قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 03 تشرين1/أكتوير 2020 17:03

الملل الدعوي

كتبه  الأستاذ فتحي محمد يكن
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الملل و السأم و الضجر، من الظواهر المرضيَّة التي يمكن أن تصيب العمل الإسلامي و العاملين للإسلام، و قد تدفع بهم في النتيجة الى قعر الإحباط و اليأس!
و إنَّ أيَّ حالة ركودٍ و عدم تحرُّكٍ، و جمودٍ و عدم تطوُّرٍ، و قعودٍ و عدم تجدُّدٍ، ستنتهي حتمًا بالتوقُّف، و هي ستموت، و لن يُكتَب لها الحياة بحالٍ من الأحوال!
  
سبب ذلك أنَّ التجديد و التجدُّد، و التطوير و التطوُّر، سنَّةٌ إلهيَّةٌ لاستمرار الحياة.. و بدونها لا تكون حياةٌ و لا استمرار لهذه الحياة.. حتى الإسلام - و هو منهج الله تعالى و رسالته الخاتمة - تجري عليه هذه السنَّة، التي هي سبب استمراره و حفظه، و التي أشار إليها الرسول صلى الله عليه و سلم بقوله: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كلِّ مائة سنةٍ مَن يُجدِّد لها دينها" رواه أبو داود، و رجاله ثقات.
 
الفصول الأربعة، هي حالة من حالات التجدُّد المناخيِّ اللازم لاستمرار الإنسان و الحياة.
 
تعاقب الليل و النهار هو حالة تجدُّدٍ عضويٍّ و معنويٍّ للإنسان و الحياة.
 
الحياة الأسريَّة، و العلاقة الزوجيَّة، لابدَّ لها من تجدُّدٍ حتى تستمرَّ متألِّقةً متجانسةً و سعيدة، و عدم حصول ذلك يمكن أن يفسخها و يدمِّرها.
 
إنَّ كلَّ ما في الكون من مخلوقاتٍ لا يمكن إلا و أن يخضع لهذا القانون الإلهيِّ ليتمكَّن من المحافظة على ديمومته و استمراره.
 
الإيمان نفسه - الذي يمثِّل حالة العافية العقديَّة لدى الإنسان - هو يخضع أيضًا لنفس المعادلة، و الحديث النبويُّ يؤكِّد ذلك على لسان الرسول صلى الله عليه و سلم حيث يقول: "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فسلوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم" رواه الطبراني بسندٍ حسن، و كان صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم يتنادون لتجديد الإيمان.
  
و الصلاة ما لم تتجدَّد من خلال تنوُّع القراءة، و تحسُّن التلاوة، و تنامي الحضور، يمكن أن تفقد طعمها و أثرها و بالتالي يُعطَّل دورها كأداة للتربيةٍ و وسيلة للتزكية، مصداقًا لقوله تعالى: (إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنْكَر).
 
و إذا عدنا الى المشكلة المطروحة، و المتعلِّقة بالملل الذي يشعر به أحدنا إن كان مسئولاً عن إدارة مجموعةٍ و تعهُّدها بالتوعية و التوجيه، لطالعتنا نفس العلَّة، و مَثُلت أمامنا الأسباب.
 
فالشخص الذي لا يتغيَّر، و يبقى هو نفسه الذي يعطي و يتابع و يدير، بالرغم من تغيُّر المراحل و الظروف، سيكون مدعاةً لملل الآخرين منه و ملله منهم.
 
و الموجِّه و الخطيب و الداعية و المرشد الذي لا يقدِّم جديدًا سيكون مملاً في توجيهه و خطبته و إرشاده، و مثل هؤلاء كمثل الطبيب الذي إن لم يسعَ دائمًا و باستمرارٍ إلى زيادة ثقافته الطبيَّة، و متابعة مستجدَّات المهنة سيصبح تقليديًّا بالتالى، و يعيش على هامش الحياة الطبيَّة، و شأنه كذلك كشأن المهندس و المحامي و الصناعي و التاجر و المعلِّم و غيرهم إذا هم رضوا بواقعهم و لم يعملوا على التجديد و التطوير في إمكاناتهم.
 
إنَّه لابدَّ من إعادة النظر في المربِّي، و منهج التربية، و آلية و وسائل التربية، و في تغيُّر المكان و الزمان، فليست كلُّها سواء.
 
