قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 27 أيلول/سبتمبر 2020 15:10

معيارية التجديد في الكتاب و السنة

كتبه  الأستاذ مسعود صبري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تعد قضية التجديد من أكثر القضايا المتداولة في زماننا، فالكل ينادي بالتجديد، و يطالب به، و كل فريق يرى نفسه هو المعيار على مفهوم التجديد.

فما هو التجديد حسبما جاء في القرآن و السنة، و ما هي أهم صوره؟ و كيف تتجلى دلالات التجديد من خلال الانضباط العلمي الذي يزيل كثيرا من اللبس و يقلل الاختلاف بين متنازعيه؟

التجديد في القرآن الكريم

لم يرد التجديد بلفظه في القرآن الكريم، و إن كان القرآن من مقاصده التجديد، و هو دائما متجدد، كما جاء في الحديث: “و لا تشبع منه العلماء و لا يخلق عن كثرة الرد، و لا تنقضي عجائبه..” ([1]). أي أنه لا يبلى، بل متجدد بشكل دائم، فإن كانت الثياب تبلى من كثرة الاستعمال، و تنتهي وظيفتها، فإن القرآن دائم يتجدد، فيجد العلماء فيه من المعاني مالم ينكشف في العصور السالفة.

و من رسالة القرآن تجديد الوحدانية، و ذلك أن الله – تعالى – أخذ العهد على الناس و هم في الأصلاب أن يؤمنوا به و يوحدوه، كما قال تعالى: (وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)([2])، و لتجديد هذا العهد أرسل الله – تعالى – الرسل ليذكروا الناس بهذا العهد المأخوذ و الوفاء به.

و قد جاء في الحديث القدسي هذا المعنى من خلق الناس على فطرة التوحيد، غير أن الشياطين بدلته في الناس كفرا و إلحادا؛ فعن عياض بن حمار قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم):  “يقول الله إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، و حرمت عليهم ما أحللت لهم”([3]).

و هذا ما يؤيده أيضا حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال ( صلى الله عليه و سلم):  “كل مولود يولد على الفطرة” وفي رواية “على هذه الملة فأبواه يهودانه، و ينصرانه، و يمجسانه، كما تولد بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟”([4]).

و لهذا جاء في حديث عن الأسود بن سريع من بني سعد قال: غزوت مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم) أربع غزوات، قال: فتناول القوم الذرية بعدما قتلوا المقاتلة فبلغ ذلك ( صلى الله عليه و سلم) فاشتد عليه ثم قال “ما بال أقوام يتناولون الذرية” فقال رجل يا رسول الله أليسوا أبناء المشركين؟ فقال “إن خياركم أبناء المشركين. ألا إنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة، فما تزال عليها حتى يبين عنها لسانها فأبواها يهودانها و ينصرانها” قال الحسن: و الله لقد قال الله في كتابه (وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) الآية([5]).

ولما كانت فطرة الناس على التوحيد، وتغيرت هذه الفطرة من خلال الشياطين أو من فعل بني البشر، ممن يغيرون ملتهم و ملة أبنائهم، كان بعث الرسل من أجل تجديد الغاية الكبرى من الإرسال و الكتاب، و هي إعادة التوحيد في قلوب و حياة الناس.

و لهذا أوضح الله – تعالى – هذه الغاية من بعث الرسل فقال: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَ كَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا([6]).

و قد جاء في حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم) “لا أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها و ما بطن. و لا أحد أحب إليه المدح من الله عز و جل، من أجل ذلك مدح نفسه. و لا أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك بعث النبيين مبشرين و منذرين”. و في لفظ آخر “من أجل ذلك أرسل رسله و أنزل كتبه”(([7].

و إن كان الإصلاح من معاني التجديد، فإن من أهم أهداف القرآن الكريم الإصلاح، كما قال تعالى: (وَ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا)(([8]، و قال أيضا: (وَ مَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَ أَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)([9]).

و نلخص من هذا أن القرآن – و إن لم يتناول لفظ “التجديد”-، فإن مفهومه من أهم المحاور التي ركز عليها القرآن الكريم، سواء أكان تجديدا للتوحيد، أو تجديدا لرسالة الإصلاح في الأرض.

