قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 31 أيار 2019 17:33

المعاني الجميلة للعيد

كتبه  الأستاذ أبو سليمان المختار بن العربي مؤمن
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الآية: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾ [الأعلى: 14، 15].

الحديثعن أنس قال: قَدِمَ رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة و لهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ((ما هذان اليَومان؟))، قالوا: كنا نلعَب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((إنَّ الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى، و يوم الفطر))؛ أبو داود: 1134.

الحمد لله، و صلى الله و سلم و بارك على سيدنا و نبينا محمد و آله و صحبه، و بعد؛ فمَن منَّا مَن لا يعرف العيد؟

ما مِن أُمَّة مِن الأمم، كافرها و مسلمها، إلا و لها عيد تفرَح فيه، و ترتسم فيه البسمةُ على أفواهها، و البهجة في نفوسها، فتتناسى أحقادها، و تتمتَّع بذلك اليوم المعبِّر لها إمَّا عن شُكرٍ أو فخر بانتصار ماديٍّ؛ قال تعالى: ﴿لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلنَا مَنسَكًا هُم نَاسِكُوهُ ﴾ [الحج: 67]، إلا أنَّ أمَّتنا لها عيد يختلف في غايته و مَغزاه، و في مظاهره و معناه عن سائر الأعياد؛ فهو يومٌ يمثِّل الانتصار على النفس الأمَّارة بالسوء، و لولا ذاك لما كان العيد بعد رمضان المبارك؛ لما فيه من ظهور النصر على الشهوات و الملذات، و التعبُّدِ الحق لرب الأرض و السموات؛ ﴿ وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ﴾ [الروم: 4، 5]، و إذا انتصرنا على أنفسنا في شهر رمضان المبارك و في غيره من الأيام، كان النصر حليفَنا على الأعداء؛ لأنَّ هزائمنا المتتالية في جميع مجالات الحياة هي نتائج عما اقترفته أيدينا؛ و تصديق ذلك قوله تعالى: ﴿ أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165].

يوم العيد عندنا معشر المسلمين: يوم البهجة و السرور، و الطِّيب و البَخور.

يوم العيد: يوم الصفاء و النقاء، و القُرب مِن الأهل و الأصدقاء.

يوم العيد: يوم التهنئة بنِعمة الصيام، و نِعمة القيام، و شُكر الكريم المنان.

العيد ليس عيد العابثين، العيد ليس عيد المُرتكِبين للمُحرَّمات و تجاوز الحدود و ترك الطاعات.

العيد ليس عيد القاطعين لأرحامهم،  و المتعالين في تصرفاتهم.

العيد ليس لهؤلاء، و إن كان الفرح شعارَهم، و الجديد لباسهم!

العيد هو فرحة الطائع بطاعته، و المصلي بصلاته، و الصائم بصيامه، و القائم بقيامه، و المتصدق بصدقته.

العيد هو عيد البارِّ بوالدَيه، الواصل لرحمه، الباحث عن رضا ربه.

العيد هو عيد مَن صام رمضان، يرجو الرضوان، و العِتق مِن النِّيران.

و ليلة العيد، كبِّروا فيها ربكم؛ شكرًا له على توفيقه و فضله بإتمام رمضان؛ قال تعالى: ﴿ وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].

و بعد صلاة العيد ردِّدوا هذه العبارات - بألسِنَةٍ طاهِرة نقية، و قلوب صافية بهية -: تقبَّل الله مِنا و منكم، كل عامٍ و أنتم إلى الله أقرَب.


العيد الحقيقي:

هو العودة إلى الله تعالى و إلى سنَّة نبيه صلى الله عليه و سلم، العيد لمن أقام في بيته منهج القرآن، و لمن أنار بيته بالأذكار الحِسان، العيد يعني أن تَصِل مَن قطعَك، العيد أن تُعطي مَن منعَك، العيد أن تعفو عمن ظلمكَ، العيد أن تُخرج البغضاء من قلبك، العيد أن تدخل الطمأنينة في قلوب المسلمين، العيد أن تترك الخلافات و تعمل على توحيد الكلمة.

