قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 07 أيلول/سبتمبر 2020 06:42

الــغــلــــــو يــفــســد كـــل جــمـيــــل

كتبه  الأستاذ عبد العزيز كحيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الغلوّ هو الزيادة عن الحدّ و تجاوزه، يشير إلى المبالغة و التطرف، وهو ضد الاعتدال و التوازن، يحدث في كل الفضاءات و الأعمال الإنسانية حتى التديّن، و قد ذمه الله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم:
-قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَ لَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَ ضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ – المائدة77.
-يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَ لَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ- النساء 171.
-يا أيُّها النَّاسُ إيَّاكم و الغُلوَّ في الدِّينِ فإنَّهُ أهْلَكَ من كانَ قبلَكُمُ الغلوُّ في الدِّينِ- ابن ماجة
إذا نظرنا في الدنيا حولنا وجدنا ان الله تعالى خلق كل شيء جميلا، الأشياء المادية و المعنوية (كالمشاعر) جميلة و إنما تفسد و تفقد رونقها بسبب الغلوّ فيها أي بسبب تصرف الانسان.
-السكّر، الملح، الدسم عناصر ضرورية لتغذية جسم الإنسان و منحها الطعم و الذوق، يفقد الطعان نكهتها بدونها، لكن الإكثار منها يسبب أمراضا خطيرة، هكذا يفسد الغلوّ الأشياء الجميلة، فهو يجعل من الشجاعة تهوّرا و من الصراحة وقاحة و من الجُبن La lâcheté حكمة (و ما هو بحكمة إطلاقا)…
– العقل نعمة كبرى و الغلوّ فيه يؤدي إلى الإلحاد أو الاستهانة بالوحي، و هذا الغلوّ خلْف لادينية الحضارة الغربية و كونها عوراء تنظر بعين واحدة، عرجاء تمشي على قدم واحدة، و خلف انحراف مثقفين ينتسبون للإسلام.
– الترفيه ضروري للحياة فإذا دخله الغلوّ فتح باب العبث و عيشة اللغو و التفاهة، و التهم الأموال الطائلة التي من المفروض ان ترفع المستوى المعيشي و توفر البنى التحتية و المرافق الضرورية للحياة.
– للتصوّف السنّي دور فاعل في تهذيب النفوس و تنمية الجانب الروحي و تنقية القلوب وفق منهج التخلية و التحلية لكن الغلوّ فيه يُخرجه عن نسق السنة و الجِدّ و يُحيله إلى رهباية و شطحات فكرية و سلوكية يرفضها الشرع، حيث قصر الدين على الأذكار –الشرعية و البدعية – و التسليم للظلمة و المحتلين، و سحب الاسلام من جنبات الحياة ليبقى فقط على مستوى الضمير و الممارسات الفكلورية، أي يصبح عائقا في طريق تقدم الأمة و مرتعا لما لا يرضي الله تعالى.
– الاشتغال بأمور العقيدة مقصد نبيل لكن الغلوّ فيه يُخرج المسلمين من العمل إلى الجدل، و يصبح التوحيد -و هو ركن الاسلام الركين – مجرد علم كلام يضرّ و لا ينفع، يمزق الصف المؤمن و لا يجمع الكلمة، كما نرى في واقعنا البئيس.
– الحب و البغض: هما من المشاعر الانسانية الأساسية، و قد أُمرنا بأن نجعلهما في الله، نحب محابه و نبغض مباغضه، فإذا خالطهما الغلوّ انقلبا إلى ضدهما، الغلوّ هو الذي جعل النصارى يؤلهون عيسى بن مريم -عليه السلام -، و جعل الشيعة يكادون يؤلهون أهل البيت -رضي الله عنهم -، و جعل اليهود يصفون المسيح بأقبح الأوصاف، و جعل ابن ملجم «يتقرب» إلى الله بقتل رابع الراشدين، لذلك ورد في الأثر: «أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، و أبغض بغيضك هوما ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما».
– و قبل كل هذا الغلوّ مرفوض حتى في عبادة الله كما أرشد الرسول صلى الله عليه و سلم الصحابة الثلاثة حين رآهم بالغوا في العبادة إلى درجة الانقطاع عن الدنيا، و قال: «من رغب عن سنتي فليس مني» عَنْ أنسٍ -رَضْيَ اللهُ عنه – قال: جاء ثلاثةُ رهطٍ إلى بيوتِ أزْواجِ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه و سلَّم -، يسْألونَ عن عبادةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه و سلَّم، فلمَّا أُخبروا كأنَّهم تَقالُّوها، و قالوا: أين نحن من النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه و سلَّم -؛ قد غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذنبِه و ما تأخَّر؟! قال أحدُهم: أمَّا أنا فأصلِّي الليلَ أبدًا، و قال الآخرُ: و أنا أصومُ الدَّهرَ و لا أُفْطرُ، و قال الآخرُ: و أنا أعتزلُ النِّساءَ فلا أتزوَّجُ أبدًا، فجاء رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه و سلَّم – إليهم فقال: «أنتم الذين قُلتُم كذا و كذا؟! أما و اللهِ إنِّي لأخشاكم للهِ و أتقاكم له، لكنِّي أصومُ و أفطرُ، و أصلي و أرْقدُ، و أتزوَّجُ النساءَ، فمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتي فليس مِنِّي» – متفق عليه.
و معلوم أن التوازن الميكانيكي -في عالم الفيزيا – يستمر ما لم تخلّ به قوة خارجية، أي النظام قائم في أصله على التوازن، بعيدا عن الغلوّ… فالاعتدال هو الحل.

الرابط : https://elbassair.org/10602/

قراءة 783 مرات آخر تعديل على الإثنين, 07 أيلول/سبتمبر 2020 08:25

أضف تعليق


كود امني
تحديث