قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 10 تشرين1/أكتوير 2021 09:28

ماذا تعرف عن تاريخ الإسلام في الكونغو والكونغو الديمقراطية؟ .. وماذا عن التنصير والصراعات؟

كتبه  د. ليلى حمدان
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في وسط القارة الأفريقية، دولتان اشتركتا في الاسم لكن اختلفتا في تفاصيل الهوية، اقترن اسم الكبرى بالحروب الأهلية و لا تكاد تذكر الصغرى إلا ما ندر في شريط الأخبار اليومية.

يهمنا في هذه السطور أن نسلط الضوء على تاريخ المسلمين في هذه المنطقة، و واقعهم الحالي؛ لنحقق نوعًا من الوصال الذي يصنع الوعي بتفاصيل الأقلية المضطهدة المنسية في هذه الزاوية من القارة السمراء، و رب تذكرة ألهمت الفكرة و ألهبت العزيمة.

جمهورية الكونغو الديمقراطية

أكبر الدُّول مساحةً في أفريقيا جنوب الصحراء، و ثاني أكبر دولة في القارة الأفريقية بعد الجزائر، تعرف أيضًا باسم كونغو كينشاسا، أو الكونغو، اشتهرت في التاريخ باسم زائير، تقع في وسط أفريقيا. ارتبط اسمها بنهر الكونغو؛ و هو أعمق نهر في العالم و ثاني أكبر نهر من حيث الحمولة. و هي بلاد اشتهرت بالحروب الأهلية.

خضعت هذه الدولة الأفريقية كباقي دول القارة للاحتلال الأوروبي منذ سبعينات القرن التاسع عشر الميلادي (الثالث عشر الهجري)، حيث حاز ملك بلجيكا ليوبولد الثاني حق امتلاك منطقة الكونغو في مؤتمر برلين عام 1302هـ (1885م)، و استمرت البلاد تحت وطأة الاستغلال البشع و الاستعباد إلى غاية عام 1326هـ (1908م) التاريخ الذي تنازل فيه ليوبولد مكرهًا عن الكونغو لبلجيكا، فتحول اسمها إلى الكونغو البلجيكية.

استمرت البلاد تحت الاحتلال البلجيكي إلى أن أعلن استقلالها في عام 1380هـ (1960م) تحت اسم «جمهورية الكونغو». و أصبح باتريس لومومبا أول رئيسٍ للوزراء، و جوزيف كازافوبو أول رئيس للجمهورية. و حملت مستعمرة الكونغو الوسطى الفرنسية المجاورة أيضًا اسم جمهورية الكونغو و أصبح البلدان يسمَّيان الكونغو ليوبولدفيل و الكونغو برازافيل؛ للتمييز بينهما باسم عاصمة كل بلد منهما.

و على إثر صراع انفصالي يعرف باسم أزمة الكونغو. تجاهل المجتمع الدولي طلب لومومبا للدعم، فتوجه للاستعانة بالاتحاد السوفييتي آنذاك، فأثار ذلك سخط الأمريكيين و تم عزله من الحكم و إعدامه على يد قوات كاتانغية بقيادة بلجيكية في عام 1381هـ (1961م).

و في عام 1385هـ (1965م) قاد قائد الجيش جوزيف ديزيري موبوتو انقلابًا عسكريًا، و غيّر اسمه إلى “موبوتو سيسي سيكو” و غير اسم البلاد إلى زائير. و لأنه كان مناهضًا للشيوعية إبان الحرب الباردة فقد حصل على الدعم الكبير من الولايات المتحدة لكنه سرعان ما تلاشى مع تلاشي الحرب الباردة و انهيار الاتحاد السوفييتي.

و في أوائل تسعينات القرن العشرين الميلادي (الرابع عشر الهجري)، على إثر الإبادة الجماعية الرواندية عام 1415هـ (1994م) اشتعل فتيل حرب الكونغو الأولى. و بحلول عام 1417هـ (1996م)، بعد الحرب الأهلية الرواندية والإبادة الجماعية و صعود الحكومة ذات الأغلبية التوتسية في رواندا، هربت ميليشيات الهوتو الرواندية (إنتراهاموي) إلى شرق زائير، و استعملت مخيمات اللاجئين قاعدةً لغاراتها على رواندا. و تحالفت هذه القوات مع القوات المسلحة الزائيرية و شنوا حملة مشتركة ضد التوتسيين الكونغوليين في شرق زائير.

