قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 01 حزيران/يونيو 2020 09:54

كيف نستعيد الرشد مرة أخرى؟

كتبه  الأستاذ جودت سعيد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الرشد و مرحلة الرشد هو بلوغ الإنسان مرحلة التمييز بيّن الصفقة المربحة و الخاسرة و من هذا الباب قوله تعالى: (و ابتلوا اليتامى فإذا

بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم) أي اختبر اليتامى الذين تتولون أمورهم إذا بلغوا النضج الجسدي فإذا تبينتم من

سلوكهم و تصرفاتهم الرشد و آنستم ذلك فيهم فسلموا لهم أموالهم هذا قانون اجتماعي في ولاية القاصرين و اختبارهم فيما إذا تجاوزوا

القصور حتى يترك لهم حرية التصرف في أموالهم : يقال في القصص التي تروى في هذا الموضوع أن ولياً ليتيم كان يدير أموره و كان

يسجل هذا الولي في سجل أموال اليتيم و استثمارها النفقات و المكاسب و مرة اطلع القاصر على هذا السجل فرأى فيه مبالغ أُنفقت على

نعال للجمال فتساءل القاصر و هل الجمال توضع لها نعال؟ فقال الولي للقاصر يا بني إذا صرت تفهم هذا فخذ أموالك و تصرف بها لقد

بلغت الرشد و الذي أريد أن أقوله و تتغلب على الحقائق الاجتماعية أسميها هكذا بدل أن أقول عنها (=السحر و الوهم والجهل) فكيف نأخذ

بيد الشعوب القاصرة و نأنس منهم الرشد و كيف نختبرهم لنعرف أنهم رَشدوا أو بلغوا الرشد.

 

إن هذه الشعوب لا يمكن حمايتها إلا بالوعي و إخراجهم من ظلام الجهل إلى ضياء العلم ولكن إذا كان الذي سيخرجه من الوهم هو الذي

يستفيد من عيش هذه الشعوب في الوهم فكيف يكون الخلاص أو استعادة الرشد و من هنا صرت أشعر من أن الإنسان في حاجة إلى السماء

ليحرر فهم الإنسان.

 

و لهذا نجد أن الأنبياء و حدهم هم الذين جاءوا بالنظرية الاجتماعية الحقيقية و ليس بالنظرية الوهمية و العالم إلى الآن يعيشون النظرية

الوهمية و لم يعترفوا بقدرة الإنسان على الفهم فكما ولي اليتيم سلم لليتيم أمواله حين فهم أن الجمال لا حاجة لها بالنعال كالخيل فكذلك سيسلم

المستكبرون في الأرض الأرض و الأموال و الثروات و البشر لأهلها حين يبدؤون الوعي و الفهم و من دون حروب تحرير الوعي و ما

أدراك ما الوعي إن العلم يرفع هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون إنما يتذكر ألوا الألباب. العقائد الاجتماعية التي كانت تسيطر

على الناس في سابق الأيام كانت عقيدة مخفية مسلم بها و متواطئ ضمنا عليها دون إعلان لانها مسلمة من المسلمات أن أفضل أستخدام

للإنسان يكون بتخويفه و إكراهه و تهديده و ليس بإقناعه فهذه المسلمة حكمّت التاريخ الماضي و لا يزال وإن كان هناك نسمات منعشة أو

ألوان زاهية بدأت تهب أو تظهر في خضم المآسي والظلمات.

 

و لكن الأنبياء جاءوا بنظرتهم بوضوح فاقع و إن لم يتمكن الناس أن يفهموا عليهم لطول عهدهم بالخضوع للإرهاب و الإكراه والتخويف لا

حرج من أن يخاف الإنسان ولكن أن يخاف من الخوف الحقيقي لا من الخوف الوهمي لهذا إبراهيم أبو الأنبياء كان تحرر من الخوف

الوهمي و شعر أن الخوف الحقيقي شيء آخر هو أن يبيع نفسه بثمن بخس لهذا إبراهيم قال في حواره مع قومه لما خوفوه من آلهتهم أن

يمسوه بسوء (و حاجة قومه قال أتحاجوني في الله و قد هدان و لا أخاف ما تشركون به ... و كيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم

أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطان فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن

و هم مهتدون و تلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم).

المعرفة تحرر الإنسان هكذا تحرر إبراهيم و كشف الأوهام و الأصنام و لم يعد يخاف بل الخوف في أن يفقد الإنسان المعرفة و العلم و يتبع

الوهم و يخضع للسحر و لسلطان القوة و ليس لسلطان العلم و القوة الصحيحة من ذرية قوة العلم و سلطان العلم و الآن آخر ما يتلمس ما

بعد الحداثة السلطة و المعرفة هل المعرفة هي السلطة أو السلطة نتيجة المعرفة في إنجيل يوحنا هذا الذي يقرره إبراهيم هنا يقوله إنجيل

يوحنا فيقول :(تعرفون الحق و الحق يحرركم ) حين نعرف قانون الله ونعرف الخطأ من الصواب و تعرف أن الجمال ليس كالخيل يدق

على أرجلها الحديد هذا لا يحتاج لإعلان حرب و لشهر السيف.

