قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 07 آذار/مارس 2020 15:58

الأخلاق الإسلامية بين المسؤولية و الجزاء

كتبه  الدكتور عبد الحليم عويس رحمه الله
قيم الموضوع
(0 أصوات)
 

في التشريعات الوضعية تستطيع أن تتجنب كل أعمال الخير، و أن ترتكب كل المحرمات التي يبيحها القانون الوضعي كالزنا و شرب الخمر و القمار؛ دون أن تشعر بمسؤولية ما دمت لا تعرف الله و لا الدين، و دون أن تخشى الجزاء؛ لكن الأمر على العكس من ذلك في الإسلام؛ فالأخلاق ترتبط ارتباطاً عضوياً في المنظور الإسلامي بقاعدة أساسية هي:

لا أخلاق بدون التزام... ليس بالمعنى الإلزامي القانوني الظاهري فحسب، و لكن بالمعنى (الإلزامي الداخلي) الذي يواجه بقوة داخلية الانحراف العشوائي نحو الشهوات، أو نحو التقصير في الواجبات الأخلاقية، قال تعالى: ﴿ وَ لاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللهِ ﴾ [ص: 26]، ﴿ فَلاَ تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَن تَعْدِلُوا ﴾ [النساء: 135].

و القوة الباطنية الملزمة، و هي تلك القوة الموجهة الفطرية، التي تستطيع أن تميز بين طريقي الخير و الشر ﴿ وَ هَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ ﴾ [البلد: 8]، و تضغط لترجيح كفة الخير ﴿ وَ أَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 40-41].

إن هذه القوة الباطنية تعتمد على أن في نفس كل إنسان طاقة نورانية يمكن له بالعقل الواعي البصير أن يشعلها (بأن يقرأ في كتاب فطرته النقية - ما سبق أن فطرها الله عليه -) و بعبارة أخرى فإنه عندما يرجع أشد الناس إلحاداً إلى سلطة العقل فإنه لا يفعل سوى الإنصات إلى ذلكم الصوت الإلهي الذي يتكلم في داخل كل منا، دون أن يذكر اسمه، و هو ينطق صراحة، عندما يتحدث إلى المؤمن) [1].

و يتصل بهذه الفكرة الأساسية الفطرية في التصور الأخلاقي في الإسلام و هي فكرة (الإلزام) فكرتان أساسيتان ناتجتان عنها، تستلزم إحداهما الأخرى، و هما:

أ) فكرة المسؤولية.

ب) و فكرة الجزاء.

فأما المسؤولية، أي التكليف بمعناه الإنساني العام، فتحدده تلك الآية القرآنية الكريمة: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَ الأَرْضِ وَ الْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهَا وَ حَمَلَهَا الإِنْسَانُ ﴾ [الأحزاب: 72].

و يرى الدكتور (محمد عبد الله دراز) أن هذه المسؤولية تتفرع عنها ثلاثة أنواع من المسؤولية: مسؤولية دينية، و مسؤولية اجتماعية، و مسؤولية أخلاقية محضة، و يجمع هذه المسئوليات الثلاث تلك الآية القرآنية الكريمة التي تقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27]، و أما فكرة الجزاء، فتأتي كرد فعل طبيعي على الموقف الأخلاقي الذي التزمنا به و تحملنا مسؤوليته؛ بأعبائها الشخصية و الاجتماعية.

و أنواع الجزاء التي يقول بها باحثو الأخلاق الإسلامية ثلاثة:

1- جزاء أخلاقي يغلب عليه الشعور النفسي، كما أنه قد يساعد النفس على الاستزادة من الالتزامات الأخلاقية؛ فيكون هذا أيضاً نوعاً من الجزاء، و كما يقولون: (فإن الحسنة تلد حسنة)؛ كما أن المعصية تلد معصية. هذا بالإضافة إلى تلك السعادة الروحية التي تغمر النفس، حين تشعر بأنها أدت واجباً أخلاقياً، و لعل في حديث الرسول - عليه الصلاة و السلام - ما يؤكد هذا المعنى: (إذا ساءتك سيئتك و سرتك حسنتك فأنت مؤمن)[2].

2- جزاء قانوني: و هو جزاء يتمثل في الحدود التي جاءت بها الشريعة من قصاص و رجم وجلد و غيرها.

3- جزاء إلهي: و يتمثل في نوعين من الجزاء.

أ) جزاء دنيوي عاجل، و إن كان غير كامل؛ لأن الدنيا بطبيعتها غير كاملة: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97].

ب) و جزاء أخروي آجل، يمتاز بالوفاء و الكمال: ﴿ إِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [آل عمران: 185]، ﴿ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [المؤمنون: 111].

و يقف وراء هذا البناء الأخلاقي الإسلامي ركنان أساسيان؛ يفرقان بينه و بين سائر النظريات الأخلاقية الوضعية، و هذان الركنان هما:

أ- النية، أي الباعث الداخلي.

ب- الدافع، أي الهدف و الغاية: (و نلاحظ ضمناً ارتباطهما بالجزاء الأخروي و بمراقبة الله).

فمهما تكن مادة العمل جميلة و طيبة المظهر، فإن افتقاد أي عمل، عبادة، كان أو معاملة، للنية السليمة الخيرة، و للهدف السامي العلوي، يجعلان أي عمل - مهما كان (أخلاقيّاً) - عملا نفعيّاً أو تجاريّاً، لا يمت إلى بناء الأخلاق الإسلامية بصلة. و عن الركن الأول: النية قال - عليه الصلاة و السلام -: "إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى"[3]، و عن الركن الثاني: الدافع قال صلى الله عليه و سلم عندما سأله رجل من الأعراب: يا رسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، و الرجل يقاتل ليُذكر، و الرجل يقاتل ليُرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"[4].



[1] محمد عبد الله دراز: دستور الأخلاق في القرآن، ترجمة: عبد الصبور شاهين، طبع دار الرسالة، ص36.

[2] المرجع السابق: فصل (الجزاء).

[3] رواه البخاري.

[4] (متفق عليه).

الرابط : https://www.alukah.net/web/aweys/11392/119157/

قراءة 950 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 11 آذار/مارس 2020 12:48
المزيد في هذه الفئة : « سلوك غير لائق حركة القلب 1 »

أضف تعليق


كود امني
تحديث