و فوق هذا و ذاك فمطلوبٌ من المربِّي، أن تكون تربيته بلسان حاله قبل لسان مقاله، ذلك أنَّ لسان الحال أوقع من لسان المقال، و صدق عليُّ بن أبي طالبٍ حيث يقول: "من نصَّب نفسه للناس إمامًا فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، و ليكن تهذيبه بسيرته قبل تهذيبه بلسانه، و معلم نفسه و مهذبها أحقُّ بالإجلال من معلِّم الناس و مهذبهم".
و هذه المشكلة تعكس حالة الجمود و عدم التجدُّد في واقع العمل الإسلامي المعاصر، فضلاً عن التخلُّف عن واقع العصر و عدم الأخذ بالأسباب و الإمكانات المتوافرة فيه.
 
إنَّ السبب الرئيسي لهذه المشكلة يكمن في سوء فهم المقاصد التربويَّة و الدعويَّة، و بذلك تبقى "التربية" استفادةً بدون إفادة، كما تبقى "الدعوة" أخذًا بدون عطاء.
 
أمَّا المنهج الإسلامي - قرآنًا و سنَّةً و سيرةً و تاريخًا - فيَعتبر العطاء ثمرة الأخذ و التلقِّي، مصداقًا لقوله صلى الله عليه و سلم: "بلِّغوا عنِّي و لو آية" رواه البخاري و الترمذي.
 
و هل أدلّ على هذا المعنى من قوله تعالى: (لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ)؟.
 
و في ضوء هذا التصوُّر تصبح "التربية" كما "الدعوة" مفرداتٍ في إطار "المشروع الإسلاميِّ" الذي يهدف إلى إصلاح و تغيير الواقع الاجتماعيِّ، كما يصبح لكلِّ فردٍ دوره في هذا المشروع.
 
النظريَّة التربويَّة:
 
إنَّ هذه الاعتبارات الموضوعيَّة و غيرها تفرض على الحركة الإسلاميَّة أن تعمل على إعادة النظر في نظريَّتها التربويَّة، و تعمد إلى تطويرها بما يتكافأ و الدور الموكول إليها.
 
إنَّ النظريَّة التربويَّة للمشروع الإسلاميِّ يجب أن ترتقي من إطار تربية الشريحة إلى مساحة تربية الأمَّة، و إلى نظريَّةٍ تصلح لأن تُبنى عليها السياسات التربويَّة في المؤسَّسات الأهليَّة و الرسميَّة على حدٍّ سواء.
 
النظريَّة الدعويَّة:
 
و ما يُقال عن ضرورة إعادة النظر في النظريَّة التربويَّة يجب أن يُقال كذلك في النظريَّة الدعويَّة، تربيةً و خطابًا و أداءً و نهجًا و وسائل و آليات.
 
لم يعد جائزًا بقاء الدور الدعوي محصورًا في خطبة الجمعة و المناسبات التاريخيَّة - على كبير أهمِّيتها و قيمتها - فالمجتمع من حيث المساحة يتعدَّى مساحة المسجد و القاعة أو المنتدى، و الدعوة يجب أن تصل إلى كلِّ موقعٍ و تبلغ كلَّ قطاع، ليتحقَّق الشهود العام على الناس، أفرادًا و مؤسَّسات، (لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ).
 
و النظريَّة الدعويَّة - منهجيَّة و مادَّة - غير محصورةٍ بطبقةٍ معيَّنةٍ من الناس، فهي ليست وظيفة علماء الشريعة وحدهم - على سبيل المثال - و إنَّما هي وظيفة الجميع في كلِّ مواقعهم و اختصاصاتهم و منابرهم.
 
من خلال هذا التصوُّر يبقى المسجد منبرًا دعويًّا رئيسيًّا، مضافًا إليه المنبر التعليميُّ "المدرسيُّ و الجامعيُّ"، و المنبر الإعلاميُّ، و المنبر الاجتماعيُّ الخيريُّ، و المنبر النيابيُّ و السياسيُّ، و سائر المنابر الأخرى.
 
إنَّ النظريَّة التربويَّة و الدور الدعويَّ يجب أن يتجاوزا حدود الشريحة الإسلاميَّة الواحدة ليبلغا آفاق الأمَّة الإسلاميَّة، فضلاً عن آفاق العالم أجمع، تحقيقًا لعالميَّة الخطاب القرآني الدعوي: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَ إِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَ اللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).

الرابطhttps://eyooon.net/view.aspx?id=340

قراءة 780 مرات آخر تعديل على الأحد, 04 تشرين1/أكتوير 2020 08:21

أضف تعليق


كود امني
تحديث