يقول صاحب كتاب "هكذا علمتني الحياة": "و الله لو كبَّرَت قلوبُ المسلمين كما كبَّرت ألسنتهم، لغيَّروا وجه التاريخ، و لو اجتمعوا دائمًا كما يجتمعون لصلاة العيد، لهزَموا جحافل الأعداء، و لو تصافحَت قلوبهم كما تتصافح أيديهم، لقضوا على عوامل الفُرقة، و لو تبسَّمت أرواحهم كما تبسَّمت شفاههم، لكانوا مع أهل السماء، و لو لبسوا أكمل الأخلاق كما يلبسون أفخر الثياب، لكانوا أجمل أمة على الأرض"، فهذه دعوة لكل المتخاصمين في صباح العيد إلى أن تتصافح قلوبهم كما تتصافح أيديهم؛ روى ابن السُّنِّي و الطبرانيُّ عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ((أيَعجز أحدُكم أن يكون كأبي ضَمضَمٍ؟))، قالوا: مَن أبو ضمضم يا رسول الله؟ قال: ((كان إذا أصبح قال: اللهمَّ إني قد وهبتُ نفسي و عِرضي لك، فلا يشتم من شتَمَه، و لا يَظلِم مَن ظلَمه، و لا يَضرب مَن ضربَه)).

نحن في هذا اليوم جدير بنا أن نمدَّ أيدينا بالمصافحة، و ألسنتَنا بالكلام الطيب، و قلوبنا بغَسلِها مِن الأضغان و الأحقاد و الشَّحناء و البغضاء؛ فيجب اليوم أن تتواصَلَ أرحامُنا، و تتقارَب قلوبُنا؛ هذا هو جوهر العيد في الإسلام.

مميِّزات العيد في الأمة الإسلامية:

تتميَّزُ الأعيادُ الإسلاميةُ عن أعيادِ الأممِ الأخرى و عن الأعيادِ البدعيةِ بمزايا عدة؛ منها: 
 أنَّها ربانيةٌ، أمرَ اللهُ سبحانه بها، و بلَّغَها الرسولُ صلى الله عليه و سلم قولاً و فعلاً و إقرارًا لأمَّته.


 أنها تجيءُ بعدَ موسمينِ عظيمين و بعدَ أداءِ ركنين من أركانِ الإسلام.


• أن إطعامَ الفقراءِ و إغناءهم في هذَين اليومين واجبٌ أو فضيلةٌ تتضاعفُ بشرفِ الزمان.


 ليسَ في أعيادِنا استباحةٌ للمحرَّمات؛ فلنا أن نفرحَ و نلهو بكل حلالٍ لا حرجَ فيه على الدِّينِ أو المروءة.


• أنهما يَجيئانِ في جميعِ فصولِ السنةِ كمزيةٍ للتقويمِ الهجري، خلافًا لأعيادٍ محبوسةٍ على فصولٍ لا تَبرحها.


 أنها فرصةٌ لاجتماعِ الأمةِ على مستوياتٍ مُختلفةٍ في الصلواتِ و اللقاءاتِ العائليةِ و الإقليميةِ، أو على الصعيدِ الطاهرِ في الموسمِ الميمون.


 أنها خُصَّت بأسماءٍ شرعيةٍ مثل: "الفطر" و"الأضحى" و"يوم الجوائز" و"يوم الحج الأكبر".


 أن العيدَ عبادةٌ و تعبيرٌ عن السعادةِ بتمامِ الطاعةِ و سؤالِ القبولِ منَ الرب الكريم.


 أعيادُنا شُرعت لذكرِ الله و شكرِه و تكبيرِه و حمدِه؛ فهي أنسٌ بالله و فرحٌ بدينه، مع ما فيها من جوانبَ دنيوية.


 الفضائلُ الكثيرةُ ليومِ الجمعة؛ و يكفي أن اللهَ سبحانه أضل عنه أهلَ الكتابِ، و هدانا له، و جعلَهم لنا تبعًا.

أعيادنا و العالمية:

معَ ما تتميَّز به أعيادنا من تلك المزايا و غيرها، إلا أننا نلاحظُ أن عيدَ الأمةِ المحمديةِ ليسَ لهُ من الحضورِ العالمي ما لأعيادِ النصارى التي يتَسامعُ بها الناسُ شرقًا و غربًا، و تتعطَّلُ لأجلها المصالحُ و الأعمالُ، و يحتفلُ بها أهلُها بعزةٍ و غيرُهم بذلَّةٍ و ضَعَةٍ! و من تلك الأعياد أيضًا جَعْلُ الجمعةِ سابعَ أيامِ الأسبوعِ، و هو أوَّلُها بنصِّ الحديثِ الصحيحِ عن نبينا عليه الصلاة و السلام، و قد يهونُ علينا خطبُ الإهمالِ من قِبَلِ الأممِ الأخرى، بيدَ أننا نقفُ كثيرًا عندَ انصرافِ عددٍ من البلدانِ و المجتمعاتِ الإسلاميةِ عن أعيادِنا التي تُمثلُ خصيصةً سياديةً للبلدِ و أهله.

