قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 16 آب/أغسطس 2021 09:13

سياسة عثمان رضي الله عنه في الإنفاق العام..

كتبه  د. علي الصلابي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

اتُّهم عثمان رضي الله عنه من قبل الغوغاء و الخوارج بإسرافه في بيت المال، و إعطائه أكثره لأقاربه، و قد ساند هذا الاتِّهام حملةٌ دعائيَّةٌ باطلةٌ قادها أعداء الإِسلام ضدَّه، و تسرَّبت في كتب التَّاريخ، و تعامل معها بعض المفكِّرين و المؤرِّخين على كونها حقائق، و هي باطلةٌ لم تثبت؛ لأنَّها مختلقةٌ، و الّذي ثبت من إعطائه أقاربه أمورٌ تعدُّ من مناقبه، لا من المثالب فيه:

1ـ إنَّ عثمان رضي الله عنه كان ذا ثروةٍ عظيمةٍ، و كان وصولاً للرَّحم. (وضاح، الحضارة العربية الإسلامية، ص 114) يصلهم بصلاتٍ وفيرةٍ، فنقم عليه أولئك الأشرار، و قالوا إنَّه إنَّما كان يصلهم من بيت المال، و عثمان قد أجاب عن موقفه هذا بقوله: و قالوا إنِّي أحبُّ أهل بيتي و أعطيهم، فأمَّا حبِّي لهم فإنَّه لم يمل معهم إلى جورٍ، بل أحمل الحقوق عليهم… و أمَّا إعطاؤهم فإنِّي إنَّما أعطيهم من مالي، و لا أستحلُّ أموال المسلمين لنفسي، و لا لأحدٍ من النَّاس، و قد كنت أعطي العطيَّة الكبيرة الرَّعية من صلب مالي أزمان رسول الله (ص) و أبي بكرٍ و عمر، و أنا يومئذٍ شحيحٌ حريصٌ، أفحين أتيت على أسنان أهل بيتي و فني عمري و ودَّعت الّذي لي في أهلي قال الملحدون ما قالوا؟ (محمد، فصل الخطاب، ص 82)

و كان عثمان قد قسم ماله، و أرضه في بني أميَّة، و جعل ولده كبعض مَنْ يعطي، فبدأ ببني أبي العاص، فأعطى آل الحكم رجالهم 10 آلاف فأخذوا 100 ألف، و أعطى بني عثمان مثل ذلك، و قسم في بني العاص و في بني العيص و في بني حرب، فهذه النُّصوص و غيرها ممَّا اشتُهر عنه، و ما صحَّ من الأحاديث في فضائله الجمَّة تدلُّ على أنَّ كلَّ ما قيل فيه من إسرافه في بيت المال و إنفاق أكثره على نفسه و أقاربه و قصوره حكاياتٌ بدون زمامٍ و لا خطامٍ، و مع براءة عثمان ممَّا نُسب إليه، إلا أنَّ بعض العلماء ذهبوا إلى أنَّ سهم ذوي القربى هو لقرابة الإمام.

قال تقيُّ الدِّين ابن تيميَّة إنَّ سهم ذوي القربى ذهب بعض الفقهاء إلى أنَّه لقرابة الإمام، كما قال الحسن وأبو ثور، و إنَّ النَّبيّ (ص) كان يعطي أقاربه بحكم الولاية، فذوي القربى في حياة النَّبيّ (ص) ذوي قرباه، و بعد موته هم ذوي قربى مَنْ يتولى الأمر بعده، و ذلك لأنَّ نصر وليِّ الأمر و الذَّبَّ عنه متعيِّن، و أقاربه ينصرونه و يذبُّون عنه ما لا يفعله غيرهم، و قال: و بالجملة فعامَّة مَنْ تولَّى الأمر بعد عمر كان يخصُّ بعض أقاربه إمَّا بالولاية أو بمالٍ. (محمد، فصل الخطاب، ص 83)

و قال إنَّ ما فعله عثمان في المال له 3 مآخذ، أحدها أنَّه عاملٌ عليه، و العامل يستحقُّ مع الغنى، و الثَّاني أنَّ ذوي القربى هم ذوو قربى الإمام، و الثَّالث أنَّ قرابة عثمان كانوا قبيلة كبيرةً كثيرةً ليسوا مثل قبيلة أبي بكرٍ و عمر، فكان يحتاج إلى إعطائهم و ولايتهم أكثر من حاجة أبي بكرٍ و عمر إلى تولية أقاربهما و إعطائهم … و هذا ممَّا نقل عن عثمان بن عفَّان رضي الله عنه الاحتجاج به. (ابن تيمية، منهاج السنة، 3/187 ، 188)

2ـ جاء في تاريخ الطَّبري أنَّ عثمان لمَّا أمر عبد الله بن سعد بن أبي سرح بالزَّحف من مصر على تونس لفتحها قال له: إن فتح الله عليك بإفريقية فلك ممَّا أفاء الله على المسلمين خمس الخمس من الغنيمة نفلاً، فخرج بجيشه حتَّى قطعوا أرض مصر و أوغلوا في أرض إفريقية و فتحوها، و سهلها و جبالها، و قسَّم عبد الله على الجند ما أفاء الله عليهم، و أخذ خمس الخمس، و بعث بـ4 أخماسه إلى عثمان مع ابن وثيمة النَّضري، فشكا وفدٌ ممَّن كان معه إلى عثمان ما أخذه عبد الله، فقال لهم عثمان إنَّما أمرت له بذلك، فإن سخطتم ؛ فهو ردٌّ. قالوا إنَّا نسخطه، فأمر عثمان عبد الله أن يردَّه فردَّه. و قد ثبت في السُّنَّة تنفيل أهل الغناء و البأس في الجهاد.