ثم غزا تحالف بين الجيشين الرواندي و الأوغندي زائير و أسقط حكومة موبوتو، عندما رفض حكام البلاد تسليم المعارضين الذين قتلوا عشرات الآلاف في البلد المجاور رواندا، و تمت السيطرة على الموارد المعدنية في زائير، و أشعل فتيل حرب الكونغو الأولى. فتحالف الحلف مع بعض شخصيات المعارضة، و أصبح حلف القوات الديمقراطية لتحرير الكونغو بقيادة لوران ديزيري كابيلا. و في عام 1418هـ (1997م) هرب موبوتو إلى المغرب و زحف كابيلا إلى كينشاسا، و سمّى نفسه رئيسًا، و أعاد اسم البلاد إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.

و اندلعت حرب الكونغو الثانية في عام 1419هـ (1998م)، و استمرت إلى غاية 1424هـ (2003م) و هي الحرب التي أدت إلى مقتل 5.4 مليون نسمة. و اشتركت فيها الجيوش الأنغولية و الزمبابوية و الناميبية في النزاعات إلى جانب الحكومة. و في أثناء ذلك اغتيل الرئيس كابيلا على يد أحد مرافقيه في عام 1422هـ (2001م)، و خلفه ابنه جوزيف، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد.

و رغم تميز البلاد بثروات الطبيعة المختلفة إلا أن نهب الاحتلال الجشع تسبب في الأزمات و النزاعات الداخلية ففر من البلاد نحو 600 ألف كونغوليّ عام 1439هـ (2018م)، و ارتفع عدد اللاجئين إلى 4.5 مليون نسمة بحسب الإحصاءات الرسمية.

و أدت المحادثات بين الأطراف المتصارعة إلى اتفاق سلام قضى بمشاركة كابيلا للسلطة مع المتمردين السابقين. و خرجت القوات الأجنبية في عام 1424هـ (2003م)، إلا قوات رواندا. و شُكّلت حكومة انتهت باقتتال بين كابيلا و جان بيير لكنها استقرت في الأخير على تنصيب كابيلا في عام 1427هـ (2006م). لكنه تنصيب أعقبه تمرد مسلح ضد الحكومة، و اشتعل ما عرف باسم نزاع كيفو.

استمر الاقتتال و التنازع على السلطة و ارتفعت معه معدلات القتلى و المشردين، و ظهر جيش الرب للمقاومة بقيادة “جوزيف كوني” الذي تحول من قواعده الأصلية في أوغندا وجنوب السودان إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2005م. و وُصفت الحرب في الكونغو بأنها الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية.

في عام 1436هـ (2015م)، اندلعت احتجاجات كبيرة في أرجاء البلد و طالب المحتجون أن يتنحى الرئيس جوزيف كابيلا. تم تهدئتها بالوعود ثم اندلعت من جديد فراح ضحيتها العشرات و اعتقل المئات.

عُقدت الانتخابات العامة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في 1439هـ (2018م) و فاز مرشح المعارضة فليكس تشيسكيدى لكن الانتخابات كانت محط اتهام بالتزوير. في 1440هـ (2019م)، تقلّد فيلكس تشسكيدي الحكم، و بعده بستة أشهر انتشر وباء الحصبة في البلد فمات نحو 5 آلاف إنسان.

و لم تتوقَّف تدخُّلات الدول الأخرى في الكونغو مع جميع الحكومات غير المستقرَّة التي تناوبت على حكم البلاد. و بعيدًا عن الاقتتال و الحروب و الأوبئة والأمراض فإن جمهورية الكونغو الديمقراطية أكبر منتج في العالم للكوبالت الخام، و من أكبر منتجي النحاس و الألماس.