و من مفرداتِ هذا الانصرافِ الذهولُ عن فضائلِ يومِ الجمعةِ و صرفِ خيريتهِ تجاهَ السهرِ قبلَه، و داخلَ الفُرشِ الوثيرةِ خلاله، وك ذلك ضمورُ الفرحِ الشرعي بالأعيادِ خلافًا لما يحدثُ أيامَ ميلادِ المسيحِ عليه السلام، و رأسِ السنةِ الميلاديةِ في كثيرٍ من بلدانِ المسلمين المأمورينَ باجتنابِ شهودِ الزور، و مِن المُؤسِفِ أن يُعظِّمَ اليهودُ يومَ سبتِهم متجاهلينَ المصالح الدولية، و لا نفعلُ شيئًا معقولاً من ذلكَ تجاهَ أعظمِ أيامِ الأسبوعِ حتى و لو كانت مصالحُ الآخرين تحتَ سيطرتِنا ليستمرَّ العالم في غفلتهِ عن أعيادِنا.

كيف تَسعد و تُسعد من حولك في العيد في ظلِّ طاعة الله؟
 حاول الاستيقاظ مبكرًا و الاستعداد بالاغتسال، و الترتيب، و تناول بعض التمرات، و التوجُّه لمصلى العيد، و إظهار السعادة، و الجهر بالتكبير.

 ألقِ السلام على مَن تُقابل مِن إخوانك و إن لم تكن تَعرفهم، و تبسَّم لهم؛ فتبسمك في وجه أخيك صدقة.

 اجعل معك بعضَ المال مِن فئات نقدية مُختلفة، و اجعل بعضها مع أبنائك، و أَسعِد قلوبَ الفُقراء، و عوِّد الأطفال على الاقتداء بك، و إن كنتَ ترى أنهم لا يستحقُّون الصدقة، فلا تردَّهم في هذا اليوم، و أعطِ مَن تظنُّ عدم حاجته مِن المال ذي الفئة القليلة، و مَن تظن فيه الفاقة أعطه مِن المال ذي الفئات الأكثر.

 بعد عودتك من الصلاة اجعل الوالدين أولَ من تهنئهم بالعيد، فطيب لهم الكلام، و أَسمعهم من دعواتك الصادقات ما يُسعد قلوبهم، و بادر بتهنئة الأهل و الأصدقاء.

 الخادمات و مَن في حالهنَّ: كثير مِن بيوت المسلمين به خادمة أو أكثر، فما أجملَ أن تجعل لهنَّ ربةُ البيت هديةً رمزية في يوم ترى فيه السعادة تَعلو الوجوه، و يحنُّ قلبُها إلى وطنها، فما أكثر ما يجلب العيد من ذكريات!

 زيارات الأهل و صِلَة الأرحام: لنجعل منها هذا العام شيئًا جديدًا، فلنصحَب في زياراتنا بعض المطويات، أو نُنظِّم بعض المسابقات الخفيفة مخلوطة بالدعابات اللطيفة، التي تجمع بين التذكير بالله و تنشيط الأذهان، و تُضفي على الجو من السعادة ما يبعث على الراحة المنشودة.

 التصدي للمُنغِّصات: قد يأتيك مَن يُحاول أن ينغِّص عليك في العيد و يَحرمك سعادتك في هذا اليوم، و يَبدو أن البعض قرَّر أن يتخصَّص في هذا الجانب، لكن عليك أن تستعد لمثل هذه الزيارات المفاجئة، و أن تتصدى لها بكل هدوء، و تُدرِّب نفسك على مقابلة هذا الأسلوب بما يليق بك و بخلقك الكريم.

 لعلك تعلم من الأصدقاء - أو حتى العمال - مَن هو بعيد عن وطنه و أهله، فأدخل الفرحة على قلبه بدعوته في هذا اليوم و إشراكه معك في أجواء المرح و الترويح عنه بكل ما يتيسر لك.

 اجعل لأهلك مفاجأةً سارَّةً، و لو بشيء يسير، لكن احرص على عُنصرِ المُفاجأة؛ فإنَّ لها على النفس مفعولاً ساحرًا.

