قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 30 آب/أغسطس 2021 09:38

بنيان ...الجزء الأول

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه وبعد:

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:( المؤمن للمؤمن

كالبنيان يشد بعضه بعضا) متفق عليه.

هذا حديث عظيم في التكافل و التعاون بين المسلمين و أثر ذلك عليهم؛ كأثر البنيان المتماسك الذي أصبح بنيانا قويا ينتفع به بعد أن كان حجارة تلقى في الصحراء و الطرقات، و ذلك بانضمام بعضه إلى بعض، و هذا هو حال المسلم، المسلم إذا تعاون مع أخيه تحقق هذا الأمر العظيم الذي شبهه النبي صلى الله عليه و سلم بالبنيان.

تكافل المسلمين فيما بينهم فهذا يشتغل بالحراثة، و هذا بالصناعة، و هذا بالسياسة، و هذا يعد آلة الحرب، المسلمون يكمل بعضهم بعضا، يترابطون و يتعاونون و يتراحمون حتى تتحقق المصالح بهذا التعاون، و متى ما تفرقوا فإنّ هذا مثل تفرق تلك الحجارة في الطريق و في الجبال لا نفع لها. و هذا هو وجه الشبه بين ترابط الأمة و تكافلها أنه كالبنيان الذي يدرأ به الكثير من الآفات من الحر و البرد، و يدرأ بها من العدو، و مثل هذه البيوت التي يسكن فيها الناس يأوون إليها، و ينتفعون بها.

و هذا الحديث توجيه من النبي صلى الله عليه و سلم إلى أمته إلى التكافل و التعاون، و هذا الحديث أصل عظيم في اجتماع الكلمة و في الجماعة؛ إذا تكافأ المسلمون أصبحوا قوة، و الآن من الأمور العظيمة التي كاد بها الأعداء للمسلمين هو تفرقة جموعهم بغرس بذور الفرقة بينهم، و نزع الثقة من الأئمة و من الأمراء و من العلماء.

أمة الإسلام اليوم أكثر الأمم، أكثر من النصارى و من اليهود و من الوثنيين، لكن بتفرقهم طمع فيهم الأعداء، و نخشى أن يكون قد أصابهم ما أخبر به النبي صلى الله عليه و سلم:( يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: و من قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنت يومئذ كثير، و لكنكم غثاء كغثاء السيل) صحيح أبي داوود.

نحن لا ننزل هذا الحديث على الأمة لأن هذا من صلاحية العلماء، و لكن نخشى أن يصيب الأمة أو أن يكون قريبا مما قال صلى الله عليه و سلم. و هذا الذي يسعى إليه الأعداء دائما و أنّ قوتهم بتفرقة المسلمين، و ينالون منهم على حين فرقة فيما بينهم، و النبي صلى الله عليه و سلم نبه على هذا الأمر العظيم.

لزوم الجماعة من الأصول العظيمة المقررة، و هو ما يعرف عند السلف بالجماعة، قال صلى الله عليه و سلم: ( عليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة). و أخبر أن الفرقة هي سبب الفتنة، و قال صلى الله عليه و سلم: ( إنما يأكل الذئب من الغنم القاسية) لا يهجم على القطيع الكامل، المؤمن في معاملته لأخيه كالبنيان، في الإعانة و الرحمة و التكافل، فالبنيان يتألف من الطوب، و لا يسمى البنيان بنيانا حتى يتكون من الحجارة التي يبنى بها، بوضعها بعضها على بعضهم ذكر أعظم وصف يقوم بالبنيان؛ فقال صلى الله عليه و سلم يشد بعضه بعضا، فأصبحت كالجبل، فإن المسلمين فرادى و لكن إذا اجتمعوا صاروا في قوة و منعة، و هابهم أعداؤهم، و أمّا إذا لم يوجد هذا البنيان أصبحوا كالحجارة الملقاة هنا و هناك فلا ينتفع بها،  و المسلمين إذا كانوا متفرقين لا تحصل لهم القوة التي تحصل في اجتماعهم، هذا التشبيه الذي شبهه النبي صلى الله عليه و سلم تشبيه بليغ، و يستخرج من هذا الحديث عدّة فوائد؛ منها : اجتماع المسلمين في قوتهم أو تفرقهم بمنزلة هذا البنيان، هذا التماسك الذي يحصل لهذا البنيان بسبب الالتفاف و التعاون و التآلف؛ فالحجر لا يكون بنيانا إلاّ بالتآلف بينه.

للبناء طريقة تقليدية، يجمع الحجر و يألف بينه، فالبنّاء ينظر لهذا الحجر يضع كل واحد في مكانه، فهذه ثغرة كبيرة تحتاج إلى حجر كبير، و صغيرة تحتاج إلى حجر صغير؛ و هكذا المسلمين إذا تنافروا لايصلح بهم البناء، من المسلمين من يصلح للجماعة و منهم من لا يصلح.

هناك طريقة أخرى للبناء عند قدماء الروم و الفرس و الأتراك؛ و هو أن يعد هذا الحجر إعدادا بحيث يكون متفقا في حجمه و طريقته؛ فتشيد به هذه المباني التي نراها، و بقيت أثارها، أحجار منقوشة بنيت بها المباني. نحن نشبه الحجر المعد بمنزلة من بنى المجتمع المسلم بإعداده قبل البناء، كما بنى النبي صلى مجتمع الصحابة؛ المجتمع المثالي، و أمّا البناء الغير معد فهو بحجر غير معد، في هذه الأزمنة تكون هناك جماعة فيها أحجار معدة، و أخرى غير معدة، المعدة بمنزلة العلماء و طلاب العلم الذين تربوا و أعدّوا و هيئوا، و الحجارة الغير كمعدّة بمنزلة من دخل في الجماعة و قويت به الجماعة، لكن جمال الجدار و قوته بالحجارة المعدة أفضل من التي لم تعد، فيلاحظ الفرق بين البناء الذي أعدت حجارته و هيئت، و بين حجارة جمعت و ألفت بدون إعداد مسبق.

رابط البناء حسي؛ و هو الإسمنت الذي أصبح يستخدم بدل الطين، كذلك المجتمع المسلم هذه الروابط هي الحقوق، مثل السلام و ردّه، زيارة المريض، تشييع الجنائز، تشميت العاطس، إذا بقيت في الأمة بقي المجتمع، و انتفت سقط المجتمع، مثل الجدار التي ذهبت روابطه، و أصبح حجارة يعلوا بعضها البعض بغير روابط هي عرضة للانهيار.

من الفوائد: الخلل في البنيان؛ إذا تعاهدها صاحبها صلح البنيان، و إذا أهملها سقط البنيان هكذا حال المسلم، و حال المجتمع، إذا سقط المسلم من المجتمع أعيد إليه، و أُصلح من شأنه، تماسك به البنيان، و إذا أهملت الحجرة الواحدة تبعتها الأخرى، كذلك من شذ من المسلمين تبعه آخر، و تفكك البنيان.

ماذا ترك هذا المثل العظيم، فلو أن المؤمنين و المؤمنات امتثلوا هذا المعنى لصار لهم شأن عظيم، لاستحقوا النصر على جيع الأعداء، و لفازوا بكل أسباب السعادة.

قراءة 669 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 01 أيلول/سبتمبر 2021 09:25

أضف تعليق


كود امني
تحديث