و رغم حجم الإبادات والوفيات مع الحروب الأهلية و الأوبئة القاتلة، يبلغ عدد سكان الكونغو اليوم 86.8 مليون بحسب إحصاء عام 1441هـ (2019م). و في البلاد أكثر من 200 مجموعة عرقية، الأغلبية من شعوب البانتو. يتحدثون اللغات الوسيطة مثل الكيكونغو والتشيلوبا و السواحيلية و اللينغالا. فضلًا عن الفرنسية اللغة الرسمية.

و تعاني البلاد إلى اليوم من مرض الإيبولا.

تاريخ الإسلام في الكونغو الديمقراطية

عرفت الكونغو الإسلام منذ منتصف القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر ميلادي)، حيث كان للمسلمين مركزًا في إقليم كاسونغو و عرفوا آنذاك بتجارة العاج و الرقيق.

و كان لهؤلاء التجار المسلمين الدور الرئيسي في نشر الإسلام بين شعوب المنطقة. لذلك يعتبر الإسلام أول دين سماوي في الكونغو حتى جاء الاحتلال بمنظماته التنصيرية.

و ازدادت هذه المنظمات اهتمامًا بسكان المنطقة منذ أصبحت محط استقطاب لجشع الأوروبيين بما تملكه من ثروات طبيعية.

و مع تكثيف حملات التنصير عمل الاحتلال على محاربة الإسلام و بدعم من بلجيكيا و الفاتيكان، بنيت الكنائس و المدارس و المستشفيات و المراكز الثقافية و الأندية و الجامعات، و حارب الاحتلال البلجيكي كل ما يتصل بالإسلام فمنع بناء المساجد و المدارس القرآنية و الدعوة لله.

و بقي المسلمون في اضطهاد حيث أجبرهم المحتل البلجيكي على ترك شعائرهم و عباداتهم و أرغمهم على أكل لحم الخنزير و الإفطار في رمضان على غرار ما يفعل الصينيون بالمسلمين الإيغور في تركستان الشرقية، و طُرد أبناء المسلمين من المدارس و استمر اضطهادهم إلى غاية القرن الرابع عشر الهجري (العشرين الميلادي)؛ حيث تمكن المسلمون من الظهور و بدأت مؤسساتهم بالانتشار، و مدارس تعليم القرآن الكريم بالعمل.

و تشير التقارير إلى أن ليوبولد تسبب في الكثير من الجرائم التي أدت إلى مقتل حوالي 10 ملايين ضحية قضوا نحبهم تحت التعذيب أو بالقتل المباشر أو بالجوع أثناء المجاعات التي أهمل فيها المحتل السكان بما فيهم المسلمون.

و بحسب دراسة نشرها مركز البحوث و الدراسات الأفريقية بجامعة أفريقيا العالمية، أدت حملات الحرب على الإسلام إلى إبادة الاحتلال البلجيكي في عام 1311هـ (1893م) ما يقارب من 45 ألف مسلم.

استوجب الاحتلال البلجيكي اشتعال المقاومة المحلية ضده حيث برز الزعيم باتريس لوموبا (1344 – 1381هـ) (1925 – 1961م) الذي انتهت مقاومته بانتزاع استقلال الكونغو و تشكيل أول حكومة كونغولية عام 1380هـ (1960م)، لكن المحتل دسّ له و تخلص منه بالاغتيال في أوائل ستينيات القرن الماضي و هربت أسرته إلى مصر.

و قد اجتمع حوله المسلمون في مقاومة شاملة لإخراج المحتل. فسمح لهم خلال حكمه بترخيص هيئة تعنى بتدبير شؤونهم.

و مع تتابع الحروب الأهلية و الانقلابات العسكرية ازداد تهميش الأقلية المسلمة. و في أزمة 1431هـ (2010م) استهدفت الحكومة الأقليَّة المسلمة بتهمة التعاون مع الجماعات المسلَّحة المعارِضة، مما أدى إلى نزوحهم بحثًا عن مكان آمن في العاصمة و غيرها من مراكز المدن.

و تفرقت صفوف المسلمين بسبب القَبَلية و الأحزاب السياسية، مما شكل عائقًا أمام توحدهم. و غالبيتهم من السُنَّة كما يوجد نسبة قليلة من الشيعة في العاصمة كينشاسا، إضافة إلى جماعة الأحمدية التي تتستر باسم الإسلام.

