قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 10 تموز/يوليو 2021 10:12

وصفة لذوي القلوب الحيّة

كتبه  الأستاذ عبد العزيز كحيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 "جدّد السفينة فإن البحر عميق،و خذ الزاد كاملا فإن السفر طويل، و خفّف الحمل فإن العقبة كؤود، وأخلص العمل فإن الناقد بصير."

أربعة أدوية نافعة أوصى بها أحد أطباء القلوب المهرة العارفين، تأملوا كلماتها المؤثرة : عميق، طويل، كؤود، بصير... ألفاظ قوية تقرع الأسماع و تلامس شغاف القلوب لأنها تناسب المقام، مقام التذكير بالسير إلى الله و ما فيه من امتحانات الدنيا و فتنة العمل الصالح و القبيح و شناعة الذنوب و مراقبة الله المستمرة للعبد في غدوّه و رواحه و جميع أحواله.
1.   جدّد السفينة فإن البحر عميق : لقطع المحيط بين أروبا و أمريكا – مثلا – تحتاج السفينة إلى تجديد révision أي التأكد من سلامة المحرك و مختلف الآلات و الزيوت و توفير الوقود اللازم لأن لجّة البحر لا تتسامح مع العطب، و الرحلة طويلة شاقة مضنية.
فكيف بمن يقطع الأشواط في سفره إلى الآخرة حيث الجنة و النار، أليس عليه أن يجدّد الإيمان الذي يحمله إلى الضفة الأخرى بأمان في خضمّ دنيا غلابة كثيرة التقلبات ؟ لا بدّ من تجديد إيمانٍ يزيد و ينقص و يرتفع و ينخفض و يقوى و يضعف، و وسائل التجديد هي تحسين العلاقة بالله و مراقبة حال القلب و العقل و الحواسّ، و الإكثار من التوبة و الاحتكام العملي إلى القرآن و السنة في الحياة الأسرية و الاجتماعية و دوام ذكر الله و الاستعداد للقائه، هذا الذي يمكّن المسلم من العبور بأقلّ التكاليف و الوصول بأمان.
2.   و خذ الزاد كاملا فإن السفر طويل : " يا أيها الانسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه " – سورة الانشقاق 6، ليست رحلة الحياة نزهة ممتعة و لا نهاية أسبوع سهلة العبور، إنها العمر الذي مهما طال أو قصر فيه تكاليف ترهق الانسان، فلا بدّ له من مؤونة مناسبة للرحلة الطويلة الشاقة، و هي ليست هنا المأكل و المشرب و المال و لكنها العمل الصالح الذي يدرّ الثواب و الحسنات لأنها وحدها العملة السارية يوم القيامة، و ربّ حسنة واحدة ترجح الكفة فينجو صاحبها و ربما تنقصه حسنة واحدة فيهلك، كما قال الأول " لا تسأل عمّن هلك كيف هلك و لكن اسأل عمّن نجا كيف نجا "، لذلك قال ربنا عز و جلّ " و تزوّدوا فإن خير الزاد التقوى و اتقون يا أولي الألباب " – سورة البقرة 197
فيا فرحة من تزوّد من الفرائض و النوافل و أنواع الخيرات، و يا حسرة من اشتغل بالفانية و تناسى أمر الباقية حتى يباغته الموت فيُعرَض على ربه خاوي الوفاض.
3.   و خفّف الحمل فإن العقبة كؤؤد : كيف يكون حال راحلة – ناقة، حصان، سيارة، حافلة – تقتحم عقبة صاعدة صعبة و هي تحمل أكثر من طاقتها ؟ إنه الهلاك من غير شكّ، و العاقل يخفّف حملها حتى يقدر على تجاوز العقبة، و كذلك الحال بالإنسان الذي يتحتّم عليه مكابدة إكراهات الحياة الدنيا و مصاعبها " فلا اقتحم العقبة " – سورة البلد 11، و المقصود بالحمل هنا الذنوب و المعاصي و المخالفات الشرعية، هي التي تُعرقل السير و تقصم الظهور و تحول دون الوصول الآمن، و أما المسلم المتيقظ فيغتنم الفرص المتعددة ليمحو ذنوبه و يبدّل سيئاته حسنات بالتوبة و الاستغفار و فعل الخيرات و إرضاء الله و اتّباع رسوله صلى الله عليه و سلم : " إن الحسنات يذهبن السيئات " – سورة هود  114 - " و أتبع السيئة الحسنة تمحُها " – حديث رواه الترمذي.
بهذا يخفّف الحمل فيقطع أشواط الرحلة بيُسر و يكون حسابه بين يدي الله يسيرا، أما من فوّت الفرص و تغافل عن التخفّف أفضى به المسير إلى سوء المنقلب : " و أما من خفّت موازينه فأمّه هاوية و ما أدراك ماهيه نار حامية " – سورة القارعة 11.
4.   و أخلص العمل فإن الناقد بصير : هذا بيت القصيد و قطب الرحى في صلة الانسان بربّه، الخطوة الأولى هي تحرير النية و الصدق مع الله، و العبرة ليست بكثرة الأعمال و إنما بنوعيتها " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا "، و الإخلاص سرّ في قلب من رضي بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا و رسولا، يُنمّي العمل القليل و يحبّبه إلى الله تعالى الذي لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا و صوابا، و النية الحسنة تصاحب المؤمن في حركاته و سكناته فتجنّبه الرياء و تقرّبه إلى ربّه زلفى، و العبرة إذًا ليست بعين الرئيس على مرؤوسه و لا المفتش و لا المراقب إنما العبرة بعين الله التي لا تنام، إذا استشعرها المؤمن و هو في عمل أخروي او دنيوي كان أدنى إلى الصدق و الإحسان عاطفةَ و أداءَ، و هنا مرضاة الله تعالى.
فهل من مقبل بجدّ على تناول هذه الوصفة ليستوي على منهاج القاصدين و يرتقي في مدارج السالكين ؟
قراءة 846 مرات آخر تعديل على السبت, 10 تموز/يوليو 2021 12:05

أضف تعليق


كود امني
تحديث