3ـ و كان قد بقي من الأخماس و الحيوان في فتح إفريقية ما يشقُّ حمله إلى المدينة، فاشتراه مروان بـ100 ألف درهمٍ، و نقد أكثرها، و بقيت منه بقيَّة، و سبق إلى عثمان مبشِّراً بالفتح، و كانت قلوب المسلمين في غاية القلق خائفةً من أن يصيب المسلمين نكبةٌ من أمر إفريقية، فوهب له عثمان ما بقي جزاء بشارته، و للإمام أن يعطي البشير ما يراه لائقاً بتعبه، و خطر بشارته، هذا هو الثَّابت في عطيَّة عثمان لمروان، و ما ذكروه من إعطائه خمس إفريقية، فكذبٌ. (محمد، فصل الخطاب، ص 84).

لقد كان عثمان رضي الله عنه شديد الحبِّ لأقاربه، و لكن ذلك لم يمل به إلى غشيان محرَّم أو إساءة السِّيرة، و السِّياسة في أمور المال أو غيرها، و إنَّما دُسَّت في كتب التاريخ أكاذيبُ باطلةٌ، كان خلفها الدِّعاية السَّبئيَّة و الشِّيعيَّة الإماميَّة الظَّالمة ضدَّ عثمان رضي الله عنه.

إنَّ سيرة عثمان رضي الله عنه في أقاربه تمثِّل جانباً من جوانب الإسلام الكريمة الرَّحيمة؛ لقوله تعالى: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ *} [الشورى : 23 ]، و قوله جلَّ ثناؤه: {وَ آتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَ الْمِسْكِينَ وَ ابْنَ السَّبِيلِ وَل اَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا *} [الإسراء : 26 ] .

كما أنَّها تمثِّل جانباً عمليّاً من سيرة المصطفى (ص) فقد رأى من رسول الله (ص) و علم من حاله ما لم ير أو يعلم غيره من منتقديه، و عقل من الفقه ما لم يعقله مثله من جمهرة النَّاس، و كان ممَّا رأى شدَّة حبِّ رسول الله (ص) لأقاربه و برِّه بهم، و إحسانه إليهم، و قد أعطى عمَّه العبَّاس ما لم يعط أحداً عندما و رد عليه مال البحرين، و ولَّى عليّاً و هو ابن عمِّه و صهره، و لعثمان و سائر المؤمنين في رسول الله (ص) أعظم القدوة.

يقول ابن كثير رحمه الله: و قد كان عثمان رضي الله عنه كريم الأخلاق ذا حياءٍ كثيرٍ، و كرمٍ غزير، يؤثر أهله و أقاربه في الله، تأليفاً لقلوبهم من متاع الدُّنيا الفاني لعلَّه يرغِّبهم في إيثار ما يبقى على ما يفنى، كما كان النَّبيّ (ص) يعطي أقواماً، و يدع آخرين إلى ما جُعل في قلوبهم من الهدى و الإيمان، و قد تعنَّت عليه بسبب هذه الخصلة أقوامٌ كما تعنَّت بعض الخوارج على رسول الله (ص) في الإيثار، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: بينما رسول الله (ص) يقسم غنيمة بالجعرانة؛ إذ قال له رجلٌ: اعدل، قال "شقيت إن لم أعدل".

و يحتجُّ عثمان رضي الله عنه لبرِّه أهل بيته، و قرابته مخاطباً مجلس الشُّورى بقوله: أنا أخبركم عنِّي وعمَّا ولِّيت، إنَّ صاحبيَّ اللَّذين كانا قبلي ظلما أنفسهما، و من كان منهما سبيل احتساباً، و إنَّ رسول الله (ص) كان يعطي قرابته، و أنا في رهط أهل عيلةٍ و قلَّة معاشٍ، فبسطت يدي في شيءٍ من ذلك لما أقوم به فيه، فإن رأيتم ذلك خطأً، فردُّوه. (ابن سعد، الطبقات الكبرى، 3/190)

و قد ردَّ ابن تيميَّة -رحمه الله- على من اتَّهم عثمان بتفضيله أهله بالأموال الكثيرة من بيت المال، فقال: و كان يؤثر أهله بالأموال الكثيرة من بيت المال حتَّى إنَّه دفع إلى 4 نفر من قريش زوَّجهم بناته 400 ألف دينار، و دفع إلى مروان ألف ألف دينار -مليون دينار-  فالجواب يقال: أين النَّقل الثابت بهذا ؟

نعم كان يعطي أقاربه، و يعطي غير أقاربه أيضاً، و كان يحسن إلى جميع المسلمين، و أمَّا هذا القدر الكثير فيحتاج إلى نقلٍ ثابتٍ، ثمَّ يقال ثانياً: هذا من الكذب البيِّن، فإنَّه لا عثمان، و لا غيره من الخلفاء الرَّاشدين أعطوا أحداً ما يقارب هذا المبلغ.

المصادر والمراجع:

قراءة 676 مرات آخر تعديل على الجمعة, 20 آب/أغسطس 2021 11:19

أضف تعليق


كود امني
تحديث