قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 17 حزيران/يونيو 2019 10:15

امتحان القلوب

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 بوابة الشام تفتح لجيش النبي صلى الله عليه و سلم، وهو يدلف إليها عبر الصحراء الممتدة ما بين المدينة المنوّرة إلى تبوك، و ذلك في مستهل شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة النبوية الشريفة، والنبيّ يدرك بعد الشقّة و طول السفر و شدّة الحرّ، فيبيّن وجهته للنّاس ليستعدّوا بما يستطيعونه من قوّة و متاع و ركوب، و يأتي عثمان بن عفان رضي الله عنه بما يمتلكه ليضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم، ليجهز به جيش العسرة، و في مدينة النبيّ قلوب كسيرة وعيون تفيض من الدمع، يحزنهم ألّا يجد رسولهم ما يحملهم عليه، و هم لم يعتادوا التخلّف عنه في غزوة غزاها، يتولّون من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وأعينهم تفيض من الدّمع ألّا يكونوا في طليعة جيش النبي مع أصحابهم و إخوانهم، يحبسهم الفقر، و قلوبهم ترافق الحبيب في مقصده، و قلبه معهم يشهد لهم بصدق الإيمان و صدق النفرة و صدق الولاء لله و لرسوله 
و في المدينة منافقون تخلّفوا بالأعذار الكاذبة، و يتعللون بالخوف من الفتنة و قد سقطوا فيها، و ياذن لهم النبيّ بالتخلّف عنه و قد أدرك كذبهم و عرف نفاقهم، فلم يحزنه إركاسهم، و لم يفتّ في عضده تخاذلهم 
و في المدينة ثلاثة نفر تخلّفوا كسلا و ركونا إلى الدعة، وهم هلال بن أمية، و مرارة بن الرّبيع، و كعب بن مالك، و ما في قلوبهم نفاق و لا ريبة، ولا استخفافا بأمر نبيّهم و لكنها الدنيا حين تستميل القلوب، و تعدها بالراحة و الدعة، ويحدّث كعب بن مالك نفسه ساعة بعد ساعة باللحاق برسول الله صلى الله عليه و سلّم ثم يقعد عن ذلك حتى أبتعد الجيش أميالا، وأغرب في ارتياد الصحراء اللاهبة، وطوى البيداء قاصدا وجه الله، داعيا إلى الحقّ، و مستبقا خطوات العدو المتربص في بلاد الشام وغيرها من القوى المحيطة بدولة الإسلام التي بدأت ترسم على وجه الكون ملامحها و تنشر عليه رايتها العادلة. 
و أظلّ رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا من غزوة تبوك، و بدأ بالمسجد مصليّا كعادته كلما عاد من سفر، و أقبل المخلّفون على النبي يحلفون و يعتذرون، فقبل منهم و وكل سرائرهم إلى الله، و جاء كعب بن مالك، الصحابيّ الشاعر الصّادق الذي لم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم الا يوم بدر، و قد كثر فيه المتخلفون لعدم معرفتهم بأن هناك حربا ستقع، امّا هذه الغزوة فقد عرف كعب بامرها، و أدرك مشقتها و وعى أهميتها، و قلّب الشاعر الصّادق وجوه الأعذار، فإذا بها كّلها تمر من بوابة الكذب القبيحة، فآلى ان ّلا يكذب نبيه القول، فأتاه و جلس بين يديه، فتبسّم له الّنبي المحب المشفق تبسم المغضب قائلا:ما خلّفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك ؟ و تنطلق كلمات الصدق من اللسان الصادق و قد أيقن القلب المرهف ان الصدق منجاة فقال : و الله ما كان لي عذر، و ما كنت أيسر مني حين تخلفت عنك. 
و تنطلق الكلمات المنصفة العادلة، أمّا هذا فقد صدق، فقم حتّى يقضي الله فيك، و تسري الأوامر النبوية المطاعة في المدينة بمقاطعة الثلاثة الذين خلّفوا دون عذر، و كعب يصلّي في المسجد الصلوات الخمس، و يردّ السلام على الحبيب فلا يدري أتحركت شفتا النبي بالردّ أم لا. 
خمسين ليلة مرّت على كعب و صاحبيه، و قد وجفت قلوبهم، و ذابت أكبادهم شوقا لمحادثة رسول الله، و الأصحاب الأحبّة، و ترد على كعب الدعوة من ملك الغساسنة، يدعوه فيها إلى القدوم عليه معزّزا مكرما، و كان له مقدّرا و لشعره ذوّاقا، فلا يجد كعب في هذه الدعوة إلّا امتحانا جديدا و بلاء ثقيلا، فيحرق الرسالة رافضا أن يترك مدينة فيها حبيبه و صفيّه و نبيّه و يطلع فجر الليلة الخمسين و كعب يصلّي على سطح منزله، وإذا الفجر يطلع ببراءة القلب التقيّ من النفاق، و بالتوبة الخالصة على الرّوح الصافية، و يخفق القلب الحزين برنّة الفرح في صوت البشير الصارخ : يا كعب بن مالك أبشر} 
و يتامّم كعب مجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم و الناس له مهنئين بتوبة الله عليه و على صاحبيه، و ينظر كعب إلى وجه الرسول صلى الله عليه و سلم، و قد أضاء بالفرح، يبرق من السرور، و يقول:{أبشر بخير يوم مرّ عليك منذ ولدتك أمّك{
و ينسلخ كعب بن مالك من ماله إلى الله و رسوله، فرحا بتوبة الله عليه فيأمره النّبي ان يمسك عليه بعض ماله، فيقول كعب :يارسول الله إنما أنجاني الله بالصدق، و إنّ من توبتي ألّا أحدّث إلا بصدق ما بقيت، والله ما علمت أن أحدا من المسلمين أبلاه الله تعالى في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن مما أبلاني و الله ما تعمّدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم إلى يومي هذا، و إنّي لأرجوالله تعالى أن يحفظني فيما بقي} {ربنا هب لنا لسان صدق و مقعد صدق عندك يارب العالمين).

رابط المقالة :

https://www.sarayanews.com/article/478641

 

قراءة 1038 مرات آخر تعديل على الخميس, 20 حزيران/يونيو 2019 16:42

أضف تعليق


كود امني
تحديث