قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 16 كانون2/يناير 2022 09:30

ماذا يعني انتمائي للإسلام؟

كتبه  الأستاذ مصطفي صقر
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يعد هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي تحيك في صدور الشباب المسلم هذه الأيام، خاصة مع شراسة الحملات التشويهية للإسلام و رجالاته، و محاولة إخراجه عن المضامين القرآنية و النبوية إلى فضاء من الهشاشة التي تجعله أشبه بعلاقة روحية خاصة بين العبد و ربه، لا تنعكس في سلوك حياتي أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو محاولة لترسيخ مفاهيم الحرية و العدالة و الإصلاح بين الناس.

بل إن من يتحدث بهذه المعاني يتم وصمه بـ (تسييس الدين)، و كأن الدين أصلا يخلو من السياسة (بمفهومها العام لإدارة شؤون الناس و معاشهم)، و يحاول آخرون تجريد الدين من كل شعائره ذات الانعكاس الاجتماعي (كما حصل في الحديث عن الأضاحي هذه الأيام) لترسيخ مفهوم "خلو الدين من أي مظهر اجتماعي عام أو حتى اقتصادي"، و السعي الدائم لحشره في زاوية العلاقة الروحية و السمو النفسي و التصوف و الانعزال عن الناس، و هذا من أخطر ما قد يحصل للفهم العام للإسلام.

هذه الحملات و انعكاساتها في المجتمعات – و خاصة بين الأوساط الشبابية – جعلتهم في حيرة من أمرهم و تعاطيهم مع هذا الدين: أهو شكل من أشكال العادات و التقاليد المقيدة للحريات و التي يجب أن نكسرها و نتجاوزها لما لها من أثر في تخلفنا عن ركب الحضارة و التقدم؟؟؟

أم هو موروثات عن أهل السلف الصالح التي كانت تصلح لإدارة معيشتهم – البسيطة و السهلة – و لا يمكنها التعاطي مع حياتنا الأكثر تعقيدا؟؟؟

أم هو حالة من التابوهات القديمة و الأفكار الغيبية التي ليس لها أي مساس في واقعنا و علينا دحضها باستخدام العقل و المنطق؟؟؟

أم هو دين شامل عام و متكامل كما يقول عنه الدعاة و العلماء و المصلحون و ما يجري عليه من حملات إنما هي دلالة صلاحيته و قوته و مدى تأثيره إن تم ترسيخ تطبيقه على المستوى الفردي و الأسري و المجتمعي والدولي، فيعيد الحق لأصحابه و يأخذ على يد أصحاب الفساد و الظلم و الاستبداد؟؟؟

هذه الحيرة العاصفة تدفعنا – معاشر الدعاة و المصلحين و المثقفين – لإعادة إحياء هذه المعاني - مرة بعد أخرى – بين الشباب و التأكيد عليها دوما؛ لتكون أساسا ومدماكا يبنون عليه صروح أفكارهم الإبداعية في نصرة الإسلام و أهله،  وليكونوا خير خلف لخير سلف قدموا لخدمة دينهم، و صدق النبي – صلى الله عليه و سلم – فيما يرويه الإمام مسلم (بدأ الإسلام غريبا، و سيعود غريبا – كما بدأ – فطوبى للغرباء)، و في رواية مرسلة عن التابعي بكر بن عمرو المعافري (فطوبى للغرباء الذين يمسكون بكتاب الله حين يترك،  و يعملون بالسنة حين تطفأ).

و يمكننا أن نضع بين أيدي الشباب عددا من المعالم في طريقهم لإدراك معنى انتمائهم لهذا الإسلام العظيم، و ذلك على النحو التالي:

المعلم الأول: أن يدرك المسلم – ابتداء – غاية وجوده الكبرى و ينطلق منها في تفسير كل ما يرى من ظواهر و تحولات و تقلبات  و صراعات بين البشر، و هي التي حددها الله تعالى – لآدم عليه السلام – و ذريته من قبل خلقهم، و هو يحدث عن الملائكة حين قال في الآية 30 من سورة البقرة (وَ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ).

و هذه الخلافة التي نالها آدم – عليه السلام – و ذريته من بعده كرامة وجودية لهم، و التي من معانيها –لغة– النيابة (أي أناب عنه و حل محله)، فهي شكل من أشكال تحميل هذا الإنسان مسؤولية إدارة شؤون هذه الأرض، ببشرها و حجرها و شجرها و دوابها و معادنها، وفق ما يريد خالق الخلق و صاحب الأمر جل جلاله، ثم المسائلة عنها و عن مقتضياتها يوم القيامة، و بهذا المعطى اقتضت الخلافة محورين هامين:

1. محور العلاقة مع الله: و الذي تناولته الآية الكريمة من سورة الذاريات (وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، و العبادة هنا تعني الائتمار بما يأمر به الله و الانتهاء عما ينهى عنه، و إعلان الافتقار و التذلل بين يديه و الاستعانة به في كل أمر و في كل حين، كما نردد في فاتحة الكتاب (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).

2. محور العلاقة مع الكون: و الذي تناولته عدد من الآيات، منها على لسان نبي الله صالح – عليه السلام – (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) أي طلب منكم عمارتها حق العمارة، بما يحقق النفع للبشرية و دون إخلال بمنظومة الكون و اتزانه.