و تشهد الكونغو صراعًا عقديًا بين الحركات الصوفية التقليدية و بين الحركات السلفية، و هو الخلاف الذي ظهر بين جيل كبار السن المتمسك بتقاليده القديمة و جيل الشباب الذي انفتح على العالم الخارجي و تجذبه عالمية الإسلام.

تعتبر منطقة كوما بعد كينشاسا من أهم مناطق انتشار الإسلام إذ يقدر عدد المسلمين فيها بحوالي 45 ألف مسلم، و لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد المسلمين حيث يرى المكتب الرسمي لمسلمي الكونغو أن أعداد المسلمين تتراوح ما بين 10% و 12% من عدد السكان الإجمالي، لكنهم ضعفاء على مستوى النفوذ و الإعلام و الاقتصاد. على عكس الكنيسة الكاثوليكية الكونغولية التي تهيمن على البلاد.

و يصنف المسلمون في الكونغو على 3 أصناف:

  • قسم ضعيف يسكن المناطق النائية؛ كإقليم كيفو و الإقليم الشرقي.
  • و النيجريون، و قد بنوا مسجدًا جامعًا و هو أكبر جامع في كنشاسا حتى الآن، كما أسسوا مدرسة إسلامية، و لهم جهود في الدعوة.
  • و السنغاليون، ولهم نشاط في الدعوة الإسلامية أيضًا.

و من مشاكل المسلمين في الكونغو حملات الشيطنة التي ترعاها الكنيسة و تهم ما يسمى الإرهاب و دعم التمردات. كما شهد عددهم انخفاضًا مستمرًا بسبب الأمراض و الحروب.

و ينقص المسلمين في الكونغو الدعم الخارجي لترميم مساجدهم و تزويدهم بالدعاة و المعلمين و برامج الدعوة و الكتب باللغات المتداولة بالإضافة إلى الخطط لمواجهة كيد التنصير.

و مما قاله الرحالة العبودي عن هذه البلاد: “قد أخبرنا الشيخ علي محمد الطوقي و هو عماني أنه كان في مدين كندو في مقاطعة أورنال في الكونغو عام 1383هـ (1963م) عندما كانت الثورة ضد البيض على أشدها، هناك شاهدوا ثلاثة عشر أوروبيًّا من الإيطاليين نزلوا بطائرتهم في مطار مدينة كندو الذي يسيطر عليه الثوار، نزلوا اضطراريًّا فأمسك الكونغويون بثلاثة منهم، و أججوا لهم نارًا و شووهم قريبًا من المطار، و أكلوهم كما يؤكل لحم الغنم، لذلك امتنعنا عن السفر إلى الكونغو”. [1]

و قال عنها في مقطع آخر: “الوقت ليل، و لا نستطيع أن نتعرف إلى معالم المطار. و عند خروجنا اجتمع حولنا ثلاثة من الأوربيين و قالوا لنا: لا تسكنوا إلا في فندق كبير مشهور، و لا تركبوا سيارة أجرة إلا مجتمعين، و لا تحملوا نقودًا كبيرة معكم، و لا تضعوا نقودكم إلا في البنوك، و لا تسافروا خارج المدينة إلا و معكم من تعرفونه من الأفريقيين، و لا تركبوا حافلة و أنتم تحملون نقودًا، و إذا رأيتم اجتماعًا للأفريقيين فتجنبوا الدخول فيه”. [2] في إشارة إلى حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد.

الجماعات المتمردة

بحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش” لحقوق الإنسان، توجد أكثر من 120 جماعة مسلحة شرقي الكونغو. أغلب هذه المجموعات شرقي البلاد، منها؛ حركة “مبورورو” المتمردة، و”الجبهة الوطنية المقاومة” في إيتوري، و”تحالف الوطنيين من أجل كونغو حرة” و”القوات الديمقراطية المتحالفة المسلحة” و”جيش الرب للمقاومة” اللذان كانا ينشطان في أوغندا منذ سنوات. و لكل جماعة أهدافها و قيادتها الخاصة.

و منذ أكثر من عقدين، تمول هذه الجماعات نفسها من خلال تجارة المعادن و الثروات المعدنية من شرق الكونغو؛ حيث تزخر هذه البلاد بمعادن الذهب و النحاس و الكوبالت، و غيرها.

