قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 22 شباط/فبراير 2021 14:30

الخطاب الإسلامي " بين الدفاع و البيان"

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لا يخفى على المتتبع للحرب الفكرية المعلنة السافرة على هذا الدين بما فيه من فكر و سلوك و شعائر عظيمة تفضل الله سبحانه على هذه الأمة بها و جعلها خير أمة أخرجت للناس مما جعل هذه الرسالة التي اختصّ بها سيدنا محمد – صلى الله عليه و سلم- و أمته محل حسد من اعدائها، جرَّ إلى عداء حاقد و حرب عمياء (أم يحسدون الناس على ما آتاهم من فضله).
فقامت حروب الشبهات و الضلالات المثارة حول مفاهيم هذا الدين الثابتة و احكامه الشرعية العادلة محاولة تشكيك ضعاف الإيمان في حقيقة دينهم و لترسم صورة سيئة في نظر من يفكر باعتناق هذا الدين مرتكزة على مغالطات لا تستقيم لها حجة امام الحقائق الباهرة للاسلام، و تعالت تباكيات الذئاب على تلك الشريحة المظلومة – في نظرهم – أي اتباع هذا الدين موحية إلى الناس أن هذا الدين قيد ظالم رجعي يحول بين الإنسان و آدميته و ممارسته لحياته بحرية و كرامة و حاشا لله أن يكون شيء من هذا في ديننا السمح العظيم الذي اختاره لنا ربنا العليم الحكيم.
و لكنه حقد أعمى و قصور فهم و خوف عميق على مصالح شيطانية هو ما جعل أهل الباطل يغلون في عدائهم لهذه السماحة فانطلقوا بأراجيفهم المغرضة التي لقيت الكثير من الآذان الصاغية و الأقلام المتفاعلة المؤيدة و الأفكار الخبيثة المساندة فكيف هو ردنا على كل هذا كأمة تطعن في دينها و يساء إلى عقيدتها و ينتقص من كمال شرعها بل و يستهزأ برسولها – صلى الله عليه و سلم-.
الحقيقة ان معظم ردود أفعالنا و إشعاعات أفكارنا و مضامير أقلامنا كانت في مجال الدفاع المستميت و مدحا مستفيضا لهذا الدين – و الذي هو أهل لذلك حقا- او مجرد ثورات عاطفية و مسيرات مجلجلة مليئة بالمشاعر الفياضة و العبارات المنددة كرد على اساءات الأعداء المتكررة كما حدث في تلك الإساءة الخبيثة إلى حبيبنا و سيدنا محمد – صلى الله عليه و سلم- و هذه الدفاعات شيء رائع و جميل واجب علينا فعله، أضف إلى ذلك تلك البرامج المؤثرة التي ملأت وسائل الإعلام المرئي و المسموع و تلك المقالات البليغة التي كتبت بأيد كريمة محبة لدينها غيورة على رسولها و أمتها و هذا أيضا حسن جميل نرجو الله ان يثيب و يأجر غاية الأجر كل من قام به إن شاء الله.
إلا أنه فات البعض منا أن الدفاع وحده لا يكفي و لا التنديد و بيان الفضائل كذلك بل علينا القيام بواجب الشرح و البيان و التوضيح لثوابت هذا الدين العقائدية و التشريعية علينا أن نقدم هذا الدين الكامل العادل لأهل الملل الأخرى بالصورة التي أرادها له سبحانه و تعالى صورة الرحمة و العدل و المساواة الإنسانية صورة العلم و العمل و السعي الدائم لرقي الإنسان و تحصيله في كافة مجالات الحياة و صورة الكمال التشريعي العادل السمح المرن الميسر في شتّى ميادين الحياة الروحية و المادية للانسان ذلك الكمال الذي حوّل هذه الأمة من مجتمع متأخر متقاتل متظالم جاهل ظلامي السلوك و الاعتقاد إلى امة كل فرد فيها مصباح هداية و منارة علم و سيف عدل و لسان حكمة و مثال مروءة فانتشرت طاقتها الابداعية الرحيبة في كل أرجاء الدنيا فملأها عدلا و علما و رحمة حتى صار أهل القرى الظالمة من غير المسلمين يستنجدون بخليفة المسلمين ليفتح بلدانهم و يخلصهم من ظلم حكامهم و فساد كبراءهم و طغيان جهلتهم.
علينا أن لا نكتم امانة حملناها و هي شريعة الله و أن لا نقلل من اهمية إيضاحها و بيانها للناس فهي للناس كافة أنزلت و أمرنا نحن أهلها بشرحها و بيانها لهم علَّها تكون سبيل النجاة لنا و لهم \" و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم و لعلهم يتفكرون\" (النحل) أن نقدم لهم هدية السماء التي كلفنا بحملها إليهم واضحة جلية كفلق الصبح نقية خالية من الإضافات الخارجة عن روح الدين و رسالته أو الإختصارات التي تغيب بعض الدقائق و التفاصيل التي نظن انها قد تثير شبهة أو تخفى حكمتها على استيعاب غيرنا من الناس فإن الذي أوحى إلى رسوله الامي هذا الدين عالم بحقيقة من خلق عارف بطبيعتهم مدرك جل شأنه طبائع نفوسهم البشرية و عقولهم القادرة على استيعاب هذه العقيدة و تقبلها لهذه الشريعة و الاستعداد الفرح للعيش في ظل هذه الكرامة الإلهية لمن شاء الله له الهداية منهم.
إن علينا الخروج من معركة الدفاع إلى آفاق البيان و التعريف كي لانترك في ذمتنا أمانة لم نؤدها لأهلها و لا دقيقة من دقائق هذا الدين إلا و فصلناها لهم و بيناها \" لتبينه للناس\" حتى لا نكون كغيرنا من الأمم التي خانت عهد الله في تبليغ الامانة إلى خلقه.0
علينا أن نوضح لهم حقيقة الإسلام و أن ندعوهم إليه عبر معرفتهم التامة به و أن نقدم لهم النماذج المؤثرة و التجارب الحقيقية الرائدة و الممارسات الصادقة الواعية و الأمثلة الحكيمة السامية التي تسمو بالروح إلى مراقي السعادة الخالصة و ترتفع بالجسد إلى قمة الانسانية الراقية التي تبتعد بالانسان عن بهيمية الحيوان و ضلالة السبيل فتصل به إلى شاطىء النفوس الزكية، علينا أن نقدم لأولئك الذين يشنون حربهم الفكرية المسمومة علينا كل هذه الطيبات.
و المزيد منها بقلوب مؤمنة بما تدعوا إليه و ارواح مشفقة على هذه الإنسانية المعذبة و إذا كان شعار الآخر \" اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس\" فإن شعارنا \" اصدق ثم اصدق ثم اصدق حتى يتبعك الناس حبا في الاسلام الذي تحمله إليهم بصدق لكي يكون البيان بليغا و الدعوة كريمة بمقدار ما هي كريمة حقا آخذين بكل ما أتيح من وسائل البيان و الإيضاح غير مغفلين و لا مهملين لجانبواحد و لا وسيلة واحدة في هذا العصر الذي صار العالم فيه قرية صغيرة طارقين كل أبواب الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة و مقارعة الحجة بالحجة دون كلل أو ملل ذبا عن حياض هذا الدين العظيم
رقية القضاة

الرابط : https://www.gerasanews.com/article/80452

قراءة 689 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 23 شباط/فبراير 2021 07:23

أضف تعليق


كود امني
تحديث