 نظِّم - بالاشتراك مع أبنائك - جدولاً لجميع أيام العيد، و حدِّد معهم الأماكن التي يُفضِّلون زيارتها، و ليكن هذا التنظيم قبيل يوم العيد.

 لا تجعل الفرحة تُنسيك ذكر الله و تذكير الناس، فاحرص على الأذكار و تلاوة ورد مِن القرآن، و قراءة كتب الخير النافعة.

 احرص على ألا تكون مسرفًا في العيد؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَ آتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ وَ ابْنَ السَّبِيلِ وَ لَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَ كَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 26، 27]، و الأموال التي ينفقها بعض المسلمين في المتنزَّهات و أماكن اللهو في العيد صارت مخيفة، و تجنَّب الشح أيضًا؛ فلا تَقتُر على نفسك و أهلك في يوم فرحهم، و خيرُ الأمور الوسط.

 تذكَّر و ذكِّر مَن حولك بأعياد المسلمين، و أنها عيد الفطر و عيد الأضحى فقط، و أن ما سوى ذلك لا يعدُّ الاحتفال به إلا تشبهًا بالكفار، و قد جعلوا غالب أيام السنة أعيادًا!

 أَكثِر من الدعاء لإخوانك المنكوبين في العيد، و تذكَّرْ حالهم، و احمد الله على ما منَّ به عليك، و ادع الله أن يفرِّج كروبهم، و أن يُغيِّر حالهم.

سُنن ينبغي إحياؤها يوم العيد:

مِن الأمور التي ينبغي التذكير بها: أحكامُ صلاة العيد، و ما يَفعله المسلم في يوم العيد من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم؛ فمن ذلك:

أولاًينبغي للمسلم أن يحرص يومَ العيد على الاغتسال و الطيب؛ فقدِ استحبه طائفةٌ من أهل العلم، و ثَبَتَ عن ابن عمر أنه كان يغتسل قبل أن يغدو إلى الصلاة؛ [موطأ مالك (1/ 189)]، و استحبَّ بعض أهل العلم إزالة شَعرِ الإبْطَين، و تقليم الأظفار، و ما يَتْبَع ذلك؛ لأنَّ ذلك مِن تمام الزينة، و لبس أحسن ما يجدُ من الثياب؛ فقد ثبَت عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين؛ [سُنن البيهقي (3 / 281)].

قال ابن القيم رحمه الله: "و كان صلى الله عليه و سلم يلبسُ للعيدين أجملَ ثيابه، فكانت له حُلَّةٌ يَلبسها للعيدين و الجمعة"؛ [زاد المعاد (1/ 441)].



ثانيًا: يُستحبُّ قبل خروجه إلى الصلاة في عيد الفِطر أن يأكل تمراتٍ وِترًا، و الوِترُ: إما أن يكون ثلاثًا، أو خمسًا، أو سبعًا؛ فعن أنسٍ رضي الله عنه قال: "ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغدو يوم الفِطر حتى يأكُلَ تَمراتٍ، و يأكلهنَّ وِترًا" [البخاري: 953].


ثالثًايستحب له أن يذهبَ من طريقٍ و يرجع من آخَر؛ فعن جابر رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا كان يوم عيدٍ خالَف الطريق؛ [صحيح البخاري: 986]؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].


رابعًا: السنَّة أن تكون الصلاة في مصلَّى العيد، و ليس المسجد، و هذا هو المعروف مِن فعله صلى الله عليه و سلم و مواظبتِه، كما رجَّحه جمعٌ من أهل العلم.


خامسًالم يَثبُت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه صلى قبل العيد أو بعده نافلةً في المُصلى؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما: "أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم خرَج يوم الفِطر، فصلى ركعتين، لم يصلِّ قبلها و لا بعدها"؛ [البخاري: 989]، لكن إذا كانت الصلاة في المسجد؛ فإنه يُصلي تحية المسجد ركعتين؛ فعن أبي قتادة السلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ((إذا دخل أحدكم المسجد، فلا يجلس حتى يركعَ ركعتين))؛ [البخاري: 444].



سادسًا: إذا رجع إلى بيته، يُشرع له أن يصليَ ركعتين؛ فعن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يُصلِّي قبل العيد شيئًا، فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين"؛ [ابن ماجه: 1293].


