قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 29 تموز/يوليو 2013 08:22

تأملات رمضانية… الوعي و الفعل و المسؤولية

كتبه  الدكتورة هبة رؤوف عزت
قيم الموضوع
(0 أصوات)

رمضان في جوهره عودة للوعي، و استعادة للنفس من دورة الشواغل اليومية و هيمنة الحسابات المادية، فهو مدرسة للروح لكنه أيضا صحوة للعقل، حيث يزكي رمضان الوعي بالذات فيشرق الفهم.

في كل التاريخ الديني عبر تقاليده المختلفة نجد أن طقوس الصوم المختلفة كانت غايتها الوصول إلى صفاء البصيرة و الذهن، و ترويض الجسد و نوازعه المتنوعة.

لكن صفاء الروح و العقل لا يعني النظر في إصلاح النفس فقط و عدم التفكر في أمورنا و أحوالنا كأمة، الفارق هو في أنه رمضان يتم من موقع رباني و روحي مختلف… يمكن المرء من النظر بهدوء وأن يتأمل في عمق.

جلست بالأمس أقرأ مقالا عن المسلمين في الصين و سياسات القمع الحديدية التي تتبعها الدولة الصينية. لماذا نسينا هؤلاء الناس، و متى يقرر الرأي العام الإسلامي أن ينتفض، و ما الظرف الذي يكون فيه كما يقول المثل الشعبي المصري «أذن من طين و أذن من عجين».

مازلت أذكر أيام الجهاد الأفغاني الأول، كنا نتابع الصحف و الإذاعات قبل عصر الفضائيات و النت، نتحرى الأمور و نبذل كل ما نستطيع للشعب الأفغاني و نصرة المجاهدين. في القاهرة كان البعض منهم يأتي في مؤتمرات المناصرة، و كنا نستمع للغتهم العربية فنبكي، و نقرأ أمارات نصر الله فتخشع قلوبنا لله، و أذكر أنني أجبرت أمي في أيام خلت أجبارا على التبرع بخاتمها الأثير تحت تأثير تكرار آية «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون»، و لم أندم على ما أكرمنا الله به من مساندة بل على أنني جعلتها تتنازل عن خاتم كان يمثل لها مصدرا للذكريات.

فإن قيل انصرفنا للجهاد في فلسطين فشغلنا عما سواه فإن هذا بالتأكيد غير صحيح، فقد عشنا مع الانتفاضة و كنا مع مأساة البوشناق في البلقان أعواما مريرة، و تقطعت قلوبنا على اغتصاب النساء و القتل بالجملة و المذابح.

لماذا اليوم تتثاقل ردود أفعالنا تجاه ما يحدث في الصين، و ما يعانيه المسلمون في أفغانستان. إن قنابل الناتو تسقط على قرى فقيرة فتقتل النساء و الأطفال في أيام أعراس، و تدمر الحرث و تحرق الأرض، ثم تعترف القوات الأميركية و الغربية بأن هناك خطأ في ضرب المدنيين و معلومات غير دقيقة عن وجود إرهابيين، تعترف و لا تعتذر أبدا.

لماذا انحصر همنا في فلسطين و كأن العراق مفقود فيه الأمل، رغم أن أحوال العراق لا تنفصل عن تحرير فلسطين، و رغم أن أمة لا تستطيع أن تقاطع المنتجات الصينية و تزايد على مقاطعة المنتجات الدانمركية هي أمة تعاني خللا في تقدير المصالح و الأولويات… و لا ترى مآل هيمنة يأجوج ومأجوج على العالم، تلك الهيمنة التي لا تعرف القيم التي عرفها قلب العالم، ظاهرها قيم الانسجام و باطنها قبضة شرسة لدولة تدير سوق عمل كبرى تغرق العالم يمنتجاتها و تسير بخطى حثيثة إلى تصدر العالم.

