قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 25 أيار 2020 17:51

تقريب القلوب

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله وصحبه الطيبين و بعد:

تقريب القلوب لدعوة الناس للحق ، و وسيلة الرفق و اللين لهي من أعظم وسائل الدعوة، قال تعالى:( اذهبا إلى فرعون إنّه طغى . فقولا له قولا لينا لعلّه يتذكر أو يخشى) 43.44 طه.

و فرعون طاغية، هذا مما يدل على اللين، نتعجب اليوم كيف ذهب الرفق، ذهب اللين عن الكثير من الناس، و يتهم من استعمل اللين و الرفق و يوصف أنه مضيع و مميع، هل لما استعمل الرسول صلى الله عليه و سلم اللين فهو مضيع حتى نبتت طائفة لا يعرفون إلاّ الشدة، الخطأ هو تجاهل هذا المسلك العظيم، مسلك الرفق، كل واحد منّا يكره الشدّة، حتى و إن لم يهتدي المدعى اصبر لعلّ الله يهدي قلبه فرعون لم يستجب و مات على الكفر، و الله كان يعلم ذلك، و مع هذا أمر موسى و هارون عليهما السلام أن يخاطباه باللين و الرفق، المقصود هو هداية القلوب، و ان يكون للناس اقتناع بالدعوة، حتى و إن لم يرجع، حاول مرة، و مرتين حتى يرجع.

هداية الناس مقصد عظيم ( أن يهدي الله على يديك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) قالها رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي رضي الله عنه، اسأل نفسك كم رجع من رجل إلى الهداية على يدي ؟ كم رجع إلى السنة على يدي ؟ يرجى أن يحصل لك من الأجر على قدر من اهتدى، و عمل بالحق، إذا منّ الله على الإنسان بالهداية و التوفيق عليه أن يحرص على هداية الخلق و استقامتهم، ابذل كل الأسباب لهداية الخلق، و هي الأسباب الشرعية، تألف الناس، و اعتني بهم، و تعهد أحوالهم، كل هذه وسائل للدعوة. هناك وسائل عادية مثل الكتب، و مكبر الصوت، و الأجهزة الحديثة، و وسائل تعبدية و هي ما ذكره الله في القرآن :( ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة) النحل 125، و لا يمكن إجراء التغيير فيها مثل خطبة الجمعة، و العيدين، أمّا العادية فهي غير مقصودة لذاتها و لكن مقصدها لغيرها، أما الوسائل البدعية فهي ما يدعيه البعض أنّ الأناشيد، و التمثيل، و الخروج للدعوة، يخرجون الناس من مكان إلى مكان، يعطلون الناس و أنفسهم عن مصالحهم، السفر للدعوة يكون للعالم إلى مكان الدعوة، أو سفر المسلم إلى العالم، أما خروج العوام إلى العوام للدعوة فهو بدعة محدثة، أهل السنة بريؤون من هذه البدعة، و نحن نعتقد أنّه لا هداية للناس إلاّ بالكتاب و السنة.

الرفق و اللين من أعظم الوسائل الناجحة للدعوة، هناك المخاطبة بالألقاب، أي أنك تخاطب المدعوا باللقب المحبب إليه، الشيخ قد يطلق على حتى على الكافر، كما وصف رسول الله صلى الله عليه و سلم عمه بالشيخ و كان كافرا، بعض الناس عنده حرج إذا أطلق شيخ أو أستاذ، و قد كتب رسول الله صلى الله عليه و سلم :( إلى هرقل عظيم الروم) الكنية فيها إكرام لتألف الناس، إذا وجدت المدعو يقابلك بالشدّة فاصبر على هذا، و قابل باللين، هذا ما أمر الله به قال تعالى:( و اصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل و لا تستعجل لهم) 35 الأحقاف، هذا خطاب النبي صلى الله عليه و سلم و لغيره من الأمة، يقول دعوت و لم يستجب، دعوت و لم يستجب، هناك من يموت و لا يستجيب، ينظر الداعية إلى الأنفع.

المداراة هي اللين، دون أن يتنازل عن شيء من الدين، و المداهنة هي ترك شيء من الدين، التفريق بين المداراة و المداهنة، المداراة مطلوبة و هي من الحكمة، و هي المتعلقة بالطريقة، و هي اللين، ملاينة الناس في المعاملة، و الخطاب، و البشاشة، حتى لا ينفروا منك قال تعالى:(و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) و أنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فكيف بغيره، كل شدّة في المعاملة هي سبب في نفور الناس.

المداهنة هي ترك شيء من الدين، يصانعون الناس، أهل البدع همهم تجميع الناس، و لا يهتمون بأمر العقيدة، و أمر السنة، ليس المقصود و تجميع الناس و كثرة الأتباع، لا نترك شيء من السنة من أجل فلان، نحن غير مسؤولون عن فلان دخل أو خرج من الدين، نحن مسؤولون أمام الله عن قول الحق، ليس همنا تجميع الناس، همنا إقامة السنة.

النبي صلى الله عليه و سلم كان يسلم على الكبير و الصغير، و يغشى الناس في أسواقهم، يصبر على أذاهم، و لم يترك شيء من الدين لأجلهم، المداهن يتقرب إلى الناس بترك شيء من الدين، بعض الدعاة يقولون لا بأس أن نحلق شيء من اللحية لأجل أن يقبل الناس منّا الدعوة، أو نجلس معهم في مجالسهم نشاركهم في شرب الدخان، و نجالس النساء نجاريهم في بعض الأمور حتى نصل إلى قلوبهم قبل أن يدعوا إلى الدين لا بدّ أن يكون مهتديا في نفسه، كان النبي صلى الله عليه و سلم من أحسن الناس خلقا، و كان لينا لطيفا، لا يترك شيء من الدين.

قراءة 860 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 27 أيار 2020 08:36

أضف تعليق


كود امني
تحديث