تحالف القوى الديمقراطية

هو من أبرز الجماعات المتمردة في كونغو، تأسس التحالف في شمال أوغندا عام 1416هـ (1995م) على يد مجموعة من ضباط الجيش السابقين الموالين للزعيم السابق عيدي أمين هو رئيس أوغندا الثالث في الفترة بين عامي 1391 و1399هـ (1971 و1979م). و حمل التحالف السلاح ضد الرئيس الأوغندي الدكتاتور يوري موسيفيني الذي بقي طويلًا في السلطة ولايزال، و مما يدفع التحالف لحمل السلاح استنكار سياسات الحكومة و اضطهادها للمسلمين.

و بعد تعثر التحالف بسبب المواجهة مع الجيش الأوغندي، انتقل في عام 1422هـ (2001م) إلى مقاطعة شمال كيفو في الكونغو. و بعد فترة من النشاط المحدود، عاد تحالف القوى الديمقراطية للظهور في 1435هـ (2014م) بمجموعة من الهجمات التي تستهدف داخل الكونغو. و أصبح موسي سيكا بالوكو قائدًا للتحالف عام 1436هـ (2015م) بعد القبض على سلفه جميل موكولو في تنزانيا و الذي تم تسليمه إلى أوغندا في نفس العام. 

من جانبها اتهمت الحكومة الأوغندية تحالف القوى الديمقراطية بأنه على صلة بحركة الشباب المجاهدين التي تنشط في شرق أفريقيا، بينما قال وزير الشؤون الداخلية الأوغندي للبرلمان إن التحالف لديه علاقات مع تنظيم القاعدة. و أنه ساعد التحالف في إقامة معسكرات تدريب لقواته.

أيضًا اتهمت الحكومة الأوغندية السودان بدعم التحالف، و لم تثبت هذه الاتهامات بشكل أو بآخر إلا أن هذا التحالف الغامض على الرغم من الأسماء غير الإسلامية التي يحتضنها في تركيبته، و كذلك خلفيته المشوشة، كان على ما يبدو متأثرًا بالدعوات الجهادية العالمية التي تتبناها التنظيمات الجهادية، و هذا ما يفسر إعلان بالوكو في عام 1437هـ (2016م)، الولاء لتنظيم الدولة الإسلامية. مع أن التنظيم لم يعترف بنشاط التحالف في المنطقة حتى عام 1441هـ (2019م) بعد تبني هجوم على مواقع للجيش قرب حدود أوغندا. 

و يضمّ التحالف أغلب المعارضين للرئيس الأوغندي من بينهم “الحركة الديمقراطية المتحدة”، و”الجيش الوطني لتحرير أوغندا”، و”جيش تحرير أوغندا المسلم”، و يتمركز في سلسلة جبال “روينزوري” وسط أفريقيا على الحدود بين أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية التي لاتزال تعيش صراعًا عرقيًا و دينيًا و سياسيًا مستمرًا بين الجماعات المتمردة و الحكومة.

جمهورية الكونغو

تعرف أيضًا باسم الكونغو برازافيل نسبة إلى عاصمتها لتمييزها عن جمهورية الكونغو الديمقراطية. تقع في وسط أفريقيا، تحدّها كل من الغابون، الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، جمهورية الكونغو الديمقراطية و أنغولا. اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية للكونغو، إضافة للغتين محليتين، اللينغالا و الكيتواب.

في عام 1303هـ (1886م) بعد عام من مؤتمر برلين، أصبحت الكونغو مستعمرة فرنسية. ثم تحول اسمها إلى الكونغو الوسطى التي تم دمجها في عام 1328هـ (1910م) في أفريقيا الاستوائية الفرنسية. و انضمت بعد ذلك مع فرنسا الحرة و شارل ديغول الذي قبل استقلال الكونغو الوسطى في عام 1380هـ (1960م) و أصبحت جمهورية الكونغو و رئيسها “ فولبار يولو”. لكنه استقال في انتفاضة الشعب فيما يُسمى “الثلاثة المجيدة” و خلفه “ألفونس ماسامبا ديبا” رئيسًا للجمهورية.