معنى التجديد في السنة

أما السنة فقد أوردت لفظ التجديد، و رسخت أيضا معانيه، فقد ورد اللفظ في حديث أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه و سلم):  “إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها”([10]).

و المقصود بتجديد الدين أي إحياء ما اندرس من معالم الدين، و انطمس من أحكام الشريعة و ما ذهب من السنن، و خفي من علوم الشريعة و التزكية و الأخلاق ([11]).

كما بيَّن الرسول ( صلى الله عليه و سلم) أن الإيمان يبلى في نفس الإنسان كما يبلى الثوب، و هو يحتاج إلى تجديد و إعادة الروح و النشاط فيه؛ فقال ( صلى الله عليه و سلم):  “إن الإيمان يخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله – تعالى – أن يجدد الإيمان في قلوبكم” ([12]).

كما جاء التجديد بمعنى الإعادة في قوله ( صلى الله عليه و سلم):  “لا تسبوا الدهر، فإن الله عز و جل قال: أنا الدهر، الأيام و الليالي لي أجددها و أبليها و آتى بملوك بعد ملوك”([13]).

 صور التجديد

 ومن خلال النظر إلى تعريف التجديد في اللغة و الاصطلاح و القرآن و السنة، يمكن أن نضع صورا للتجديد، هي:

الصورة الأولى:

إحياء ما اندرس من المفاهيم الشرعية المستمدة من الكتاب و السنة، و التصدي للبدع التي تظهر من حين لآخر، و رد الناس إلى جوهر الإسلام الصحيح([14].

فالتجديد ” لا يعني أبدا التخلص من القديم، أو محاولة هدمه، بل الاحتفاظ به، و ترميم ما بلي منه، و إدخال التحسين عليه ([15])

الصورة الثانية:

التجديد بمعنى التنمية و التوسع، و إضافة أمور لها صلة وثيقة بالشيء المجدد، فتضيف إليه مابه يكتمل البنيان.

الصورة الثالثة:

التجديد بمعنى التمحيص و التحرير و الترجيح فيما فيه تنازع بين العلماء، كل في فنه([16]).

فالتجديد يقتضي عدة أمور، هي:

  1. الاحتفاظ بجوهر البناء القديم، و الإبقاء على طابعه و خصائصه، بل إبرازه العناية به.
  2. ترميم ما بلي منه، و تقوية ما ضعف من أركانه .
  3. إدخال تحسينات عليه لا تغير من صفته، و لا تبدل من طبيعته.

معالم التجديد:

تتلخص معالم التجديد فيما يلي:

أولا- تنظير الفقه الإسلامي:

بأن تصاغ أحكام الفقه الجزئية و فروعه المتفرقة ، و مسائله المنثورة في أبوابها المختلفة من كتبه في صورة ” نظريات كلية عامة” تصبح هي الأصول الجامعة، التي تنبثق منها فروعها، و تتشعب جزئياتها المتعددة، و تطبيقاتها المتنوعة. و ذلك على نحو ما هو معروف في  القوانين الأجنبية، في مثل: ( النظرية العامة للالتزامات)، و(نظرية الأهلية)، و(نظرية البطلان) و غيرها.

و هذا ” التنظير” أو ” التأصيل” شبيه- إلى حد ما- بما صنعه فقهاؤنا في العصور الماضية من وضع قواعد فقهية عامة، تندرج تحتها أحكام جزئية كثيرة، مثل قاعدة :” الأمور بمقاصدها” ” المشقة تجلب التيسير”، ” الضرر يزال” ” العادة محكمة” ” اليقين لا يزول بالشك”.

بيد أن الذي نريده في عصرنا أمر آخر يختلف عن ذلك في مضمونه و نتائجه، و إن كان كلا الأمرين جمعا للمتفرقات، و إدرجا للجزئيات تحت كلياته .

ثانيا- الدراسة المقارنة:

و يقصد بها دراسة الفقه دراسة علمية موضوعية مقارنة، تكشف عن مكنون جواهره، و عدالة مبادئه، و رسوخ قواعده، و تجلي ما فيه من روائع الاجتهاد والاستنباط و التوليد و التخريج.

