمومة معارض.
فمتى العودة إلى الله تعالى ؟ المحراب بارد من حرارة الإيمان و الصلاة لم تعدْ تنهى عن الفحشاء و المنكر إلا قليلا، غلبت عليها الحركات و الآلية بينما خمدت جذوة الاخلاص، فمن أين يأتي التوفيق و كيف نثبت على طريق الاستقامة و كيف نستكمل السير إلى الله؟
كعْبتنا لا تتغير و الطواف حولها لا ينقطع، و ما أكثر الحجيج و المعتمرين لكن البرودة أدركت الشعائر، و التلبية يخالجها ريب و الذكر تنحرف به الشهوات، و كادت البقاع تفقد قداستها بما كسبت الأيدي ... و ماذا أقول عن الصيام الذي طاش في أودية التقاليد و التلاوة المنمقة التي لا يقشعر لها بدن و لا ترفع الإيمان و الصدقة الضعيفة و السير المتهاون ؟ هذا ما أشكوه إخوتي و لا أتخلص منه إلا بالعودة الصادقة.
إن العودة إلى الله تعني الانخراط في سلك الصابرين و الشاكرين  و الظفَر بذخيرة هؤلاء و عُدة أولئك، و تُحيي في النفوس المتعبة معاني الخوف و الرجاء، و تُخلّص المؤمنين من أسر الدنيا حتى تغدو في الأيادي لا في القلوب و حتى يتحكم فيها الربانيون و لا تتحكم فيهم، و تغمرهم بأمداد من محبة الله و الشوق إليه و الأنس به و التقلب في أعطاف الرضا و التوكل و اليقين.
ما أيسر الرجوع إلى الله تعالى بعد الشرود و الاهتداء إلى صراطه بعد الضلال، و ما أصعب العقبة الكؤود التي يخوّفنا منها الشيطان لندبر و لا نقبل، و السعيد من اقتحم العقبة و الشقي من تهيّب و ضعُف و تراجع، الباب مفتوح بالليل و النهار فهل  نبادر بالإقبال عليه و الارتماء على أعتابه متضرعين نادمين ؟
رابط المقالة :

قراءة 1288 مرات آخر تعديل على الخميس, 06 حزيران/يونيو 2019 12:50

أضف تعليق


كود امني
تحديث