قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 04 آذار/مارس 2021 07:26

التوحيد بيــن الـمقاربـــة الصحيــــة و المرَضيــــة

كتبه  الأستاذ عبد العزيز كحيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

توحيد الله تعالى هو أساس عقيدة الإسلام، هو قطب الرحى و بيت القصيد والركن الركين، هذا ما لا يختلف فيه مسلمان، بل هو الجامع الأول لهم مهما اختلفوا في المسائل الفقهية و الفكرية و السياسية و غيرها، و قد يفرط المسلمون في كل شيء إلا في عقيدتهم، فهي تتجاوز حتى معاصيهم و تغلبها، و التوحيد مسألة بسيطة جدا تعني إفراد الله عز و جل بالوحدانية، فهو وحده ربنا و إلهنا، دون سواه، له الخلق و الأمر والحاكمية في الكون كله، في الدنيا و الآخرة…و هذا ما يعرفه جميع المسلمين و يمتثلونه في حياتهم.
إذًا التوحيد عقيدة إسلامية واضحة و بيّنة، و لذلك سميت شهادة الإسلام بكلمة التوحيد، و معنى التوحيد هو إثبات صفة الوحدانية لله تعالى، و بإثباتها يُثبت العبد المؤمن تفرُّد الله بالألوهية و الربوبية و صفات الكمال و أسماء الجلال، و قد جعل القرآن الكريم التوحيد علامة فارقة في حياة الإنسان، فإنّ المؤمن بألوهية الله تعالى  و وحدانيته في الإيجاد و الإمداد و الإسعاد ينطلق قلبه في ميدان الإيمان بلا قيد، قال الله تعالى: {وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَ إِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ}[الأنعام:19].
بيد أن هناك نوعيْن من التعامل مع التوحيد أفرزهما الواقع: التعامل الصحي و التعامل المرَضي، الأول ينطلق من بساطة العقيدة و سهولتها و وضوحها، فيؤدي إلى ظهور الثمرات الطيبة على المسلم كما يفضي إلى توحيد الأمة و قوتها، أما الثاني فهو تحويل التوحيد إلى مباحث كلامية و جدال عريض ينتهي إلى تكفير المسلمين و تشريكهم و رميهم بالضلال، و بالتالي إلى التشتت و التنازع و الشقاق و ذهاب الريح، و هذا ما نراه في زماننا عيانا، و قد امتدت ظلال الصراع إلى العقيدة ذاتها فكادت تصبح عقائد متعددة مختلفة، إن التعامل المرضي يبدأ بمراقبة بعضهم لألسنة المسلمين و حمل ألفاظهم على أسوأ المحامل و الحكم عليهم بسبب ذلك بالكفر المخرج من الملة، رغم أنها إما ألفاظ متشابهة أو هي صواب لا غبار عليه يحتمله النسق الشرعي، أو هي في أسوأ الأحوال أخطاء تعبيرية يكفي تصحيحها برفق، و هو ما يفعله العلماء عبر الكتابة و الخطابة و التنبيه.
و أخطر ما في الأمر ما دأب عليه بعض هؤلاء من صياغات عقدية للمسائل الخلافية، فأصبح صنع العصيدة – مثلا – ليس بدعة فحسب بل هو مخالف للتوحيد!!! هكذا أصبح التوحيد سلاحا بيد بعض العباد لا يقوي إيمانا و لا يبني أمة و لا يحمل خفقات الأرواح المؤمنة بل هو مماحكات لفظية وجدال كلامي يهدم ولا يبني ويفرق ولا يجمع…إن هذا المسلك – باسم السلفية – هدفه قد يكون سليما لكن سوء الفهم يلفّه من أوله إلى آخره، و ما كان السلف ينظرون إلى أعمال الناس و أقوالهم و تصرفاتهم هذه النظرة السوداوية بل يحملونها على أحسن المحامل كما أمرنا شرعا…هكذا انتقل التوحيد من مصدر للإيمان و لوحدة الصف إلى مصدر للشقاق و إخراج المسلمين الموحدين من دينهم بالظن، و التيار الذي يروج هذه الثقافة المرَضية انتهى هو إلى مفارقة الجماعة و اعتبار دار الإسلام دار حرب، مع الأسف.
و من صور تحوّل التوحيد إلى مباحث لاهوتية إصرار بعضهم على ما يسمى تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية و الألوهية و الأسماء و الصفات، و المشكلة لا تكمن في هذا التقسيم و لكن في التعصب له باعتباره لازما لمفهوم التوحيد ملزما لجميع المسلمين، بحيث يخرج من يناقشه من دائرة أهل السنة و الجماعة، و تعداد أنواع التوحيد و تقسيمها بحسب مفهوم كلٍّ منها لا محذور فيه شرعا أو علما، بل يمكن تقسيم التوحيد بأكثر من هذه الأقسام، فيمكن أن تقول: توحيد الذات، و توحيد الصفات، و توحيد الأفعال، و توحيد الولاية و توحيد الحاكمية، و كل هذا مأخوذ من القرآن الكريم، أما التقسيم الثلاثي المعروف فهو قول الحنابلة وحدهم.
ليس التوحيد مباحث كلامية و لا لاهوتية و لا مادة للجدال العقيم بل يجب النظر إليه من خلاف الثمرات التربوية التي يكتسبها المسلمون بالتمسك به، و يجب الرجوع إلى المعنى الأصيل للتوحيد، و هو معنًى حيٌّ لِخدمة المسلم في تعبّده لله، و خِدمة الإسلام، و إصلاح الآفاق و الأنفُس، بأحكامِه و آدابِه، و إذا تجاوزنا التعقيداتِ الكلامية، و استقَيْنا المفاهيمَ من القرآن و السنة – فإن التوحيد يبدو لنا حركة إيجابية، تربط المسلم بربِّه و بِغيره من الناس، و كذلك بالكون، العلاقة بالله عبودية و تعبدا، خشية و رجاء و حبا، و العلاقة بالناس بالحب و التجاوب و التعاون، باعتِبار أن النَاس لآدم و آدم من تراب؛ بناء على ذلك الوجدان الحيِّ الحرّ المطمئن، الذي أثْمره فيه توحيده لله، و هذا سواء بالنسبة لمجال آصرة العقيدة، أو مجال آصرة الإنسانية؛ لأن الأولى و إن كانت أهم و أوثق؛ إلا أنها لا تلغي الثانية و لا تُهمِّشها، و العلاقة بالكون هي ربطُ صِلة الإنسان بالكائنات جميعا، من حيوان و طير و جماد؛ بل و مخلوقات غيبية، في سيمفونية رائعة، ربانية المصدر و التوجيه، تقضي على خرافة العداء المستحكم بين الإنسان و الطبيعة، و قهْر أحدِهما للآخَر، التي يروِّج لها الفكر الغربي؛ ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهِنَّ وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء: 44].

الرابط : https://elbassair.org/12881/

قراءة 915 مرات آخر تعديل على الخميس, 04 آذار/مارس 2021 07:52

أضف تعليق


كود امني
تحديث