و شهدت البلاد في 1389هـ (1969م) انقلابًا على السلطة قاده “ماريان نغوابي” ذي الاتجاه الماركسي لكنه انتهى بمقتله في عام 1397هـ (1977م). و شهدت البلاد بعد ذلك اضطرابات سياسية و توترات.

ثم كانت الحرب الأهلية التي استمرت سنة واحدة منذ 1414هـ (1993م) لتشتعل من جديد في عام 1418هـ (1997م) بين الجيش و ميليشيات الجنرال “ساسو – نغيسو” حيث استلم الأخير الحكم في نهاية المطاف بعد انقلاب عسكري.

و اندلع القتال من جديد في عام 1420هـ (1999م) بين الجيش و الميليشيات وفي عام 1442هـ (2021م)، و أعيد انتخاب رئيس جمهورية الكونغو ساسو نغيسو لولاية جديدة وسط مقاطعة من أحزاب المعارضة الرئيسية للانتخابات حيث تعارض هذه الأحزاب ساسو نغيسو الاستبدادي القابع في السلطة منذ 36 عامًا، مع استمرار الفساد والفقر و الظلم على الرغم من امتلاك البلاد للثروة النفطية.

تاريخ الإسلام في الكونغو

وصل الإسلام إلى الكونغو في منتصف القرن (13 الهجري) (19 الميلادي). و يبلغ عدد سكانها نحو 5.4 ملايين نسمة بحسب إحصاء 1441هـ (2019م)، مع أقلية مسلمة بنسبة 2%. وذكرت الدكتورة فاطو ماتا أمادوا في حوار أجري معها أن نسبة المسلمين قد تراجعت، فبعد أن كانوا يشكلون 25% من عدد سكان البلاد، صاروا لا يزيدون على 3% من السكان، و ذهبت تقارير إلى نسبة 4%. [3]

يعيش في الكونغو مهاجرون مسلمون من شمال و غرب أفريقيا، من مالي و بنين و توغو و موريتانيا و السنغال. كما يتواجد لبنانيون و نشاديون. و اعتنق عدد من الكونغوليين الأصليين الإسلام على مر السنين. و أسسوا جمعيات إسلامية خاصة بهم و تم تشييد مسجد في عام 1426هـ (2005م) في العاصمة برازافيل.

و لا يحظى المسلمون بنفوذ و لا حتى اعتراف بشأن أعيادهم الإسلامية، إلا ما يحصل من تصرفات فردية من أرباب العمل بمنحهم عطلًا لأجل ذلك. 

و أثار حظر ارتداء النقاب الذي فرضته السلطات في الكونغو برازافيل استياءً كبيرًا بين المسلمين في البلاد، و هو قرار لم يجد له المسلمون تفسيرًا نظرًا لكون البلاد لم تشتك من حوادث على علاقة بالنقاب كما أن القرار يناقض دستور البلاد. [4]

الخاتمة

لا يكاد يختلف واقع الأقلية المسلمة المضطهدة في وسط أفريقيا من دولة لأخرى و إن كان حالها في جمهورية أفريقيا الوسطى هو الأشد، إذ يشترك المسلمون في هذه المناطق في ضعف القوة و ضعف الدعوة و تفرق الصفوف و الفقر و الخوف، و رغم تباين درجات الأذى الذي يتعرضون له، إلا أنهم يشتركون في المصير الواحد، هذا دون الحديث عن حقيقة التعتيم الإعلامي أو الإهمال الإعلامي حيث نادرًا ما تصلنا أخبار المسلمين في الكونغو بشقيها الديمقراطي و الجمهورية، مما يستوجب العناية بهذا الجانب و مد الجسور مع مراكزهم و تقديم المدد اللازم معنويًا و ماديًا، و لعل هذا الدعم يؤثر في واقعهم فيخشاهم الأعداء و تحترمهم السلطات، ففي بلاد نصرانية تعاني الضعف و الاضطراب لاشك أن حال المسلمين هو الأسوأ و تفقد حالهم أولوية.

 

الرابط : https://tipyan.com/islam-in-the-congo

المصادر
قراءة 797 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 13 تشرين1/أكتوير 2021 09:33

أضف تعليق


كود امني
تحديث