قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 04 تموز/يوليو 2021 09:58

تجديد التعليم الديني عند طه جابر العلواني

كتبه  الأستاذة فاطمة حافظ
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لم تزل دعاوى إصلاح التعليم الديني التي ظهرت للمرة الأولى في القرن التاسع عشر تتردد اصداؤها إلى اليوم، و أول من رفع لواءها نفر من علماء الشريعة عاينوا الخلل الحاصل و آمنوا بضرورة الإصلاح قبيل أن تفطن إليه الدولة و تطالب المؤسسة الدينية بتحقيقه، و لعل الشيخ مصطفى العروسي شيخ الجامع الأزهر ( 1864-1870) أول من تنبه إلى تطرق الخلل إلى منظومة التعليم الديني حين وضع لائحة لإصلاح التعليم الأزهري، و تبعه آخرون مثل: محمد عبده الذي وضع بدوره لائحة لإصلاح التعليم العثماني، و الطاهر بن عاشور في كتابه (أليس الصبح بقريب)، و الأحمدي الظواهري في كتابه (العلم و العلماء و نظام التعليم)، وصولا إلى الدكتور طه جابر العلواني في مطالع القرن الحالي الذي سجل لنا خبرته الذاتية مع هذا التعليم في مذكراته و في كتاب (التعليم الديني بين التجديد و التجميد) الصادر عام 2009.  

و شهادة الشيخ العلواني على جانب من الأهمية لسببين: الأول، أنها جرت خلال عقدي الأربعينات و الخمسينات من القرن الماضي حيث درس الشيخ أولا في “المدرسة الآصفية الدينية” الملحقة بمسجد الفالوجة، ثم ارتحل للدراسة بالجامع الأزهر، و رغم وفرة المقالات و الكتب التي تتناول التعليم الديني و القوانين الصادرة حوله خلال هذه الحقبة، إلا أنها تفتقر إلى الشهادات الذاتية التي تبين كيف كانت العملية التعليمية تجري داخل المساجد و المعاهد، و كيف اختلفت عن القرون السابقة، و كيف مارس الأشياخ دورهم و ما موقفهم من الحداثة.

و الثاني: أنها تزخر بأسماء شخصيات دينية من العراق و خارجه بعضها طواه النسيان، و يمكن الإفادة بما ذكره الشيخ من معلومات و مواقف في إعداد تراجم لها أو استكمال ما هو موجود في كتب التراجم الأخرى.

التعليم في المدرسة الآصفية

يوضح الشيخ العلواني معالم النظام الدراسي المتبع في المدرسة بالقول أن اليوم الدراسي كان يفتتح مع صلاة الفجر في المسجد و يختتم بصلاة العشاء، و كانت هناك استراحتان للطلاب احداهما للفطور و الأخرى للغداء لا يستغرقان إلا ساعة و نصف من النهار، و ما بين ذلك كله كان مخصصا للدرس و التعلم. و المنهج الدارسي كان يتسم بالمرونة، و لم تكن هناك جهة ما مسئولة عن توزيعه على السنوات الدراسية كما هو الحال في الأنظمة الحديثة، و حول هذا المعنى يذكر الشيخ أن وزارة الأوقاف أعدت برنامجا للتعليم الديني مدته اثني عشر عاما و لكن شيخه استطاع بفضل تفانيه و إخلاصه استطاع تدريسه و تلقينه للطلاب في أربعة أعوام لا غير، و هكذا اختصر ثمانية أعوام كاملة كان حتما عليهم أن يقضوها قبل التخرج إن كانوا درسوا وفق النظام الحديث الذي صاغته الأوقاف.

أما الشيخ عبد العزيز السامرائي شيخ المدرسة الآصفية و المدرس الوحيد بها، فقد توقف العلواني أمامه طويلا و رسم لنا ملامح شخصيته بدقة؛ فهو وافر النشاط يجوب شوارع مدينة الفالوجة و يطرق أبواب منازلها كلما سمع أن أحدهم لديه ولد نجيب، فيذهب إليه طالبا إليه أن يهبه للعلم الشرعي، و هو متجرد و متفاني لا يقبل من تلامذته شيئا نظير تعليمه إياهم، و هو مؤمن بالإصلاح الاجتماعي حيث اقتلع كل ما هو دخيل على الإسلام من عادات اجتماعية كالمغالاة في المهور، و إطلاق الرصاص في الجنائز و ما إلى ذلك. و على الجانب الفكري كان الشيخ يرفض التصوف و السلفية و يحذر تلامذته من الانسياق خلفهما، و كذلك كان رافضا لكل ما يمت للغرب بصلة تحت دعوى التغريب، لذا كان ينصح دوما بألا يرتدي الإنسان البدلة الإفرنجية، و يرفض التصوير و الفنون الحديثة، و التعليم الغربي.

و مما ذكره العلواني يمكن الاستنتاج أن بعض المناطق الإسلامية حتى منتصف القرن الماضي ظلت متمسكة بتقاليد التعليم الإسلامي المتوارثة منذ قرون، و بعيدة عن تدخل الدولة حيث كان الأستاذ/ الشيخ هو المسئول عن اختيار المقررات (المنهج)، و الإشراف على مجريات العملية التعليمية، و توقيتاتها، و منح الخريجين إجازات تفيد تحصيلهم قدر كاف من العلم الشرعي.