سابعًا: يُستحَبُّ التكبير من غروب شمس ليلة العيد، و أوجَبَه بعضُ أهل العلم؛ لقوله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَ الْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَ مَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، و يُكبِّر مِن حين خروجه من بيته حتى يأتيَ الإمام إلى المُصلى، و هذا التكبير مشروعٌ باتفاق الأئمة الأربعة، و جاء عن ابن عمر أنه كان يخرج للعيدَين من المسجد، فيُكبِّر حتى يأتي المُصلى، و يُكبِّر حتى يأتي الإمام؛ [الدارقطني: 4]، و عن ابن مسعود أنه كان يقول: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، و الله أكبر الله أكبر، و لله الحمد"، و يُستحبُّ التكبير في المساجد و المنازل و الطرُق؛ [مصنَّف ابن أبي شيبة (2 / 167)].


ثامنًاتأكُّد صلاة العيد على الرجال و النساء، و رجَّح جمعٌ من أهل العلم الوجوب، و استدلُّوا بحديث أم عطية أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم أمَر بها العواتق - أي: البالغات - و الحُيَّض، و أمَر الحُيَّض أن يَعتزلنَ المُصلى، و يَشهدنَ الخير و دعوة المسلمين؛ [البخاري: 980].


تاسعًا
التهنئة بالعيد؛ فقد نُقل عن بعض الصحابة أنهم كانوا يقولون في العيد: "تقبل الله مِنا و منكم"؛ كما ورد ذلك عن العلماء.


من أحكام عيد الفطر:

حكم صلاة العيدَين:

صلاةُ العيدَين: الفطر و الأضحى، كل منهما فرض كفاية، و قال بعض أهل العلم: إنهما فرض عين كالجُمعة؛ فلا يَنبغي للمؤمن تركُها.

صفة صلاة العيد: صفة صلاة العيد أن يَحضر الإمام و يؤمَّ الناس بركعتَين، قال عمر رضي الله عنه: "صلاة الفطر ركعتان، و صلاة الأضحى ركعتان، تمام غير قصْر على لسان نبيكم، و قد خابَ مَن افترى"؛ [رواه النسائي (1420)].

زكاة الفطر  و الحِكمة في إخراجها:

إنها زكاة للأبدان، و إنها طهرة للصائم، و طُعمة للمساكين؛ فعن ابن عباس قال: "فرَض رسول الله صلى الله عليه و سلم زكاة الفطر طُهرةً للصائم منَ اللغو - و هو: ما لا خير فيه مِن الكلام - و الرفثِ - و هو: ما فحش مِن الكلام - و طعمةً للمساكين، مَن أداها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، و مَن أداها بعد الصلاة، فهي صدقة من الصدقات"؛ [رواه أبو داود (1609)، و ابن ماجه (1827)]، و إسناده حسن - إن شاء الله.

و زكاة الفِطر تَجِب بغُرُوب شمس آخر يوم من رمضان، و تخرج من غالب طعام أهل البلد، و إخراج القيمة مُختلَف فيه، فمَن أسلم أو وُلد قبل غروب الشمس، و دام وجوده إلى الغروب، وجبَت عليه زكاة الفطر، و إن وجد ذلك بعد الغروب أو مات قبل الغروب، لم تَجب؛ لأنه لم يوجد سبب الوجوب و هو غروب شمس آخر يوم من رمضان، و الأفضل إخراجها قبل صلاة العيد؛ فعن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بزكاة الفطر أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة؛ [رواه البخاري (1503)]، و يَحرُم تأخيرُها مِن غير عذر عن صلاة العيد.

و تجب على كل مسلم؛ ذكرًا أو أنثى، صغيرًا أو كبيرًا؛ فعن ابن عمر قال: "فرَض رسولُ الله صلى الله عليه و سلم زكاة الفطر صاعًا مِن تمر، أو صاعًا مِن شَعير، على العبدِ و الحُرِّ، و الذكَر و الأنثى، و الصغير و الكبير من المسلمين، و أمر بها أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة"؛ [رواه البخاري (1503)، ومسلم (984)]، فلا تَجب على الكافر.

و مصرفها مصرف الزكاة، و الأَولى أن تقصر على الفقراء و المساكين.

و أخيرًا: عيدكم سعيد مبارك، و تقبَّل الله منا ومنكم.

رابط المقالة :

https://www.alukah.net/spotlight/0/88178/

قراءة 1005 مرات آخر تعديل على الخميس, 06 حزيران/يونيو 2019 06:43

أضف تعليق


كود امني
تحديث