و هذا الإدراك – حال تحصله – يضبط فهم الإنسان و بوصلته في سيره في هذه الحياة، فلا يظن نفسه على أنه سيد هذا الكون ليفعل به ما يشاء دون العودة لما أراده الخالق، أو يظن نفسه أنه خالد مخلد فيها دون حسيب أو رقيب، مصداقا لقوله تعالى (أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَ أَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ).

المعلم الثاني: إن أدرك المسلم غاية وجوده الابتدائية انطلق نحو فهم الإسلام – الدين المهيمن على كل ما سبقه من شرائع سماوية – بصيغته الشمولية التي أرادها الله تعالى، ليدرك أن دين الإسلام – كما يقول الإمام القرضاوي حفظه الله – يقوم على ضبط:

1. علاقة الإنسان بخالقه: بإخلاص العبادة له و ديمومة الاستعانة به.

2. علاقة الإنسان بنفسه: بتزكية للروح و تنمية للعقل و تدريب و حماية للجسد و إذكاء للعواطف و الوجدان.

3. علاقة الإنسان بغيره و الكائنات الحية: بضبط التشريعات الناظمة للعلاقات، و ما يترتب على ذلك من أبعاد قضائية لفك النزاعات، مما يرسخ مبدأ تلازمية الحقوق و الواجبات، و انعكاسات ذلك في مختلف مظاهر الحياة.

4. علاقة الإنسان بالجمادات: استثمارا للموارد بما يحقق حالة التعمير الواجب، مع الحرص على التنمية المستدامة لها، و تطوير كافة المخرجات بما يتناسب مع متطلبات الرفاه المناسب.

المعلم الثالث: إدراك المكان و الزمان التي يعيشهما المسلم إدراكا حقيقيا، يجعله يتعامل بواقعية مع الآمال و الطموحات، و يردم الهوة بين المأمول و الممكن، و يملّكه الأدوات التي من خلالها يستطيع أن يؤثر بمن حوله و يتفاعل معه، و يهيئ له الفرص الإيجابية التي تمكنه من العمل على الإصلاح و التغيير في أسرته و مجتمعه و وطنه، و يبحث عن عناصر القوة الكامنة في عصر المعلومات و يتفاعل معها بكل جدارة و احتراف، و صدق الله حين وصف أولي الألباب بقوله في سورة آل عمران (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَ قُعُودًا وَ عَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ).

المعلم الرابع: أن يدرك المسلم أن عدوه الاستراتيجي  و الذي يريد الإيقاع به في كل لحظة و حين هو الشيطان، مصداقا لقوله تعالى في سورة فاطر (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)، و هذه العداوة تتجلى دائما في تزيينه لما حرم الله و تلاعبه بالشهوات و المحبوبات في غير ما يرضي الله، و إثارته – عبر أعوانه من العلمانيين و الدهريين – لمختلف الشبهات التي قد تعكر من صفو عقله و قلبه، ناهيك عن المؤمرات التي يحيكها مع أعوانه من شياطين الأنس للصد عن سبيل الله و هضم الحقوق و خطف الحريات و إهلاك الحرث و النسل، مما يدفع المسلم إلى زيادة قربه من الله و زيادة علمه و ثقافته لكي لا يسمح لأي شبهة من أن تعكر عليه عقله، و يعمل أيضا على زيادة قوته لكي يدافع عن دين الله (و المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف).

المعلم الخامس: أن يسعى لتوحيد الجهود و تطويرها مع كل من يشاطره الهم و الهمة في خدمة دين الله، و لا يظن نفسه أنه قادر لوحده، فالتكليف فردي و الحمل للجماعة، و صدق الله حين قال في سورة التوبة (وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ يُطِيعُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، و الأعمال كثيرة والمجالات متعددة، منها السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و التربوي و الإغاثي و التعليمي و الثقافي و الصحي و العسكري و الثوري و غيرها.

و البحث عن رايات الخير في هذه الأمة واجب، فالعمل الجماعي المنظم أنجع و أكثر فائدة، فمع اختلاف أشكاله إلا أن المنطلقات واحدة و هي خدمة دين الله، لذا وجب على المسلم أن يبحث عن أكثرها شمولية و أغزرها تجربة و أوسعها نشاطا و أرحبها فضاء، و لا يلتفت إلا دعاوى الجاهلية المشوهة لبرامج الدعوة، فلولا أنها معكرة عليهم فسادهم لما حاربوها (وَ وَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ * الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَ يَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ).

المعلم السادس: أن يضبط سلوكه و أخلاقه و تصوراته ضمن قيمه العليا، فهو ينطلق ابتداء من القرآن الكريم الذي يعلم أنه (يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)، فيعيد أقواله و أفعاله إلى هذا الصراط، ثم يعلي مقام قيمه في حياته: فلا يحب و لا يكره و لا يصادق و لا يعادي إلا بناء عليها، متخلقا بأخلاق النبي الكريم – عليه السلام – الذي وصفته أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – بأنه (كان خلقه القرآن).

الرابط : https://eyooon.net/view.aspx?id=33258

قراءة 823 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 19 كانون2/يناير 2022 09:32

أضف تعليق


كود امني
تحديث