و تنقسم الدراسة المقارنة إلى نوعين:

النوع الأول: الدراسة المقارنة بين المذاهب الفقهية ، و ينبغي أن تعتمد هذه الدراسة على:

  • الوصل بين الفقه و الحديث .
  • العناية بفقه  الصحابة و التابعين .
  • العودة إلى المراجع الأصلية .

النوع الثاني: الدراسة المقارنة بين الفقه الإسلامي و القوانين الوضعية .

ثالثا- فتح باب الاجتهاد:

و الدعوة إلى فتح باب الاجتهاد، يجب أن تراعي عدة أمور، أهمها:

أ – الاهتمام بالاجتهاد الجماعي من خلال المجامع و المؤسسات الفقهية .

ب – إعادة النظر إلى الفقه القديم في ضوء مقتضيات و ظروف العصر .

ت ‌-    ألا يقتصر الاجتهاد على أحكام ” الرأي” أو ” النظر” التي لم يكن فيها نصوص شرعية، بل يدخل في دائرة الاجتهاد الأحكام التي بنيت على نصوص ظنية الثبوت و الدلالة .

ث ‌-    أن تشمل دائرة الاجتهاد أصول الفقه، إكمالا لما قام به الشاطبي و الشوكاني و غيرهما، و من أهم تلك القضايا الأصولية التي تحتاج إلى إعادة النظر فيها بالاجتهاد: تمييز السنة التشريعية و غير التشريعية، و التشريعية المؤقتة من التشريعية المؤبدة، و تمييز تصرف الرسول بمقتضى الإمامة و الرياسة للأمة، من تصرفه بمقتضى الفتوى و التبليغ عن الله.

و من ذلك أيضا: مناقشة موضوع الإجماع- و بخاصة السكوتي منه-، و مدى حجيته، و إمكان العلم به، و كثرة دعاوى الإجماع، مع ثبوت المخالف،  وتحقيق القول في الإجماع الذي ينبني على مراعاة مصلحة زمانية لم تعد معتبرة اليوم.

و مثل ذلك: القياس، و الاستحسان، و الاستصلاح، و متى يؤخذ به، و متى لا يؤخذ؟ و ما ضوابط كل منها و حدود استعماله ([17]) .


([1]) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب: فضائل القرآن عن رسول الله، باب ما جاء في فضل القرآن،، و الدارمي في سننه، كتاب: فضائل القرآن- باب:فضل من قرأ القرآن،، و الحاكم في المستدرك على الصحيحين، حديث رقم 2040،ج 1/741
([3]) رواه مسلم في صحيحه، كتاب: الجنة و صفة نعيمها و أهلها – باب: الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة و أهل النار
([2]) الأعراف: 172
([4]) رواه الشيخان
([5])– الآية في سورة الأعراف: 172، و الحديث رواه أحمد في المسند، و أخرجه البيهقي 9130، ج9/130، و أخرجه الطبراني 1285 المجمع الكبير، ج1/258.
([6])– النساء: 165
([7])– رواه الشيخان
([8])– الأعراف: 56، و أيضا الآية:85 من نفس السورة.
([9])– هود: 117
([10])– سنن أبى داود، كتاب الملاحم، باب ما يذكر في قرن المائة رقم (4270)
([11])– انظر فيض القدير ج 2/282، و عون المعبود شرح سنن أبي داود، محمد شمس الحق العظيم آبادي، ج 11 / 260
([12])– رواه الطبراني.
([13])– رواه أحمد في المسند
([14])-التجديد في أصول الفقه.. دراسة وصفية نقدية، الدكتور شعبان محمد إسماعيل، ص: – 3927، بتصرف.
([15])– الفقه الإسلامي بين الأصالة و التجديد، الدكتور يوسف القرضاوي، ص: 30، مكتبة وهب.
([16])-التجديد في أصول الفقه.. دراسة وصفية نقدية، الدكتور شعبان محمد إسماعيل، ص: – 3927، مكتبة دار السلام بالقاهرة،
([17])– راجع: الفقه الإسلامي بين الأصالة و التجديد، الدكتور يوسف القرضاوي، ص: 30- 43 .

الرابط : http://www.msf-online.com/%d9%85%d8%b9%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%86%d8%a9/

قراءة 758 مرات آخر تعديل على الإثنين, 28 أيلول/سبتمبر 2020 08:26

أضف تعليق


كود امني
تحديث