(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 06 كانون2/يناير 2013 09:36

مهمة فريدة

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

خذ وقتك في اكتشاف ما تحب، لا يعرف معظم النّاس ما يحبّون حقيقة أو ما يناسب أسلوبهم في الحياة، إنّنا عندما نخطئ في اختياراتنا نكتشف ما يناسبنا تماما فهذه الأخطاء تعلّمنا. ها هو عام من حياتنا ينقضي فهل تعلمنا من أخطائنا ؟ هل حققنا الجودة في اختياراتنا  و حياتنا  و أعمالنا ؟ عندما نتذوق الجودة يصعب علينا بعدها التأقلم مع الرداءة.

هل تعلمنا أنّ الجمع بين الكيف و الكم لا يستطاع، و أن التوسع في الكم يؤثر في الكيف  بالضرورة أنّ المطلوب من أمّة الإسلام أن تركز على الكيف لا على الكم و إلاّ انطبق عليها وصف الغثائية(غثاء كغثاء السيل)كما أخبر النبي صلّى الله عليه وسلم ، و الغث :هو المتفرق و الخفيف ، وياللأسف هذا حال الأمّة.

فكل عيوبنا و مآسيناالصغيرة  والكبيرة ليست إلاّ فرصا لنتعلم من خلالها  وأن نتعرف على أنفسنا  وأن ننضج. الناس يتفاوتون  وتوجيه الناس توجيها واحدا لا يراعى فيه أحوالهم مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم و هذا خلل في الأمّة.

ذكر شيخ الإسلام أنّ الرجل قد يقوم بعمل فاضل باعتبار جنس العمل، لكن لا ينتفع به لعدم قدرته عليه أو لعدم إتقانه له، لهذا يجب أن يتعرف كل منّا على نفسه و ميوله  و قدرته : إذا قام العبد بعمل فاضل لكن لا يطيقه  و لا يتقنه هذا قد يكون فتنة لنفسه  و الناس لعجزه عنه، و لهذا قال النبي صلى الله عليه  وسلم :(عليكم من العمل ما تطيقون)فاشتغال الإنسان بما يتقن هو أفضل ما يكون في حقه.

إذا عندنا نوعان :الأول :تفاضل العمل بحسب جنسه. و هذا الذي تكلّم فيه العلماء كما أشار إليه ابن تيمية: أن الذكر هو أفضل الأعمال بعد الواجبات. و الثانية باعتبار ما يكون في المعينين فإنه قد يكون العمل المفضول في حق فلان من الناس أفضل من العمل الفاضل.

كذلك يختلف الأمر حسب الأزمنة. فإنّ إجابة المؤذن أثناء الآذان مقدمة على قراءة القرآن و هو من جنس الذكر لأن ما يفوت يقدم على ما لا يفوت .

ينبغي أن تراعى أحوال الناس فيما يوجّهون إليه في العلم و العمل. هناك من يريد أن يكون الناس كلهم طلبة علم  أو  كلهم أئمة  أو خطباء مساجد. هذا خطأ، فالنبي صلى الله عليه و سلم كان يوجه للجهاد من كان قادرا عليه، و كان يتعهد من كان له عناية بالعلم  أكثر من غيره، وكان يستشير أهل الخبرة  و ذوي  الأسنان كأبي بكر و عمر رضي الله عنهما، و يتعهّد ابن عبّس و هو غلام صغير و أبيّ بن كعب و أبا هريرة بالعلم، و كان يبعث خالد بن الوليد لقيادة الجيوش  وأسامة بن زيد، هذا يدلّ على تفاوت أحوال الناس.

لم يوجّه النبي صلّى الله عليه وسلم النّاس توجيها واحدا، وقد منع صلّى الله عليه وسلّم بعض أصحابه  و هم من أفضل الأمة من الإمارة، و قال(إنك ضعيف و إنّها أمانة )هذا تقرير لهذا الأصل، لأن الناس قد يكون بعضهم قويّا في دينه لكنّه ضعيف في تحمّل أعباء الإمارة. الناس يتفاوتون. كان "فيكتور فرنكي" وهو معتقل قديم في سجون النازية  وهو عالم نفس نمساوي شهير قد وضع في أثناء اعتقاله نظاما فلسفيا هو العلاج اللفظي « logo thérapie » كان يؤكد أنّ على واحد منّا اكتشاف مهمّته  و هي مهمّة فريدة لا يمكن لأحد سواه أن ينجزها سواء كان ذلك في الفنون  أو زراعة الحقول  أو في دور الوالد أو الابن  أو الزوج ، حتى يعرف معنى الحياة فنحن نتعرف على أنفسنا بالسعي وراء الكمال.

قراءة 2101 مرات آخر تعديل على الإثنين, 12 تشرين2/نوفمبر 2018 15:05