قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 12 آذار/مارس 2021 03:22

في ذكــــرى الإســــــــراء و المعــــراج

كتبه  د. يوسف جمعة سلامة*
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.
إننا نعيش في هذه الأيام في ظلال شهر رجب، و لهذا الشهرِ شأن عظيم فهو من الشهور الحُرُم، و في هذا الشهر من كلّ عام يتذكر المسلمون ذكرى من أعزّ الذكريات، إنها ذكرى معجزة الإسراء و المعراج التي حدثت في هذا الشهر قبل الهجرة النبوية الشريفة، فحادثة الإسراء من المعجزات، و المعجزات جزء من العقيدة الإسلامية؛ لذلك فإنّ ارتباط المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها بالأقصى و القدس و فلسطين هو ارتباط عقدي، و ليس ارتباطاً انفعالياً عابراً و لا موسمياً مؤقتاً.
معجزة الإسراء و المعراج
لقد سُمِّيت «سورة الإسراء» بهذا الاسم تخليداً لتلك المعجزة الربانية التي أكرم الله بها سيّدنا محمدًا – صلّى الله عليه و سلّم –، حيث خَصَّه الله -سبحانه و تعالى- بالإسراء و المعراج دون سائر الأنبياء؛ ليطلعه على ملكوت السموات و الأرض، و يريه من آياته الكبرى ، فقد أيَّدَ الله سبحانه و تعالى رسولنا محمداً -عليه الصلاة و السلام- بمعجزات كثيرة، و كان من أَجَلِّهَا معجزة الإسراء و المعراج، و هي السفر ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم العروج به إلى السموات العلى، حيث رأى من آيات ربه الكبرى، كما جاء في قوله سبحانه و تعالى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَ مَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}، و كانت معجزة الإسراء و المعراج مظهراً من مظاهر التكريم الربانيّ لرسولنا محمدٍ -عليه الصلاة و السلام-، فهي جائزة ما بعدها جائزة و مِنْحَة بعد مِحْنَة أَيَّدَ الله سبحانه و تعالى بها محمدًا- صلّى الله عليه و سلّم -، حيث فرّج الله كُربته و أزال همّه و رفع قدره و يسَّر أمره، كما جاء في قوله سبحانه و تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.
الرّبط بين المسجد الحرام و المسجد الأقصى
إِنَ من أهمّ العظات و العبر المأخوذة من رحلة الإسراء و المعراج هي التّفكر في ربط الله سبحانه و تعالى بين المسجد الحرام بمكة المكرمة و المسجد الأقصى بمدينة القدس، فهذا الربط لم يكن عبثاً و لكنه إشارة و تنبيه لهذه الأمة بضرورة المحافظة على المسجد الأقصى المبارك؛ لِمَا لَهُ من القُدسية عند الله سبحانه و تعالى، و قد تجلّى ذلك الربط في أمور عديدة، منها:
* لقد ربط الله –سبحانه و تعالى- بين المسجد الحرام و المسجد الأقصى المبارك برباط وثيق في الآية الأولى من سورة الإسراء، كما جاء في قوله سبحانه و تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.
* كما ربط رسولنا – صلّى الله عليه و سلّم – المسجد الأقصى المبارك بشقيقيه المسجد الحرام و المسجد النبوي، فقد جاء في الحديث أنّ رسول الله – صلّى الله عليه و سلّم- قال: (لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَ مَسْجِدِ الرَّسُولِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّـمَ- وَ مَسْجِدِ الأَقْصَى).
* لقد كان المسجد الأقصى المبارك القبلة الأولى للمسلمين منذ فُرضت الصلاة في ليلة الإسراء و المعراج حتى أَذِنَ الله بتحويل القبلة إلى بيت الله الحرام، كما جاء في الحديث الشريف: عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: (صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ- نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا ثُمَّ صُرِفْنَا نَحْوَ الْكَعْبَةِ).
* كما أنّ المسجد الأقصى المبارك هو ثاني مسجد بُنِيَ في الأرض بعد المسجد الحرام، كما جاء في الحديث الشريف عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: (قلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَيُّ مَسْجدٍ وُضعَ في الأرْضِ أوَّل؟ قَالَ: «اَلْمسجِدُ الْحَرَامُ»، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «اَلْمَسجِدُ الأقْصَى»، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ، فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيه»).
القدس و الأقصى … في ذكرى الإسراء و المعراج
تحلّ علينا هذه الذكرى المباركة مع ازدياد الهجمة الإسرائيلية الشرسة على بلادنا فلسطين بصفة عامة و مدينة القدس و المسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة، و التي تهدف إلى تزييف الحضارة و تغيير التاريخ من أجل طمس المعالم الحضارية و التاريخية العربية و الإسلامية في فلسطين و مدينة القدس و قلبها المسجد الأقصى المبارك.
