قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 13 آذار/مارس 2022 12:24

من أسماء الله الودود

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه و بعد:

المقام مقام إصلاح بينك و بين الله عزّ و جل في حال السعة و الشدّة، بل كلما لجأت إلى الله و أظهرت فقرك إلى الله و توكلت على الله تعلقت بالسبب الأعظم و هو رحمة، و فضل الله.

من أسماء الله تعالى الودود يحب عباده المؤمنين الذين داوموا على طاعتهّ.

قال تعالى:{ إنّ ربي رحيم ودود} 90 هود، المعنى اللغوي: الودود من صيغ المبالغة؛ أي كثير الود، الودُّ أي المحبة؛ تقول وددته إذا أحببته، و هذا أصفى الحب و ألطفه.

و يأتي على معنيين: الأول: فعول بمعنى فاعل؛ أي الذي يحب أنبياءه و رسله، و أولياءه، و عباده الصالحين، و من آثار ذلك أنه يرضى عنهم بأفعالهم، و يحسن إليهم و يمدحهم بها.

الثاني: فعول بمعنى مفعول: أي مودود، يعني المحبوب الذي يحبه أولياءه، و رسله، و عباده المؤمنون، المحبة العظمى، فلا شيء أحب إليهم منه سبحانه، فهي نسيمهم، و روح أبدانهم، فهو سبحانه يود أولياءه و يودونه.

المعنى الشرعي: الله سبحانه هو الودود المحبوب لكل معبود:

  1. 1.المتودد إلى أولياءه بمعرفته و نعوته الجميلة.
  2. 2.المتودد إلى المذنبين بعفوه و ستره، و رحمته.
  3. 3.المتودد إلى جميع خلقه برزقه، و آلائه الواسعة، و ألطافه، و نعمه الخفية و الجلية.
  4. 4.و هو المحبوب المستحق أن يحب لذاته، و صفاته، و أفعاله.

ما ألطف اقتران اسم الودود بالرحيم و الغفور قال تعالى:{ إنّ ربي رحيم ودود} و قال سبحانه:{ و هو الغفور الودود} البروج 14، فإن الرجل قد يغفر لمن أساء إليه و لا يحبه، و الرب تعالى يغفر لعبده إذا تاب إليه و يرحمه، و يحبه مع ذلك، قال تعالى:{ إنّ الله يحب التوابين} البقرة222، و إذا تاب الله على عبده أحبه، و لو كان منه ما كان، فارتباط هذا الاسم الكريم بالمغفرة، يدل دلالة جليّة على محبة الله للاستغفار من الذنوب، و محبته للأوبة و الرجوع، و أن ذلك من أعظم مقتضيات، و موجبات المودّة، التي تقتضي المغفرة و الرحمة في الدنيا و الآخرة.

من جلال الودود أن يرزق أولياءه محبة الناس، فيحببهم إلى خلقه، فيجعل لعباده الصالحين ودًّا أي حبا عظيما، و ودادًا في قلوب العباد، و أهل السماء، و أهل الأرض، من غير تعرض منهم للأسباب التي تكسب بها الناس، قال تعالى:{ إنّ الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا}96 مريم.

جعل تعالى المودة و الرحمة آية على وحدانيته في الألوهية، و كمال رحمته في أسمى علاقة بين الزوجين قال الله العظيم:{ و جعل بينكم مودّة و رحمة}21 الروم. و ارتضاها لتكون بين المتخاصمين مع الآخرين قال تعالى:{ عسى أن يجعل بينكم و بين الذين عاديتم منهم مودة} الممتحنة 7، "أي محبة بعد البغضة، و مودة بعد النفرة، و ألفة بعد الفرقة" كما فسرها ابن كثير رحمه الله.

{  لو أنّ أهل القرى آمنوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كسبوا} الأعراف 96، ربنا يكلم الأمم........الرخاء العام، الرخاء الدولي، الفتح الاقتصادي، التنمية، النهضة، إذا أردنا كل هذا فعلينا أن نعمل بهذه الآية العظيمة، الله عزّ و جل ودود.

{ لفتحنا} أي بينكم و بين ما تريدون، أبواب مغلقة و هي موجودة، { لفتحنا عليهم} و في قراءة فتّحنا بالشدّة اي مبالغة في الفتح.

الناس مقفولة عليهم و مسدودة وأنت إذا آمنت و اتقيت فتحها عليك، أي خصوصية هذه في المعاملة؟ هذا لأنك تعامل الرب الودود.

{بركات من السماء و الأرض} البركة هي الخير الذي يبرك كبركة الماء، نقول برك البعير أي لزم مكانه، الخير الذي لا ينقطع و لا ينقص. من السماء و الأرض من حيث لا تحتسب، من حيث لا تدري و من حيث تدري. الله ودود منعم و شكور، لنضرب مثلا و لله المثل الأعلى: إنسان ثري يعطي ألف دينار لرجل و يقول له:" إن شكرتني زدتك" فقام بشكره فزاده عشرة آلاف دينار، يتودد إليه بالكرم. فما بالك الله الودود الكريم الواسع سبحانه وتعالى { و لو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض}

اللهم يا خير الفاتحين افتح قلوبنا على حبك و معرفتك و الإنابة إليك.

هذا و الله أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه.

قراءة 629 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 16 آذار/مارس 2022 09:34

أضف تعليق


كود امني
تحديث