قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 23 أيلول/سبتمبر 2020 17:21

لله العزة جميعا

كتبه  د. عامر غضبان
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قول الله تعالى: {مَن كان يريدُ العزةَ فللهِ العزةُ جَميعاّ إليهِ يَصعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ و العملُ الصالحُ يرفَعُهُ و الذين يَمكُرون السَّيئاتِ لهم عذابٌ شديدٌ و مَكـُر أولئك هو يَبُور} [فاطر:10]

بيان صريح، و نداء واضح: لله العزة جميعاً، و إذا أراد المرء أن يبتغي العزة، فلا يبتغها إلا من الله، و لا يتقرب لأي مخلوق راجياً عنده العزة، و إلا لن ينال العزة، و لا بعضاً منها، لأن العزة لله جميعاً.

و الاعتزاز بالله تعالى إنما يكون بطاعته و ابتغاء مرضاته. و كما نرى أولئك البشر الذين يبتغون العزة عند أمثالهم من البشر، نراهم مبادرين لطاعتهم، باحثين عما يحقق رغباتهم، فإن الاعتزاز بالله تعالى يتطلب من العبد بذل جهده في طاعة الله تعالى و الإطالة في السير في طريق مرضاته، و لله المثل الأعلى.

إن طريق الاعتزاز بالله يبدأ بطاعة الله تعالى حين تقابل أمره، و تسمع نداءه، و تعلم أنك مقصود في هذا الموقف بأن تختار بين طاعته و معصيته، فتختار طاعته في موقف الاختيار.

ثم بعد ذلك، تلتزم طاعة الله تعالى في هذا الأمر و هذا الموقف كلما تكرر، فيصبح اختيارك الأول تطبيقاً دائماً، و علامة تميز بها طريقك.

وبعد ذلك، إذا ذقت حلاوة الإيمان و لذة الطاعة، و عرفت معنى العزة التي تكون من الله تعالى، نتيجة لاتباع أمره، ستجد نفسك محباً للسير أكثر في هذا الطريق، تبتغي التقرب لله تعالى بمزيد من الطاعات، باحثاً عن رضا الله تعالى في كل موقف، أو باحثاّ عن كل موقف فيه رضا الله تعالى، حتى تصبح عادة المرء و دأبه أن يؤثر رضا الله تعالى على كل رضا، و أن تشغله محبته عن كل محبة. و يشعر في نفسه و يشعر الآخرون من حوله أنه عزيزٌ بالله سبحانه و تعالى، و أن الله تعالى وليه و ناصره.

إنه طريق الاعتزاز بالله تعالى: بطاعة الله تعالى، ثم لزوم أمره، و التقرب إليه، و غايته إيثار الاعتزاز بالله على الاعتزاز بأي مخلوق.
و من أول مظاهر ما يهبه الله لعبده من العزة أن يتكفل له بأمره، و يغنيه عن مخلوقاته، كما وصف ذلك النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث: “من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مُؤْنة الناس، و من التمس رضا الناس بسخط الله وَكَلَه الله إلى الناس” [أخرجه الترمذي].

و كما بيَّن هذا الحديثُ الشريف، فإن من أول مظاهر عزة الله لعبده أن يكفيَه مؤنةَ الناس، أما من حرَمه اللهُ العزةَ فهو يَكِلُ أمره للناس، و يحرمه من رحمته تعالى، و هو أرحم الراحمين. و هذا مما كان يعلمنا نبينا صلى الله عليه و سلم أن نستعيذ منه، فعن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: “دعواتُ المكروب: اللهم رحمتَكَ أرجو، فلا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفَةَ عَين، و أصلِح لي شأني كلَّه، لا إله إلا أنت” [أخرجه أبو داود].

إنه معنى الاستسلامِ الكامل لإرادة الله تعالى، و التسليمِ بقضائه، و الثقةِ بأن رحمتَه سبحانه بعباده أوسعُ من رحمتهم بأنفسهم.
و من مظاهر هذا الاستسلام لله الذي تعقبه العزة بالله، أن يتبع المرء ما أمره الله تعالى به، حتى و إن لم يكن ظاهراّ لديه أن سيعزّه، و من أبلغ و أظهر مواقف الإختبار هذه: التواضع لله، و العفو عن عباده. و هما موقفان ذكر النبي صلى الله عليه و سلم عنهما أنه: “ما زادَ اللهُ عبداً بعفوٍ إلا عزّاً، و ما تواضعَ أحدٌ للهِ إلا رَفعَه اللهُ” [أخرجه مسلم].

و لنذكر أن التواضع و العفو أمران مخالفان لهوى العُجب و الانتقام، و فيهما اختبار لا يقدر على تجاوزه كثير من الناس، لكن من وفّقه الله و مكَّنه من اختيار طاعة الله و إيثار مرضاته، كان في منزلة عالية يستحق معها أن ينال العزة بالله تعالى.

***

لقد وصف الله تعالى نفسه في الآية الكريمة بأنه {إليهِ يصعدُ الكَلِمُ الطيِّب و العملُ الصالحُ يرفعُه}، و في هذا بيان لمن يبتغي العزة من الله تعالى بأن ذلك يكون بالكلم الطيب و العمل الصالح، الذي يصعدُ إلى الله تعالى و يتقبلُه الله تعالى. فمن ابتغى العزة من الله تعالى عليه أن يُصلِح عملَه ظاهراً و باطناً، حتى يكون أرجى لقبوله من العزيز واهبِ العزة سبحانه و تعالى.

أما الذين فسدت أعمالهم فقد وصفهم الله تعالى في الآية أنهم الذين {يمكرون السيئات}، و السياق في الآية الكريمة عن إصلاح العمل الظاهر و الباطن، و قد قيل في معنى {الذين يمكرون السيئات} أقوال، من أقواها أنهم المراؤون بأعمالهم، و لعل وجه المكر في أعمالهم أن ظاهرَها الصلاح، و باطنَها الفساد، فهم يبتغون العزة من المخلوقات بأعمال لا تصلُحُ أن تُعمل إلا لله تعالى.

و قد توعد الله تعالى هؤلاء في هذه الآية بأن لهم عذاباً شديداً، و هذا يشبهُ وعيد الله للمصلين المرائين في قوله سبحانه {فويلٌ للمصلِّين، الذين هم عن صلاتِهم ساهُون، الذين هم يُراؤون، و يَمنعون الماعون} [الماعون:4 -7].

و توعَّدهم الله أيضاّ بأن مكرَهم سوف يبور، أي أن ما قدموه من عمل أرادوا ظهور صلاحه بمكرهم سيظهرُ فسادُه، و لا يكسب الإنسانُ منه خيراً. و هذا جزاء من حسب أنه يخادعُ الله تعالى بمكره، وا للهُ أسرع مكراّ، {فمَن كان يرجو لقاءَ ربه فليَعملْ عملاً صالحاً و لا يُشركْ بعبادة ربه أحداً} [الكهف:110].

الرابط : https://alfajrmg.wordpress.com/2015/05/09/%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b2%d8%a9-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d8%b9%d8%a7/#more-1115

قراءة 766 مرات آخر تعديل على الخميس, 24 أيلول/سبتمبر 2020 08:00

أضف تعليق


كود امني
تحديث