 

و لكن هذا الوعي كان نادراً جداً خلال التاريخ بل كان الهلاك يصيب الأمم ولم يكن هناك من ينجو من الهلاك و القرآن يستثني أمة واحدة

قوم يونس يقول الله (فلو لا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا و متعناهم

إلى حين). إن تتبع أحداث التاريخ و خضوع الناس للوهم و السحر شيء يدعو إلى الأسف و لكن قلة معرفة الناس بالتاريخ ووسائل نقل

المعرفة كانت تحول دون ذلك فكيف لا يكون الأمر كذلك في تلك الأيام و ها نحن أولاء نعيش هذا العصر ولا قدرة لنا على أن نقرأ التاريخ

و نرى الإستثناءات العجيبة التي هدمت في هذا العصر فمثلاً إذا كان الله يستشهد بقوم يونس فإننا يمكن أن نستشهد باليابان الذي استسلم

بدون قيد أو شرط و وقع وثيقة الاستسلام المطلق فهذا البلد استطاع أن يتحرر و ينهض و يصير فيمن في مقدمة العالم من غير قوة غير قوة

العلم الذي ينبت منه كل القوى و العلم هو الذي ينسخ ما فات أوانه.

 

إن هذا البلد النائي الذي لا سعة في أرضه ولا ثروات كبيرة فيها إنهم استطاعوا أن يتحرروا من دون حرب و لا قنابل نووية و هم وحدهم

دون سائر العالم الذين ذاقوا داهية القنبلة النووية قبل كل الناس و ما أظن أن أحداً بعدهم سيلقى عليه مثل هذه المدمرات يكفي أن يلدغ

الإنسان من جحر مرة واحدة حتى لا يكرر الخطأ مرة أخرى إذا كان الله يأمرنا أن نعتبر بالذين هلكوا و يحذرنا أن نصير إلى مثل ما

صاروا إليه كذلك يذكر لنا الشواذ النادرين في التاريخ أمماً و أفراداً لقد ذكر القرآن موقف فرد واحد من آل فرعون شهد للحق و قال رجل

مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله و قد جاءكم بالبينات من ربكم و إن يكن كاذباً فعليه كذبه و إن يك صادقاً

يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن

جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد و قال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم

نوح و عاد وثمود والذي من بعدهم و ما الله يريد ظلماً للعباد). إن القرآن يبرز موقف رجل واحد من أمة بأكملها ويعرض حججه

التاريخية و ما حدث للأمم و يتبع منهج المعرفة التاريخية و مصائر الأمم وكذلك يذكر قصة مؤمن آل ياسين ( و جاء من أقصى المدينة

رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين ...) الاستشهاد بالتاريخ مواقف الأمم و مواقف فرد معين من قضيةٍ ما .

 

نحن نريد أن يأتي من أقصى الأرض مرة أخرى من يقول أليس منكم رجل رشيد ( يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم

مهتدون ) إن من شأن الرسل ليس أن يأخذوا أجراً على العلم و المعرفة إنهم لم يكونوا يؤمنون بملكية الأفكار ولا بالتجارة بالأفكار .

إن الذين يتاجرون بالأفكار هم الذين يتاجرون بالأسلحة فهذا هو مرض العالم كيف نستعيد الرشد من التاريخ؟ إن التاريخ هو الأستاذ الذي

يردنا الله إليه(سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين). الآن انظروا أليس اليابان فقط الذي تحرر بدون قتل أمريكي واحد ولا

ياباني واحد من الاستسلام المهين بالأفكار و ليس بالسلاح و لكن انظروا الى التاريخ هناك نموذج فريد آخر متطور.

أوربا التي تتحد بدون أن يخسر أحد شيئاً و يربح الجميع لا الملك و لا الرئيس و لا الأمير لا يخسرون لا أرضاً ولا مالاً و لا حدوداً و لا

ثروة إنه كله إنه حدث جديد في التاريخ و لكن كما خسرنا حدث محمد (ص) بالخوارق كذلك الآن نفس الحدث الأوربي بأنه ليس أمراً

بشرياً و قانوناً يمكن أن تتفهمه وإنما هو سحر و خوارق و ليس من معلم إلا التاريخ و إلا الآلام إن لم يكف ما سبق انتظروا ما سيأتي و لن

يغير الله قوانينه بالخوارق و إنما بأن تغيروا ما بأنفسكم.

الرابط : https://www.jawdatsaid.net/index.php?title=%D9%83%D9%8A%D9%81_%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B4%D8%AF_%D9%85%D8%B1%D8%A9_%D8%A3%D8%AE%D8%B1%D9%89%D8%9F

قراءة 853 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 03 حزيران/يونيو 2020 08:43

أضف تعليق


كود امني
تحديث