مزايا التعليم الديني و عيوبه

و لا يغيب عن العلواني الإشارة إلى أن نظام التعليم الإسلامي -مثله مثل غيره من النظم التعليمية- يتمتع بمزايا عديدة إلا أنه لا يخلو كذلك من بعض السلبيات:

أما المزايا فتتلخص في كونه نظام زهيد لا يكاد يكلف الدارس شيئا فليست هناك مصروفات ثابتة بل إن الشيخ يتقاضى من طلابه دوريا ما يتيسر لذويهم تقديمه و هو غالبا نزر يسير، و هو نظام صديق للبيئة يقوم خلاله الطلاب و بخاصة الصغار بالكتابة على ألواح حجرية و إعادة استخدامها في كل مرة مما يوفر الأوراق و الأحبار و غيرها، و هو نظام يتسم بالفاعلية و الكفاءة إذ يمضي الطالب يومه كاملا في المسجد متفرغا للدرس، و بهذه الكيفية يستطيع استيعاب أكبر قدر من المعارف في أقل وقت.

و أما السلبيات التي يرصدها العلواني على هذا النظام فأبرزها أنه يقوم على التلقين و لا ينمي حاسة النقد لدى الدارس، و مرجع ذلك أن الشيخ في النظام الإسلامي يعد قدوة و مثل أعلى و لا تجوز مخالفته أو مناقشته، و أنه لا ينفتح على العلوم و الأفكار الحديثة و لعل هذا ما يورث الدارس الانغلاق و التشدد الفكري.

سبل التجديد

و استنادا إلى هذه السلبيات و إلى خبرته الطويلة مع التعليم الديني تلميذا و أستاذا و في سبيل تجديد منظومة التعليم الديني، حاول طه العلواني تقديم عدد من المقترحات بعضها طبق بالفعل من خلال جامعة قرطبة التي ترأسها، حيث أعاد الشيخ هيكلة مناهج العلوم الإسلامية التقليدية على نحو يجمع بين التراث و الحداثة.

ماهي مقترحات طه العلواني حول تجديد منظومة التعليم الديني ؟

أهم مقترحاته في هذا السبيل هي:

إعادة صياغة التعليم الإسلامي بحيث يكون قادرا على بناء شخصية إسلامية متوازنة، تتحلى بالفاعلية، و لا يكون ذلك إلا بتخليص العقل المسلم من الثنائيات الحادة التي حكمته لمدة طويلة مثل: الشرق و الغرب، الروحي و المادي و غيرها.

دراسة العلوم النقلية بالطرق التقليدية المتوارثة منذ قرون لن تؤدي إلا إلى مزيد من التمزق و الانغلاق و بذر بذور الشقاق و الصراع بين المسلمين و غيرهم، و لذلك لابد من بناء جسور بين العلوم النقلية و المعارف الحديثة، إذ يكفل هذا عدم انغلاق النموذج المعرفي المؤدي بدوره إلى انغلاق عقل المتعلم و جموده.

إحياء مبدأ تصنيف المعارف إلى ما هو ممدوح و ما هو مذموم بمقتضى ضوابط المنهج القرآني، فالعلوم كلها -كما يعتقد- شرعية ما دام الشرع يقرها و يحث عليها، و ما دامت تصنف ضمن العلوم النافعة أو ما أسماه الإمام الغزالي بالعلم المحمود.

بناء برامج التعليم ينبغي أن تؤسس على قاعدة “الجمع بين القراءتين” و يعني بها قراءة الوحي أو الكتاب المسطور، و قراءة الكون أو الكتاب المنظور، و انطلاقا من هذه القاعدة يمكن بناء نسق معرفي يعيد الارتباط بين الوحي الإلهي و بين الوجود الإنساني و الكوني، ليكونا معا مصدرين متكاملين للمعرفة البشرية.

لابد من تدريب المتعلم على التمييز بين الثوابت التي تعطي للعلم الوجهة و الغاية و بين المتغيرات و الفرعيات التي لا يضير قليلا أو كثيرا تعديلها أو التخلي عنها، و كذلك لابد من تدريبه على النقد ليصبح قادرا على التعامل مع مصادر المعرفة وفق قاعدة أنه لا يمكن قبول فكرة أو رفضها دون دليل معتبر بشروطه.

نتبين مما سبق أن الشيخ طه العلواني شُغل بقضية تجديد التعليم الديني من خلال صوغ المقترحات، و إعادة بناء مناهج العلوم الإسلامية على أسس توافقية تجمع بين الأصالة و المعاصرة، بغرض إرجاع العلوم الإسلامية إلى طبيعتها الاجتماعية و الإنسانية و الاجتماعية.

الرابط : https://islamonline.net/%d8%aa%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%86%d8%af-%d8%b7%d9%87-%d8%ac%d8%a7%d8%a8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%84%d9%88/

قراءة 720 مرات آخر تعديل على الأحد, 04 تموز/يوليو 2021 15:04

أضف تعليق


كود امني
تحديث