إِنّ مسئولية الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك ليست مسئولية الشعب الفلسطيني وحده و إن كان هو رأس الحربة في الذّود عنه، إنما هي مسئولية العرب و المسلمين جميعاً في مُساندة هذا الشعب و الوقوف بجانبه و دعم صموده؛ للمحافظة على أرضه و مقدساته، خصوصاً في هذه الأيام التي يتعرض فيها المسجد الأقصى المبارك و المدينة المقدسة لمؤامرات خبيثة، و من هنا فلا بُدَّ لكلّ مسلم أن يعي تماماً واجبه و الدّوْر المنوط به تجاه المسجد الأقصى و القدس و فلسطين.
و بهذه المناسبة فإننا نُوجه تحية إكبار و إجلال لأهلنا المقدسيين و لعلمائنا الأَجِلاَّء و للشخصيات الدينية و الوطنية، و لسدنة الأقصى و حراسه و للمرابطين داخل المسجد الأقصى على صمودهم و تصديهم الدائم لقطعان المستوطنين و دفاعهم المستمر عن المسجد الأقصى و المدينة المقدسة، حيث إنهم يشكلون خَطّ الدفاع الأول عن الأقصى و القدس و المقدسات و يتصدون للمُقتحمين بشَتَّى الوسائل المُمكنة؛ دفاعاً عن أولى القبلتين و ثاني المسجدين و ثالث الحرمين الشريفين.
دروس من الإسراء و المعراج
نتعلّم من ذكرى الإسراء و المعراج بأنّ المسلمين بصفة عامة و أبناء شعبنا الفلسطيني بصفة خاصة، أحوج ما يكونون اليوم إلى توحيد كلمتهم و جمع صفوفهم، و أن يكونوا متحابين متآلفين، امتثالاً لقوله سبحانه و تعالى: {وَ اعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَ لاَ تَفَرَّقُواْ}.
و نتعلّم من هذه الذكرى المباركة ضرورة الثّقة في الله سبحانه و تعالى لمواجهة ما نحن فيه من مصاعب، فعندما تشتدّ الأزمات يكون السبيل إلى الخلاص منها باللجوء إلى الله عزَّ و جلَّ، و صفاء النّفوس، و السّيْر على هدي القرآن الكريم و سنة رسولنا الأمين – صلّى الله عليه و سلّم -.
وَ تُعلّمنا أحداث الإسراء و المعراج أنَّ النَّصرَ مع الصَّبرِ، و أنَّ الفرَجَ مع الكرْبِ، و أنَّ مع العُسرِ يُسرًا.
مِنْ كلّ هذه المعاني نفهم و نستنتج أنّ الأمل يأتي بعد الألم، و أنَّ المِحَنَ تسبق المِنَح، و أنّ الضيق يأتي بعده الفرج، و أنّ مع العُسر يُسراً، فقد علّمنا القرآن الكريم هذه المفاهيم لِيُؤَصِّل فينا عدم اليأس و القنوط، و الاستبشار دائماً، و الثّقة في نصر الله لعباده المؤمنين، مهما ضاقت بهم السُّبل و تقطَّعت بهم الأسباب، فهذه سُنّة الله في خلقه، لِيُمَحِّصَ المؤمنين وَ يَمْحَق الكافرين، كما جاء في قوله سبحانه و تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَ الضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ}.
و المسلمون اليوم و هم يُحيون هذه الذكرى يجب أن يتذكروا مسرى نبيهم- عليه الصلاة و السلام- الذي يتعرض لمجزرة بشعة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فالقدس لا يُمكن أن تُنسى، أو تُترك لغير أهلها، مهما تآمر المتآمرون و خطَّط المحتلون الذين يسعون لطمس طابعها العربي و الإسلامي و تحويلها إلى مدينة يهودية، ففي كل يوم تدفن جرافات الاحتلال الصهيوني جزءاً عزيزاً من تُراثنا، كما تتهيأ معاول الهدم لتقويض جزء جديد، إنهم يريدون لمدينة القدس أنْ تندثر و أنْ يندثر أهلها، و لكنّ القدس ستبقى إسلامية الوجه، عربية التاريخ، فلسطينية الهوية، و لن يسلبها الاحتلال وجهها و تاريخها و هويتها مهما أوغل في الإجرام و تزييف الحقائق، فليس في العالم قاطبة مدينة تُثير الخواطر و تشحذُ خيال المؤمنين مثل القدس الشريف التي وصفها ابنها العلامة الجغرافي شمس الدين أبو عبد الله المقدسي في كتابه (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم)، بأنها «أجلّ المُدن قاطبةً، لأنها مهبط الوحي و مدينة الأنبياء، و مجتمع الدنيا و الآخرة»، هذه العبارات على إيجازها، تختصر تاريخاً مُمْتداً طوله أكثر من أربعة آلاف سنة، شهدت المدينة خلالها أُمَماً و حضارات، و تعاقب عليها أفواج من الغُزاة و الطّامعين.
القدس تقول لكم: سوف يتراجع الظُّلم ، و ينهزم الأعداء، فالليل مهما طال فلا بُدَّ من بزوغ
الفجر، و إِنَّ الفجر آتٍ بإذن الله، رغم أعداء أمتنا كلّهم.
نسأل الله أن يحفظ مقدساتنا و شعبنا من كلّ سوء.
و صلّى الله على سيّدنا محمد صلى الله عليه و على آله و أصحابه أجمعين.

* خطيب المسـجد الأقصى المبـارك
وزير الأوقاف و الشئون الدينية السابق
www.yousefsalama.com

الرابط : https://elbassair.org/13117/

قراءة 825 مرات آخر تعديل على الجمعة, 12 آذار/مارس 2021 03:47

أضف تعليق


كود امني
تحديث