قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 14 آذار/مارس 2020 18:46

حركة القلب 1

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

استغناء القلب عن جميع المخلوقات لا يكون إلاّ إذا استعان بالغني الحميد، و لهذا من توكل على الله فهو حسبه، و من توكل عليه عزّ و جل فهو أقوى الناس، و من توكلّ على المخلوقين فهو أضعف الناس، و التوكل على الله له لذّة في النفس، و انشراح في الصدر، كما أنّ له غنية و كفاية، و قوة في اليقين و العلم و لهذا من توكل على الله فهو حسبه، و من توكل على شيء وكلّ إليه، كما أنّ مراقبة المخلوقين هو من أعظم ما تتفرق به القلوب و يوجد بها من الضيق بحسب تعلق القلب بغير الله.

كل يستنصر بما يعظم، فمن نصره الله فلا غالب له، و من أعزّه الله فلا مذلّ له، و من استغنى بالله فهو أغنى الخلق، و من أذلّ الله فلا معزّ له، و العز قد يكون في الظاهر، كم من عزيز في الظاهر هو ذليل عند الله و عند الناس، و كم من ذليل في الظاهر هو عزيز عند الله و عند الناس، الموفق من وفقه الله كل ما سوى الله تعالى فهو مربوب و لهذا لا يطلق اسم الرّب معرفاً إلاّ على الله عزّ و جل، أماّ مقيدا مثل : رب الدار فجائز.

كل ما سوى الله مربوب مخلوق مفطور، فقير إلى الله محتاج معبّد، الله وحده من بيده مقاليد الأمور و هو الخالق الرازق المتصرّف في خلقه بما يشاء، هذا يدل على أنّ الخلق فقراء إلى الله عزّ و جل، محتاجون إلى ربهم فيما تقوم به حياتهم في الدنيا و هو الرزق، و إلى ما تقوم به مصالحهم في الآخرة و حياتهم في الآخرة و هي العبادة، و لهذا هناك تذكير بهذا في سورة الفاتحة لأن الخلق ضعفاء لا حول لهم و لا قوة لهم إلاّ بالله، لا بدّ من التوكل على الله في الأمرين، و التوكل على الله في عبادته أعظم من التوكل على الله في الدنيا تمس الحاجة على التوكل على الله في الدين أعظم من التوكل على الله في الدنيا لأن بالتوفيق في الدين تأتي الدنيا و ليس العكس، إذا أراد الله أن يرزق عباده أنواع الثمار يرزقهم الماء، إماّ ماء المطر أو المياه الجوفية، هذه سنة الله في خلقه، تستخرج المياه بحول الله و تيسيره، الذي يملك الرحمة هو الله، و الذي يملك كشف الضر هو الله وحده، لا يملك الناس شيئا إلاّ بإذن الله تعالى.

الناس يسيرون بما في قلوبهم من المحبة، من أحبّ الدنيا عمل لها، الذي يستظل بشجرة لا يبني تحتها قصر. القلب إذا ذاق حلاوة الإيمان لم يكن له شيء أحلى من العبادة، أما هذه الدنيا فهي ذاهبة هذا الدين كلما ازددت فيه كلما أصبحت منشرحا الصدر و مقرب إلى الله عزّ و جل، و يصرف عنك المعاصي و الفواحش و قرّب قلبك إليه عزّ و جل.

أشياء كثيرة مؤثرة في الإيمان، منها الصور المحرمة، و من الناس من يجذب قلبه الشرف، و ما يقول الناس فيه، إن مدحوه ربما أطاعهم و ربما عبدهم، ترضيه الكلمة و تغضبه الكلمة، فهمّه نظر الناس إليه، و ما يقولون فيه، و هذا من أعظم المصائب، كما أنّ مراقبة المخلوقين هو من أعظم ما تتفرق به القلوب، و يوجد بها من الضيق بحسب تعلق القلب بغير الله عزّ و جل، المخلص يستوي عنده الذّم و المدح، طلاّب الدنيا إذا لم تعطهم ذموك، يمدحون و يذمون بأهوائهم، لا يلتفت إليهم، إذا ذمّ أهل البدع رجلا نعلم أنّه رجل صالح، ذم أهل البدع من مفاخر أهل السنّة، و مدحهم لرجل نعلم منه أنّه رجل سوء، العاقل قد يختار ذم الناس و يخشى مدحهم لأن ذلك غرور، السلف ما كانوا يغترون بمدح الناس، العاقل يعرف نفسه، الإنسان إذا انقاد إلى الناس لا بدّ أن يرضيهم، و إذا أرضاهم ربما قصّر في دينه، و إذا استقام الإنسان أتته كل هذه الأمور، الذكر الحسن، و الثناء الحسن، و الدنيا و المال.

كذلك من تعلق بالرئاسة و غيرها.

أطعت مطامعي فاستعبدتني           و لو عصيتها لكنت حرا

ليس هناك أشرف للإنسان من أن يتحرر من كل هذا بعبودية الرحمان، الطمع غل في العنق و في الرجل الطمع فقر، و إن أحدكم إذا يئس من شيء استغنى عنه، القلوب فقيرة إلى الله من كل الوجوه، و الناس محتاجون إلى ربهم في كل حين، و متى استعانوا بالله أصبحوا أقوياء، و إلاّ كادتهم أعداءهم و الشياطين، و أصبحوا نهبة لهم، و هذا ما رغب الله فيه في سورة الفاتحة، لا قوة إلا بالله و لا حول إلا بالله، يحتاج الإنسان إلى صلاح قلبه، و هو أن يكون محبا لله، محبا لما يحبه الله تعالى، مقبل على طاعته.

قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى:"ما عالجت شيئا أشدّ عليّ من نيتي لأنها تتقلب علي ".

حركة القلب حركة عظيمة مؤثرة في الإنسان، القلوب لا بدّ أن تنشغل، إذا اشتغل بمحبة غير الله انشغل عن محبة الله، و الناس يسعون في تحقيق ما يحبون، لا يترك محبوب إلاّ لمحبوب.

الحركة المؤثرة هي حركة القلوب، إذا صلحت القلوب بالمحبة صلحت الجوارح، لا ينبغي لمخلوق أن ينشغل قلبه بغير الله عزّ و جل.

قراءة 1015 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 18 آذار/مارس 2020 19:55

أضف تعليق


كود امني
تحديث