نسينا في خضم متابعة محاولات السلطة الفلسطينية اليائسة لملمة كوادر فتح، و فتح انتهت عمليا وغرقت تحت طوفان الفساد التاريخي، أن نذكر أخوتنا في كشمير، و هناك لم تكف الدولة الهندية عن التنكيل بهم، و لم نستطع نحن أن ندفع بحلول سلمية للحكم الذاتي تحفظ لهم بقاءهم دون أن تخلق كيانا جديدا هشّا، رغم أن لدينا من أدوات الضغط الكثير و خاصة في دول الخليج العربي، لكن الأولويات مختلفة و القبلة ليست هناك – لا قبلة السياسية و لا قبلة القلوب.

أشعر أحيانا أن الأمر تديره آلة الإعلام، و أرجح أحيانا أخرى أن المسألة لها علاقة بتوجهنا للشمال، نتابع أقليات المسلمين في الغرب و لا ندري شيئا عن أقلياتهم في الجنوب و الشرق.

رؤيتنا للأمة التي ينبغي أن نبصرها كرقعة واحدة تفتت و تقسمت بل و تشرذمت، نبحث عن السياحة في بلاد الشمال، أو يهرول بعض الناس لأسواق المتعة في الشرق، و لكن أحدا لا يضع قائمة بالدول ذات الأقليات الإسلامية فيقصدها ليشد من أزرهم و يتابع أحوالهم، و قليل من يذهب لدول الأغلبية الإسلامية في الشمال الشرقي… هناك حيث طشقند و أخواتها.

في شهر الصوم كما في الحج يتجدد الشعور بمعنى الأمة، لذا نحتاج لأن نستشعر مسئوليتنا تجاه كل ركن فيها، و نتابع أخبارها و أحوالها بدلا من متابعة أخبار الطلاق و الجنون و الموت في دوائر هوليوود التي تهتم بها معظم جرائد العرب.

لكن هم آخر يتجدد في رمضان، هو هم الإنسانية بمعناها الواسع… فرمضان يربط المؤمن بالكون كله ويجدد صلته بالله رب العالمين، فيشعر بالدور الذي يتحمله تجاه العالم و ليس فقط تجاه الأمة، و ما أعظمها من أمانة و شهادة.

في درا الإسلام نبسط الموائد و ندعو عابر السبيل، فلماذا لا نبسط موائدنا في رمضان في كل بقاع الأرض و ندعو الناس لطعامنا، قربى لله و تربية للقلوب و رحمة بالخلائق.

رمضان شهر العفو، فلماذا لا نطلق فيه مبادرات التعاون على البر و التقوى و العدالة، و تكون فيه حملات المنظمات الإسلامية المناهضة للتعذيب و الاعتقال و انتهاك حقوق الإنسان.

رمضان شهر الجود، فلماذا لا يطعم المسلمون في شهر صومهم الجوعى في العالم بدلا من أن يتضاعف الطعام على موائدهم، و غيرهم جائع.

أذكر أنه في زيارة لأسرة فقيرة من اللاجئين لمصر من جنوب السودان فاجأني سائق السيارة بسؤال: لماذا تدفعين بالطعام لهؤلاء و هم غير مسلمين؟ أليس المسلم أحق بالرحمة؟ وكان ردي: بل الأحق بالرحمة هو المسلم… أي أن الرحمة هي رأسمالنا الأكبر لأن نبينا هو نبي الرحمة، فكيف لا ننثر تلك الرحمة خيرا على كل العباد و من انقطع به السبيل و اشتكى شح الزاد!

شهر رمضان شهر التأمل فلنتأمل في حالنا و مساراتنا و أولوياتنا و عطاءاتنا حتى يتجدد معه شعورنا بالأمانة التي نحملها بقدر ما يتجدد وعينا بالذات.

شهر كريم عظيم… الصوم فيه هو لله وهو يجزي به… و الله يعطي على الرفق و الرحمة مالا يعطي على غيرهما، فكونوا رحمة للعالمين… و أكثروا من الصلاة على النبي الذي أرسله ربه رحمة للعالمين.

المصدر :

http://www.heba-ezzat.com/2009/08/25/%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D9%85%D8%B6%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B9%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B9%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A6%D9%88%D9%84

قراءة 1994 مرات آخر تعديل على السبت, 17 تشرين2/نوفمبر 2018 15:09

أضف تعليق


كود امني
تحديث