قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 25 تموز/يوليو 2020 05:58

ضبط العقل

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

بالعقل يرتفع الإنسان بين الناس، و ينخفض به، يمدح به و يذم، ضبط العقل، و مراعاته، و صحته يمدح المرء بهذا، كما أنّه يذم بنقص العقل، قد تكلم العلماء و الحكماء في هذا، بل جاءت الأدلّة في مدحه، و قد أثنى الله تعالى في كثير من النصوص على مدح العقل، كثير من الآيات يعقلها أهل التفكر أهل التدبر، أولوا الألباب.

العقل هو ما يعقل من السفه، و هو يعقل صاحبه عمّا لا يليق، سئل الإمام ابن المبارك يوما :" ما أعظم ما أعطي الإنسان فقال : غريزة عقل، فإن لم يكن كذلك، قال: فأدب حسن، قيل فإن لم يكن ذلك، قال : موت عاجل."

العقل مراتب، ذكر ابن حبان في روضة العقلاء أن أول العقل الأدب، أن يكون الرجل أديبا، ثم أريبا، ثم لبيبا ثم عاقلا، الأدب و هو حسن التصرف، و الدرجة الثانية أريبا أي بصيرا بالأمور ذو فطنة و ذكاء، ثم لبيبا فطنا ذكيا يتنبه للأمور، و اللبيب بالإشارة يفهم، و إذا اكتملت فيه هذه الأمور يكون عاقلا.

و العقل ذكر العلماء أن منه ما هو فطري, و منه ما هو مكتسب. حال الناس اليوم، فيهم نقص في العقول، لكن لا ينتبه كثير من الناس إلى نقصهم، و إنما يعرف هذا أهل العقول، و لهذا متى يعلم الإنسان جهل الناس يحمد الله على العقل، و كذلك إذا كان المرء عاقلا عرف سفه الناس.

قد قيل يعطى الناس العقول حسب زمانهم، و هذا الزمن يغلب عليه الطيش، و بعض الأزمان الماضية يغلب عليها العقل، كعصر السلف.

العقل قد يكون فطري، و قد يكون مكتسب، و المكتسب ينميه الإنسان بالعلم، و قد صنفت في ذلك كتب كيف يكون الإنسان عاقلا ؟ يتعلم العقل، و التعلم قد يكون بالتلقي، و قد يكون بالمجالسة، و المصاحبة، بالاقتداء بأهل العقول، و لهذا أكثر الناس حكمة و فهما الذين يجالسون العلماء، و أقل الناس عقلا هم الذين يجالسون الصبيان و السفهاء، و لهذا ترى الرجل عاقلا ثم يدخل السوق للتجارة مدّة فترى تغيرا في عقله لكثرة مجالسة أهل السفه، كذلك الصبيان، من أكثر مجالستهم يتنزل عقله حتى تراه في تصرفاته كأن عقله عقل صبي، كذلك من جالس النساء غلب عليه طبع النساء.

العقل الفطري مثل الأرض الطيبة التي تنبت الزرع، و العقل المكتسب كالبذر و الماء إن أضيف إلى الأرض أثمرت و أينع ثمرها، و إن تركها و أهملها فسدت، الإنسان قد يكون له عقل فطري و لكن لا يثمر، بعض الناس له عقل فطري لكن لم ينمه و لو نماه لأصبح من أعقل الناس.

قد يذهب العقل بعد وجوده بمخالطة أهل السفه، كذلك العلم و الحكمة.

علامات العقل :

يعرف الرجل بعقله بأدبه في المجالس، و ما زال العقلاء ينتقدون الناس في المجالس، يعرف العاقل كيف يجلس، و أين يجلس، و كيف يبدأ الكلام، و متى يتكلم و متى ينصت و يصمت.

لا ينبغي للإنسان أن يذل نفسه، يعرض نفسه للهوان، يدخل في مكاسب يكون فيها عرضة لذم الناس ويقف موقف الشبهات، و العقلاء يؤثرون ما ينبغي إيثاره على ما سواه، و يختارون ما ينبغي اختياره و هذا علامة العقل، فإن الذي لا يميّز بين الأقوال حسنها و قبحها ليس من أهل العقول الصحيحة، قال تعالى :( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله) الزمر 18لأحسن الأخلاق و الأعمال، ( و أولئك هم أولوا الألباب) أي العقول الزاكية كما فسر الشيخ السعدي رحمه الله تعالى. قال ابن حبان في روضة العقلاء :" عمود السعادة العقل، و رأس العقل الاختيار" .

العاقل لا يغتر بالأمور الموجودة عند الناس و هي من الخير، مثل المال، قد يوجد المال عند من هو ليس بعاقل، فلا تغتر بكثرة ماله، وقد يوجد الجاه عند من ليس بعاقل فلا تغتر بجاهه، حتى العلم قد يوجد عند من ليس بعاقل لأن العلم بالتعلم، قد يتعلم الإنسان لكن قد لا يكون عنده عقل.

كانوا يعدون من الحكمة أن لا يخاطب الناس بالعلم إلاّ إذا كانوا على استحقاق له، و لا يخاطب السفاء بالعلم، و لهذا تجد الرجل عنده علم، و هو كثير الدخول في الفتن، كلما كانت فتنة تجد له رسالة أو شريط، قد يكون عنده علم، و لكن ليس عنده عقل، الذي عنده عقل قد يتجنب هذه الأمور.

لا ينبغي للعاقل أن يجيب عن كل فتنة حدثت، لا ينبغي للعاقل أن يقوده السفهاء  و الصغار ( أي في العلم) و يصبح كالألعوبة في أيديهم، يشرقون به و يغربون، مرة يطلبون منه أن يمدح فلانا، و مرة ان يذمه، و يخطئ و يصوّب، و إذا جمعت هذا الكلام تجد فيه التناقض، لأنه لا يقوده علم و لا حكمة إنما هو طيش. على الأنسان أن يتعلم العقل، أن يكون عاقلا.

قراءة 830 مرات آخر تعديل على الإثنين, 27 تموز/يوليو 2020 18:25

أضف تعليق


كود امني
تحديث